قال تعالى:
**﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185].
بمزيدٍ من (الحزن والأسى)، وبقلوبٍ يعتصرها الألم، تنعى جماهير شرق السودان وأهلنا (الحباب) في الداخل والخارج رحيل أحد أعمدة (الإدارة الأهلية) ورجالاتها الميامين، الوكيل العام لنظارة الحباب الشيخ حسن حامد كنتيباي، الذي ارتقى إلى جوار ربه (راضياً مرضياً)، بعد مسيرة حافلة بـ(البذل والعطاء والحكمة والإصلاح).
لقد كان الفقيد الراحل (رمزاً للوقار والتأني)، وقامةً سامقة في ميادين (الشجاعة والرأي السديد)، وواحداً من أبرز رجالات الشرق الذين (رسخوا دعائم السلم المجتمعي)، وحافظوا على (لحمة النسيج الاجتماعي)، ووقفوا سدّاً منيعاً أمام الفتن والتشرذم. كان – رحمه الله – (مدرسةً في القيادة الأهلية)، يجمع بين (الصبر والحزم)، وبين (الحكمة والمروءة)، حتى غدا محل (إجماع واحترام) كل من عرفه وجالسه.
عرفته المؤتمرات والميادين (السياسية والاجتماعية) قائداً حصيفاً، صاحب (رؤية متقدمة) و(طرح رصين)، بعيداً عن (الهتافية والضجيج). وكان حضوره يضفي وقاراً، وكلماته تفتح أبواب الحلول، ومواقفه تجسد (أصالة البجا) و(كرامة الحباب)، وعزة السودان بأسره.
إنّ هذا (الفقد الجلل) لا يمسّ (أهلنا الحباب) وحدهم، بل هو (مصاب عظيم) يعتصر قلوب كل أبناء شرق السودان، إذ برحيله فقد الشرق (ركناً شامخاً من أركان الحكمة)، و(صوتاً عاقلاً) ظلّ يجمع الكلمة ويصون النسيج الاجتماعي، ويحمل هموم قومه ووطنه بصدقٍ وإخلاص. لقد كان الفقيد (أباً ومرجعاً) لا لأهله فقط، بل لكل من قصده مسترشداً أو طالباً للنصيحة، فكان بيته عامراً، ومجلسه مفتوحاً، وكلماته برداً وسلاماً في زمن كثرت فيه الفتن والخصومات. لقد كان رحيله (فراغاً لن يملأه أحد).
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته، وأن يجعل قبره (روضةً من رياض الجنة)، وأن يكرمه في (دار الخلود)، وينزله منازل (الصديقين والشهداء والصالحين)، وحسن أولئك رفيقاً. كما نتوجه بأحرّ (التعازي وأصدق المواساة) إلى أسرته الكريمة، وإلى الناظر الموقر (كنتيباي – حامد – ناظر عموم قبائل الحباب) ، وأهلنا الحباب وعموم مجتمع شرق السودان وأهل السودان بالداخل والخارج.
سائلين الله أن يلهمهم (الصبر والسلوان).
قال تعالى:
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: 27-30]
سودافاكس
