خال الرئيس يكتب : بين القوات المسلحة والدعم السريع

كم سعدت بخبر ضم قوات الدعم السريع للقوات المسلحة السودانية وبترتيب ذلك من خلال قانون ينظم تلك العلاقة، فقد ثار جدل كثيف حول هذه القوات منذ إنشائها معظمه صادر من الحركات المتمردة التي ذاقت هزائم منكرة على أيدي أولئك الأشاوس من أفراد تلك القوات الذين طهّروا دارفور من دنس التمرد وألحقوا بلوردات الحرب الذل والصغار وجعلوا تابعيهم من المقاتلين الهاربين من ميدان المعارك يهيمون على وجوههم بين ليبيا ودولة جنوب السودان عارضين أنفسهم للبيع كمرتزقة يَقتُلون ويُقتَلون مقابل الدولار فما أتفهها من حياة وما أتعس تجار الحرب من قيادات أولئك المرتزقة بهذا الدور القذر وقد تسببوا في كل هذه المخازي التي لم تقتصر على تقتيل مواطنيهم في حرب مجنونة وتدمير كثير من منشآت دارفور وبنياتها الأساسية وتشريد شعبها في المنافي وتشويه صورة السودان وسمعته في شتى بقاع العالم وإنهاك اقتصاده إنما انتقلت لتعيث فساداً وخراباً في دول الجوار فما أشقى السودان وشعبه بأولئك القتلة والمجرمين من القادة والتابعين؟.

لقد جردت قوات الدعم السريع لوردات الحرب من ورقة التوت وجعلتهم في وضع حرج أمام الله تعالى وأمام الناس يصعب من تبرير ما قاموا به من حروب قذرة سفكوا فيها الدماء وخربوا ودمروا بعد أن نصّبوا أنفسهم ،دون تفويض من أحد ، معبرين عن شعب دارفور وعن المهمشين الذين خانوهم حين ارتضوا بالعمالة والارتزاق والعيش في الفنادق المترفة في العواصم المنعمة بعيداً عن شعوبهم المشردة في معسكرات الذل والمسغبة.

لذلك كنا على الدوام نتجاهل أحاديث الإفك التي كان أولئك القادة المنهزمون ومناصروهم من قوى اليسار يلوكونها حول بعض الممارسات المنسوبة لقوات الدعم السريع مسلحين في مواقفنا المناصرة لتلك القوات بمنطق لا يتلجلج أنه حتى وإن حدثت بعض التجاوزات فإنها قطرة في بحر عطائهم وإنجازهم الوطني الضخم.

انضمام قوات الدعم السريع للقوات المسلحة يطمئن المتعاطفين ويسكت الشانئين سيما وأن الحوار الوطني قضى بإنهاء تعدد الجيوش داخل الوطن الواحد أسوة بما يحدث في العالم أجمع وأهم من ذلك فإن انضباط كل القوى المساندة للقوات المسلحة بنظمها وقوانينها وهياكلها العسكرية الصارمة من شأنه أن يزيل أي انحرافات وتفلتات يمكن أن تحدث مستقبلاً جراء نشأتها غير الطبيعية خارج الأطر التنظيمية المعروفة.

ذلك ما ينبغي أن نوصي به وزير دفاعنا الهمام الفريق أول جعفر بن عوف مذكرينه بأهمية أن يولي إدراج قوات الدعم السريع اهتماماً خاصاً سيما وأنها تذكر بالدور العظيم الذي قام به المجاهدون من كتائب الطلاب الدبابين (علي عبدالفتاح) وصحبه الميامين والذين سطروا ملاحم من البطولة والتضحية قل مثيلها في التاريخ.

اللواء التوم الفاضل نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان أكد أن مشروع قانون قوات الدعم السريع نص على قومية تلك القوات وعلى ائتمارها بأمر وزير الدفاع وأن ترتيبات تجري لانضمام عدد كبير من الأفراد من قبائل مختلفة من شتى أنحاء السودان وذلك في رأيي أهم ضامن لقوميتها وأكثر داحض لتخرصات المشّائين بالنميم ممن ظلوا يطلقون عليها الأسماء والألقاب التي تنم عن حقد دفين يعتمل في صدورهم وعن تميزهم غيظاً جراء ما أوقعته بهم من خسائر وهزائم ساحقة ماحقة.

والله إني لأعجب من جرأة قيادات التمرد الذين تقعدهم العزة بالإثم عن الجنوح للسلم ويزين لهم الشيطان سوء عملهم فيرونه حسناً ، لا يصدهم عن غيّهم وجرائمهم المنكرة وغفلتهم مقتل رفاقهم ولا الهزائم التي تلقوها ولا سنوات الحرب التي لم يجنوا منها غير الخزي والحسرات ولا آي القرآن وهي تزمجر وترعد وتبرق (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.