سودافاكس – أدانت مفوضية العون الإنساني الاتحادية بشدة، اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025، الهجوم الذي شنّته مليشيا الدعم السريع المتمردة على قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة مليط بشمال دارفور، مؤكدة أن الحادثة تمثل “جريمة حرب” وانتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية.
تفاصيل الهجوم على القافلة
أوضحت المفوضية أن القافلة التي تم التصديق على دخولها بتاريخ 23 يوليو 2025 ضمّت 16 شاحنة تحمل أكثر من 309 أطنان مترية من المواد الغذائية الأساسية، قادمة عبر معبر الطينة الحدودي مع تشاد، وهو أحد 13 معبراً معتمداً من الحكومة السودانية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
لكن المليشيا المتمردة استهدفت القافلة بالقصف ثم قامت بنهبها، ما أدى إلى حرمان آلاف المدنيين من الإمدادات الغذائية الحيوية.
انتهاك صارخ للقوانين الدولية
أكدت المفوضية أن الهجوم يشكّل خرقًا لعدد من القوانين والمواثيق الدولية، أبرزها: المادة (14) من البروتوكول الإضافي الثاني لعام 1977، التي تحظر تدمير المواد الغذائية.
المادة (24)(2) من المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن النزوح الداخلي لعام 1998، التي تمنع تحويل المساعدات لأغراض عسكرية.
المادة (7)(5)(G) من إعلان كمبالا لحماية النازحين في أفريقيا، التي تحظر تجويع المدنيين كأداة حرب.
المادة (3)(و) من إعلان جدة لحماية المدنيين في السودان (مايو 2023)، التي تلزم بحماية وتأمين القوافل الإنسانية من النهب والتخريب.
القوات المسلحة تفنّد مزاعم المليشيا
في بيان رسمي، نفت القوات المسلحة السودانية مزاعم المليشيا المتمردة بشأن استهداف القافلة، مؤكدة أن الهجوم كان من تنفيذ عناصر الدعم السريع في محاولة لتضليل الرأي العام والتغطية على جريمتهم.
وأشار البيان إلى أن المليشيا اعتادت استهداف القوافل الإنسانية والمناطق المدنية بعد تكبدها خسائر عسكرية، مستفيدة من الدعم بالسلاح والغطاء السياسي والإعلامي المقدم من الإمارات.
تصعيد ممنهج ضد المدنيين
ووصفت المفوضية هذه الجريمة بأنها جزء من سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت المدنيين في دارفور ومناطق النزاع الأخرى، بدءًا من حملات التجويع في الفاشر، مرورًا بالنهب والاغتصاب، وصولًا إلى اقتحام معسكرات النازحين مثل زمزم وأبو شوك، حيث تم طرد السكان وتجنيد القُصَّر بواسطة مرتزقة أجانب بينهم كولومبيون.
دعوة لحماية الممرات الإنسانية
شدّدت القوات المسلحة على أن الحكومة السودانية، التي بادرت بفتح الممرات الإنسانية ومنها معبر أدري الحدودي مع تشاد، لا يمكن أن تستهدف قوافل الإغاثة الموجهة لشعبها، مؤكدة ضرورة حماية القوافل الإنسانية من أي اعتداءات وضمان وصولها إلى مستحقيها.
سودافاكس
