شركات محلية وعربية وأجنبية تراهن علي السوق السوداني

في دورته الثالثة والثلاثين بدأ معرض الخرطوم الدولي للتسوق، مختلفاً عن سابقيه، ولعل أهم اختلاف يلحظه الزائر للمعرض هو تزايد عدد المشاركين في أجنحة المعرض من الشركات والمؤسسات، كما ظهرت لأول مرة شركات من دول غربية لم تكن تشارك مثل الشركات الأمريكية والألمانية

يقول القائم على جناح شركة “كي أي بي”الألمانية مصطفى ميسرة، أن الشركة تشارك للعام الثاني على التوالي في المعرض مشيرًا إلى أنها شركة متخصصة في تصنيع المضخات المائية، وقال إنها ليست جديدة على السوق السوداني، منوهاً إلى تعاونهم مع عدد كبير من المؤسسات الحكومية لتصميم المضخات، ومنها وزارة الري والموارد المائية ووصف الشركة بالكبيرة والمعروفة في السوق الألماني، مؤكدًا على استعدادها للتعامل مع زبائنها في توفير طلباتهم من المضخات المائية، وبمختلف الأحجام، لافتاً إلى أن السوق السوداني ما يزال سوقاً بكراً معتبراً أن الفرص فيه متاحة للنمو والتمدد في السنوات المقبلة، وبمحاولة لوصف المنتج قال إنه عبارة عن مضخة لرفع الماء، وهي تستخدم، على قوله في المشاريع الزراعية والمؤسسات الحكومية التي تتعامل مع الزراعة والري والتنجيل وتنسيق الحدائق، وما إلى ذلك مؤكدًا على أن الإقبال جيد، وقال إن المعرض رغم أنه ما يزال في بداياته حركة الحركة فيه مناسبة وتوقع المزيد من الإقبال خلال الأيام المقبلة.

وفي جناح لشركة نهج لأنظمة الطرق والجسور، يقول المسؤول عن الجناح عبد الله أن شركتهم معنية بأنظمة السلامة المرورية وتصميم اللوحات الإرشادية، والرادارات وكشف عن تعاملهم مع السلطات المرورية في تصميم ونشر هذه الأنظمة، وقال إنها من أهم نظم السلامة المرورية المعمول بها عالمياً، ويقول إن الشركة هي إحدى شركات مجموعة جياد الصناعية لصناعة السيارات والشاحنات، مشيرًا إلى امتلاكهم الوكالة الحصرية بدول السودان وتشاد وأثيوبيا وكينيا لشركة “إسباكا” التركية وهي شركة متخصصة في أنظمة النقل الذكية والهندسة المرورية.

المعرض يحتوي على مختلف الأجنحة وكل شركة تعرض في مجال تخصصها، ولعل ما استوقفنا خلال تجولنا بإحدى صالاته الرحيبة أمس، هو جناح يتبع لمجموعة جياد الصناعية الذي يقول المسؤول عن الجناح، وهو حاتم محمد الأمين، إنهم يعملون في قطاع التعدين بعدد من ولايات البلاد، مشيراً إلى أن مشاركتهم بالمعرض بجانب من محاور عملهم المتعلقة باستخراج واستكشاف المعادن، وقال إن المجموعة تمتلك مربعاً بشرق البلاد بمحلية جبيت المعادن، بالإضافة إلى مواقع متعددة بجنوب ولاية النيل الأزرق، مشيرا إلى أن تلك الولاية غنية بمعدن الكروم، الذي قال إنه يتواجد ومتوفر بكميات كبيرة بالولاية، ويرى أن حجم المستخرج حتى الآن ومعدلاته أقل بكثير من الموجود بالفعل على الأرض، بيد أنه أشار إلى تأثير الوضع الأمني بمناطق جنوب النيل الأزرق على تقليل كميات الإنتاج الفعلية، التي قال إن كميات كبيرة منها يصدر للخارج عبر الشركة، أو تباع في السوق المحلي بنسب أقل.

شركات المنتجات الغذائية تشارك بشكل مكثف، وهو ما لاحظناه خلال تجوالنا بالمعرض، وهنا تقول لنا عارضة من شركة كينية تعمل على تسويق محصول “الشاي” أنهم ينتجون نوعاً مختلفاً عن الشاي الكيني العادي، وأسمته بالشاي الأسود، وقالت إنه شبيه بالشاي الأسود المعروف بالسودان، لكنه قليل الانتشار هنا، وقالت إن الدول الأوربية هي الأكثر استهلاكاً له، ولا يجد رواجاً بدول إفريقيا والوطن العربي وأشارت إلى ان أسم المنتج هو شاي “كريشو جولد” وهي أحد الأنواع الجيدة من الشاي الكيني، ولفتت بالقول إنه موجود بالسودان عبر وكيل الشركة ويوزع بالمتاجر الكبيرة، وقالت إن سعر العبوة الصغيرة منه “21” جنيها، وهي تحوي “12” كيس شاي، وهو سعر لا يختلف عن الشاي العادي الموجود بالأسواق بيد أنه يتميز ويختلف عنه في النكهة والمذاق.

فيما يقول المهندس مصطفى أحمد ممثل إحدى الشركات الألمانية، إنهم يشاركون بالمعرض للمرة الأولى، معرباً عن سعادة الشركة وطاقمها بدخول السوق السوداني، ووصفه بالسوق الواعد، والقابل للنمو والتطور في المستقبل القريب، ويرى مصطفى أن السودان بما يتميز به من إمكانات مؤهل بشكل جيد لجذب الاستثمارات الخارجية وحث الشركات الأوربية لدخول أسواقه، وقال إن شركتهم متخصصة في صناعة الهياكل الخرصانية والحديدية الكبيرة، لافتا إلى أنهم يعملون بثماني من ولايات البلاد منها “6” ولايات تعتبر من أكبر الولايات التي تمتلك الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن تصميم أي عمل مطلوب يكون حسب الطلب واصفاً الشركة بأنها تمتلك خبرة كبيرة في مجالها، وقال إنه يعمل في هذا المجال منذ “45”عاماً، وختم حديثه بالقول إن السوق السوداني لا يحتاج سوى لمزيد من السياسات التي تسهم في جذب الشركات الأجنبية على دخوله وضخ إستثماراتها في مختلف القطاعات الاقتصادية، وقال أن ذلك سيكون في السودان والشركات نفسها فالفائدة بحسب ما يقول ستكون متبادلة.

الشركات التي حظيت بموقع في دورة هذا العام لم تقتصر فقط على الدول الأفريقية والأوربية والأمريكية، بل كانت دول جنوب شرق أسيا حاضرة، وهنا يقول ممثل شركة “أجروماتيل” الأندونيسية” أنهم حضروا للسودان لمتابعة المعرض عن كثب وتحسس فرص السوق السوداني، وقال إن الشركة متخصصة في المعامل الغذائية، وقال إنه ليس من السهل منافسة دول الاتحاد الأوربي ولكنهم بخبرة “25” عاماً استطاعت الشركة أن تحتل موقعاً جيداً بين شركات المعامل الغذائية.
جمعة عبد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.