سودافاكس – دخل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على خط الوساطة لإصلاح العلاقات بين السودان والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لتهدئة التوتر الدبلوماسي والاقتصادي بين البلدين بعد القطيعة الأخيرة. تأتي هذه المبادرة في ظل تطورات معقدة تشهدها الساحة السودانية نتيجة تصاعد الصراع الداخلي.
وخلال الأيام الماضية، استقبلت مقديشو وفدين رفيعي المستوى من الجانبين. حيث التقى الرئيس الصومالي وفدًا سودانيًا يقوده مدير جهاز المخابرات الفريق أحمد إبراهيم مفضل ومدير الاستخبارات العسكرية، حاملاً رسالة من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان تضمنت دعوة لتعزيز التعاون الثنائي والتنسيق في الملفات الأمنية والاستخباراتية.
وبعد ساعات من الزيارة السودانية، وصل وفد إماراتي برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ شخبوط بن نهيان إلى الصومال، حيث ركزت المباحثات على توسيع التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بما يخدم مصالح الشعبين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـسودان تربيون أن الخرطوم أبلغت مقديشو بمخاوفها حيال تقارير عن نقل أسلحة ومعدات عسكرية عبر مطار “بوصاصو” في إقليم بونتلاند الصومالي إلى قوات الدعم السريع في السودان، موضحة أن هذه الشحنات تتجه مباشرة إلى مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور الخاضعة لسيطرة الميليشيا.
وأكدت المصادر أن الرئيس الصومالي نقل هذه الملاحظات إلى الوفد الإماراتي، في حين اعتبرت بعض الأوساط أن محادثات الوساطة ما زالت “سابقة لأوانها” نظراً لتعقيدات المشهد السوداني.
في السياق ذاته، أشار المحلل السياسي زين العابدين صالح عبد الرحمن إلى أن إعلان ما يسمى بـ”حكومة تأسيس” من قبل قوات الدعم السريع يمثل خطوة تصعيدية، ويعكس – بحسب وصفه – “تكتيكًا للمخابرات الإماراتية” الداعمة للميليشيا. وأضاف أن هذه الخطوة أغلقت جميع أبواب التفاوض وأعطت الجيش السوداني “حقًا دستوريًا” لمواصلة القتال حتى حسم المعركة عسكريًا.
وأوضح عبد الرحمن أن الإمارات لجأت إلى تشكيل هذه الحكومة بعد خسارة الميليشيا لعدد من قياداتها البارزة في الميدان، ما جعلها تسعى إلى خلق واجهة سياسية للتعامل مع المجتمعين الإقليمي والدولي.
سودافاكس
