من زيوريخ إلى الدوحة: قطر تتمسك بملف العلاقة بين أمريكا والبرهان

سودافاكس – كشفت مجلة «أفريقيا كونفيدينشال» في تقرير حصري عن تفاصيل جديدة حول اجتماع سري استمر ثلاث ساعات في مدينة زيوريخ السويسرية، جمع مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مسعد بولس، ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بترتيب مباشر من دولة قطر.

وأوضحت المجلة أن هذا اللقاء، الذي تم الحفاظ على سريته بشكل كامل، مثّل اختراقًا مهمًا في مسار المفاوضات السودانية المتعثرة منذ عام، مشيرة إلى أن قطر لعبت دورًا محوريًا في ترتيب الاجتماع وضمان سريته، حيث أقنعت البرهان بالحضور وسهّلت سفره عبر توفير طائرة خاصة إلى جنيف.

دور قطري محوري في الملف السوداني

وبيّن التقرير أن قطر ستواصل دورها في إدارة الاتصالات بين الأطراف، مستفيدة من مرونتها الدبلوماسية وعلاقاتها المتوازنة مع القوى الإسلامية والقوات المسلحة السودانية، وهو النهج ذاته الذي مكّنها من لعب أدوار مؤثرة في ملفات مثل أفغانستان وغزة وسوريا.

تحركات إقليمية بعد لقاء زيوريخ

وأشار التقرير إلى أن أهمية الاجتماع دفعت الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى السفر إلى زيوريخ في اليوم التالي للقاء البرهان لعقد محادثات مباشرة مع بولس.

خلافات إقليمية تعرقل الحلول

وبحسب المجلة، جاءت هذه التطورات بعد فشل اجتماع سابق في يونيو ضم سفراء الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، الإمارات، مصر، السعودية)، حيث تمسكت القاهرة بموقفها الداعم للقوات المسلحة السودانية وقيادتها للمرحلة الانتقالية، بينما استبعدت المسودة الأمريكية أي دور مباشر للقوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع في المرحلة المقبلة.

الخطوة الأمريكية التالية

وتشير المجلة إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى حاليًا إلى وضع استراتيجية جديدة تعتمد على التحدث أولاً مع القادة السودانيين، ثم التنسيق مع الرعاة الإقليميين، مع ترجيحات بلقاء مرتقب بين بولس وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خاصة بعد لقاء بولس مع الشيخ منصور بن زايد في 12 أغسطس.

علاقات عسكرية راسخة بين القاهرة والخرطوم

ولفت التقرير إلى أن العلاقات التاريخية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والبرهان، والتي تعود إلى سنوات من التعاون العسكري والدراسة في الأكاديمية العسكرية بالقاهرة، تمثل عقبة أمام أي مساعٍ لإضعاف دور الجيش السوداني في العملية السياسية.

سودافاكس

Exit mobile version