(حميدتي) : لم اطلع على قانون قوات (الدعم السريع) .. وكنت تاجر إبل حتى 2003م

قال قائد قوات (الدعم السريع)، اللواء محمد حمدان دقلو (حميدتي)، انه لم يطّلع على قانون قوات (الدعم السريع)، بيد أنه كان مهتماً بإلغاء توصية وزير الدفاع عند تعيين قائد القوات. وأضاف ان قواته جزء من الجيش السوادني، وتتبع للقائد الأعلى للجيش ـ رئيس الجمهورية- وقال: “لن نندمج مع الجيش، لسنا مليشيا حتى نفعل ذلك”، لكنه عاد واستدرك بالقول إن قواته “تعد سنداً للجيش”.

وقال (حميدتي) في حوار تلفزيوني على قناة (S24 )، ليل الثلاثاء، إن قواته ستقوم خلال الأشهر الستة القادمة بقفل كل حدود السودان الدولية، والعمل على منع الهجرة غير الشرعية ومحاربة الإرهاب وتجارة السلاح.

ولفت إلى أنه لا توجد حرب حالياً في البلاد، و”لكن ذلك لا يعني أننا غير مستعدين، لن نقف مكتوفي الأيدي حال استجدّ أي شيء”.

وأجاز البرلمان السوداني، بالأغلبية، يوم الإثنين، مشروع قانون قوات (الدعم السريع) المثيرة للجدل، مع إضافة تعديلات تسمح للقائد الأعلى للقوات المسلحة ـ رئيس الجمهورية ـ دمجها مع الجيش في أي وقت يراه ومنحه صلاحية تعيين قائدها لوحده. وألغى البرلمان اي تدخل لوزارة الدفاع في شأن هذه القوات.

وتشير (الطريق) إلى أن قوات الدعم السريع، قوامها رجال مليشيات قبلية، وتعرف في الأوساط الشعبية بـ”الجنجويد”، تكونت إبان اشتعال الحرب في دارفور، وتبناها إدارياً جهاز الأمن والمخابرات السوداني، ومنح قائدها رتبة عسكرية رفيعة. وتتهم منظمات حقوقية هذه القوات بارتكاب جرائم حرب وفظائع وانتهاكات واسعة في دارفور ومدن أخرى.

وقال (حميدتي)، انه كان يعمل في تجارة الإبل والأقمشة، في ليبيا، لكن بعد اندلاع حرب دارفور في عام 2003، حوّل تجارته إلى مصر.

وأضاف، انه عقب ذلك انضم لقوات حرس الحدود في عام 2003، وكان بسبب “انغلاق الحياة في وجوههم، بعد معاملة تمييزية ضد أهليتهم، من قبل الحركات المسلحة”- على حد قوله.

وأشار إلى أنه ترك قوات حرس الحدود في عام 2006، جراء خلافه مع الاستخبارات العسكرية، ولفت حميدتي إلى أن الجيش السوداني، “لم يستطع مواجهة الحركات المسلحة، لأسباب تتعلق بتكوينه، لأن طبيعة الحرب هي حرب عصابات، وأكد أنه يجيدها أفضل من الحركات المسلحة”.

وقال حميدتي، أنه التقى الرئيس السوداني لأول مرة في عام 2006 وطلب منه مشاركة حقيقية في السلطة وترقيتهم إلى ضباط أسوة، بقوات أخرى منحت رتباً عليا، مشيراً إلى أن قوام قوته حينها كان 800 مجند، و60 عربة دفع رباعي.

وأوضح، أنه انضم لجهاز الأمن والمخابرات السوداني، في عام 2013، “عقب استفحال التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق”- على حد تعبيره، وأن الرئيس البشير هو من ألحق قوات (الدعم السريع) بجهاز الأمن.

وقال حميدتي، ان القانون الذي مرره البرلمان أخيراً سيسهل مهام قواته، مؤكداً أن قواته تخضع لتعليمات الجيش في العمليات الحربية. مضيفاً أن قواته هي قوات قومية، ويوجد بها أكثر من خمسين ضابطاً انضموا إليه من الحركات المسلحة، وأن بها 76 مجموعة أهلية سودانية مختلفة.

في سياق منفصل، اتهم حميدتي، والي شمال كردفان، أحمد هارون، بتشويه سمعة قوات (الدعم السريع)، عندما قام بطردهم من شمال كردفان، جراء تفلت أحد أفراد القوة “قمنا بتسليمه للقانون”. مؤكداً أن كل ما يقال عن تفلت قواته هي “اتهامات غير صحيحة”- على حد تعبيره، لكن جماعات حقوقية عالمية تتهم قوات (الدعم السريع) بارتكاب جرائم.

ونفى حميدتي، أن تكون قواته ضالعة في أحداث مدينة القطينة الأخيرة، جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، مؤكداً أنها قوات استطلاع تتبع للجيش السوداني ولا علاقة لهم بالأمر، وكشف عن وجود عشرين معسكراً لقواته، لكنه رفض أن يفصح عن عددها.

وقال حميدتي، إن علاقته بالزعيم الأهلي موسى هلال، علاقة قربى ويسودها الاحترام.

وهلال هو أحد أبرز المتهمين بتكوين المليشيات القبلية في دارفور، وهو الآخر متهم بالضلوع في جرائم حرب في إقليم دارفور، خلال العامين 2003 ـ 2004.

وجدد حميدتي نفيه لوجود أجانب بجبل عامر، مؤكداً وجود قوات الدعم السريع، وحرس الحدود والاحتياطي المركزي، وحامية للجيش.

وكان وزير الداخلية السوداني، عصمت عبد الرحمن، قد قال قبل نحو أسبوعين، في معرض رده على سؤال بالبرلمان حول الأوضاع بمنجم جبل عامر – الغني بالذهب – إن معدنين أجانب، وقبائل متداخلة وقبائل بالمنطقة لم يسمها تمتلك آلة عسكرية ضخمة وأسلحة ثقيلة، وعربات دفع رباعي، تفوق قوة الشرطة بأضعاف، وتحتل المنطقة وتعمل على تهريب الذهب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.