سودافاكس – أعلنت عدة ولايات سودانية، بينها الخرطوم وشمال كردفان وسنار والنيل الأبيض، بدء العام الدراسي خلال شهر أغسطس/آب الجاري، رغم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية للمدارس جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
القرار قوبل بانتقادات واسعة من لجنة المعلمين السودانيين، التي اعتبرت فتح المدارس في هذه الظروف قرارًا “يفتقر إلى الموضوعية” ويهدد سلامة التلاميذ والمعلمين على حد سواء.
لجنة المعلمين: المدارس غير آمنة
أكدت لجنة المعلمين أن كثيرًا من المدارس تحتوي على مخلفات حرب وألغام، ما يجعل عودة التلاميذ خطرًا حقيقيًا. كما شددت على ضرورة توفير بيئة تعليمية صالحة تشمل المياه والكهرباء وصيانة الفصول والمكاتب، فضلًا عن دفع رواتب المعلمين المتأخرة منذ أكثر من 14 شهرًا.
وزارة التربية: القرار من صلاحيات الولايات
من جهتها، أوضحت وزارة التربية والتعليم الاتحادية أنها ليست مسؤولة عن توقيت فتح المدارس، وأن القرار يُترك لتقديرات وزراء الولايات وفق ظروف كل منطقة. وأكد مسؤول الإعلام بالوزارة أن الأوضاع تختلف بين ولاية وأخرى، بينما لم يتم إجراء مسح شامل لإزالة الألغام والمخاطر داخل المدارس.
أوضاع كارثية في شمال كردفان
في شمال كردفان، أثار إعلان بدء الدراسة يوم 18 أغسطس غضب الأهالي والمعلمين، خصوصًا في ظل القصف المستمر من قوات الدعم السريع واستخدام المدارس كملاجئ للنازحين. وأشار معلمون إلى أن العديد من المدارس دُمرت كليًا أو نُهبت محتوياتها، ما يجعلها غير مؤهلة لاستقبال التلاميذ.
انفجارات متكررة بسبب مخلفات الحرب
تزايدت حوادث انفجار مخلفات الحرب داخل المدارس، كان أبرزها في مايو الماضي عندما قُتل أربعة تلاميذ وأصيب تسعة آخرون بقرية الفضوة في شمال كردفان. كما أقر المركز القومي لمكافحة الألغام بعدم قدرته على مسح شامل للمناطق المتضررة، محذرًا من مخاطر كبيرة على الأطفال.
الوضع في الخرطوم وولايات أخرى
في الخرطوم، المقررة لبدء الدراسة في 24 أغسطس، تحولت العديد من المدارس إلى ثكنات عسكرية أو مواقع دفن لضحايا الحرب، بينما تحولت مدارس النيل الأبيض إلى مراكز إيواء للنازحين. وفي ولاية سنار، حيث انطلقت الدراسة بالفعل، تواجه المدارس أضرارًا كبيرة نتيجة الحرب والأمطار الغزيرة وانتشار الكوليرا.
مخاطر إضافية بسبب الأمطار
تسببت الأمطار الأخيرة في تصدعات وانهيارات جزئية في كثير من المدارس، ما يزيد من المخاطر على حياة التلاميذ، خاصة في ظل وجود ألغام ومخلفات حربية قد تنجرف مع السيول.
خبراء يحذرون من عواقب كارثية
حذر خبراء تربويون من أن فتح المدارس دون تهيئة البيئة التعليمية وإزالة المخاطر يمثل تهديدًا مباشرًا للأطفال والمعلمين، مؤكدين أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة تأهيل المدارس وإعادة صرف رواتب المعلمين قبل أي خطوة لاستئناف العملية التعليمية.
سودافاكس
