مأمون حميدة وداعش…؟؟

جاء في الأخبار : طالبة في جامعة مأمون حميدة تُقتل في ليبيا..؟؟ وكان يجيء في الأخبار : طلاب في جامعة مأمون حميدة ينضمون لداعش..؟؟ جامعة مأمون المشار إليها هي جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا
وأنا أشهد أنها من أحسن الجامعات بالسودان إن لم يكن بالمنطقة العربية والافريقية…ومأمون من أميز علماء السودان ومن أميز من يعلم الطب فيه.. الجامعة ، أي جامعة، هي مكان يتعلم الإنسان فيه العلوم والحياة.. وكانت جامعة الخرطوم (زمان) تخرج العلماء وتصنع السياسيين وتؤثر في السياسة..وفيها تخرج زعماء بلادي من إسلاميين وشيوعيين..وكانت جامعة حرة..وكنا نهتف فيها ولها : جامعة حرة أو لا جامعة..ولو كانت كما كانت لما ظهر الدواعش إلا فيها..!!
عندما يُترع الإنسان بالعلوم يجد بعضا من جوانب نفسه تحتاج لما يملؤها, ويبحث في الفكر ولا يتردد في أن ينتظم في جماعة أو فكرة تملأ ذاك الجانب..وقد يكون ما التزم به صحيحا أو خطأ..ولكنه التزم به وهو يعتقد أنه صحيح وما عداه هو الخطأ…مثل هذا الإنسان لا نلومه أبدا: بسبب عدم شكنا في صدقه وبسبب تأكدنا من أنه يظن أن ما آمن به هو الحق.ورأينا كثيرا من المخلصين وقد انتموا ليمين أو يسار ثم تراجعوا أو تحولوا..
يكثر الحديث في صحفنا ومجالسنا عن جامعات تنتشر بها المخدرات , ولا نسميها بأسمائها ولا ننسبها لمديرها أو مؤسسها…فالجامعة مؤسسة وصرح للعلوم ومجتمعها صورة مصغرة للمجتمع , إلا أنها تختلف عن مجتمع العامة بما تضيفه لمنسوبيها من علوم وتجارب..ويختلف كسب منسوبيها من العلوم والتجارب إيجابا أو سلبا…ولذا لا نكون منصفين إن قلنا أن الجامعة الفلانية تعلم منسوبيها الفساد..كما أننا نجور ولا ننصف إن ألمحنا أن جامعة مأمون تفرخ الدواعش…فالرجل نفسه ذو فكر متزن ومتوازن , وجامعته خريجوها ألوان طيف فكري ..يتميزون بأنهم متميزون أكاديميا.
عزيزي القارئ…
مأمون محمد علي حميدة أستاذ الطب من الأساتذة الذين دأبوا علي تحري الجودة في الأداء والحرص في أن يكون الطبيب طبيبا ملتزما بعلمه وقسمه :الذي يلزمه أن يكون من أسباب رحمة الله. ومأمون لا يرحم من يقصر في خدمة مريضه ولا يستنكف أن يشيد بمن يؤدي واجبه وإن خالفه الرأي..مأمون حريص أن يكون طب تلاميذه مبنيا على البرهان…ومن يتخرج من جامعته فهو طبيب أكيد وغيره يحتاج لبرهان.جامعة العلوم الطبية هي القمة التانية للتعليم الطبي كما تعلن في إعلاناتها..وأطباؤها يُلحقون بمشافي انجلترا فور تخرجهم.
بروفسير مأمون حاول إصلاح النظام الصحي في الخرطوم وطرح الصواب رغم معارضة الكثيرين من أصحاب المصالح ,حتي من داخل وزارته…فالرجل عملاق أُجلِس في مقعد مخصص للأقزام الذين لا خيال لهم…فلو كانت خططه التي حلم بها قد تم إنفاذها لوجد كل مواطن الخدمة الصحية بجواره,,,تخيل عزيزي القارئ لو أن عزيزا لديك أحتاج (لا قدر الله) لأي إسعاف طارئ فلازم عليه أن يشد الرحال إلى وسط الخرطوم ..وكان الله في عون من لا يجد ما يُحمل عليه.ماذا لو أعنّا مأمون ويسرنا إنفاذ خطته وجعلنا في كل حي مركزا صحيا ولكل مجموعة مراكز مستشفى مرجعيا ؟….
لم أرصد لمأمون مما يُرصد غير أنه لا يجيد العمل السياسي ولا يتحدث بغير ما يعتقده يقينا ..وأقول إن السياسة هي عمل لكثير من الأشرار.
أحمد آدم

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.