الآلاف يحتشدون في قاعة الصداقة بالخرطوم لـ(تقفي أثر) الترابي

احتشد في العاصمة السودانية، الخرطوم ليل السبت، ما لايقل عن ثلاثة آلاف شخص لحضور ليلة فكرية عن الزعيم الاسلامي الراحل حسن الترابي، وجرت في الليلة مراسم تدشين كتاب عن الراحل بعنوان “الترابي .. الأثر الباقي”، جمع كل ما كتب عن الراحل بعد وفاته.

JPEG – 61 كيلوبايت
نحو 3 آلاف تجمعوا في ليلة فكربة للحديث عن “أثر الترابي الباقي”..السبت 7 يناير 2017.. صورة لـ (سودان تربيون)

وتحدث الى المحتشدين عدد من المفكريين الاسلاميين على رأسهم الموريتاني محمد مختار الشنقيطي، والمحبوب عبد السلام، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية(حماس) خالد مشعل.

ويعد الترابي من أشهر قادة الإسلاميين في العالم وأحد ابرز المجتهدين على صعيد الفكر والفقه الإسلامي المعاصرين، وله عدد من الكتب في تفسير القرآن وأصول الفقه، وأخرى في مجالات الاصلاح الإسلامي والسياسة.

كما يعتبر حسن الترابي الأب الروحي للحركة الاسلامية في السودان، وظل طوال حياته محور جدل متعاظم بسبب ارائه الفكرية والدينية المثيرة، ومواقفه السياسية خاصة بعد أن توجها بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الذي أتى بالحكومة الحالية في العام 1989، والاطاحة بالعهد الديموقراطي الذي كان على رأسه صهره الصادق المهدي،ولم يلبث أن اختلف الترابي مع تلاميذه في العام 1999، فانقسم اسلاميو السودان مابين مشايع للترابي ومؤيد للرئيس عمر البشير.

وظل الترابي في صف المعارضة لنحو 15 عاما، قبل أن بقرر تبديل موقفه والقبول بدعوة الرئيس عمر البشير للحوار في يناير من العام 2014، حيث انخرط فيه بكل قوة واظهر تأييده لكل خطواته متذرعا بضرورة تجنيب السودان الانزلاق الى دوامة عنف على شاكلة ما حدث في بلدان عربية عديدة، وحرص الرجل على أن يختم حياته بدعوة السياسيين في السودان للوقوف على ارضيات مشتركة تنهي ازمة البلاد، الى أن توفى في مارس من العام 2016 عن عمر ناهز الـ 84 عاماً .

وأعلنت اللجنة المنظمة للبرنامج والتي تضم عدد من تلامذة الترابي والمفكرين وأسرة الراحل عزمها انشاء “مؤسسة الترابي للتوحيد والتجديد”، لتقوم بطباعة كتب الترابي، واقامة مؤتمرات عالمية دورية لنشر افكار الراحل، كما تقوم المؤسسة بانشاء كراسي اكاديمية في المؤسسات الجامعية لمنقاشة أفكار الترابي من خلال رسائل الماجستير والدكتوراة.

وامتدح المشاركون في الليلة التي جاءت تحت عنوان (الترابي ..الاثر الباقي) إسهامات الزعيم الاسلامي الراحل الفكرية والسياسية، مطالبين باستمرار أفكار الترابي من خلال تلاميذه المنتشرين في مختلف البلدان.

وقال مستشار رئيس الوزراء التركي، عمر الفاروق قرقمار، في كلمته إن كثير من الشخصيات لم تستطيع فهم “الترابي” مشيراً إلى انه فقيه وقانوني في آن واحد ، وأضاف “الترابي لم يفهم في السودان كما ينبغي”.

وتحدث المحبوب عبد السلام، الذي يصنف كأحد ابرز تلامذة الترابي المقربين، قائلا أن أولى القضايا التي كتب عنها الراحل كانت المشكلة الدستورية وانه ظل يكتب عنها الى أن توفى، مشيراً إلى أن السودان لا يزال يعاني منها.

وشارك في الليلة بالحضور قيادات بارزة في الحكومة على رأسهم أمين حسن عمر ومصطفى عثمان اسماعيل ، ووزير المالية السابق علي محمود، علاوة على رئيس حركة (الاصلاح الآن) غازي صلاح الدين وآخرون.
سودان تربيون

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.