اختفاء عبارة “كل الدول عدا إسرائيل” من الجواز السوداني فتح باب الأسئلة على مصراعيه
غندور ترك الباب موارباً.. وحسن مكي حرّض على تعلية خيار التطبيع.. والزبير يتمنّع
كرم الله كشف عن تيار داخل حزبه يساند التطبيع.. وكاشا مندهش من إقصاء إسرائيل.. وحزب الأمة طرق الباب باكراً
الخرطوم: صديق رمضان
لو أن العبارة خرجت من فم أحد الكوادر الرخوة التي تمسك بزمام الأمور في البلد، لما وجدت أدنى التفاتة، ولكن خروجها من فم وزير الخارجية البروفسير إبراهيم غندور المعروف بالدقة في تصريحاته ووزن مفرداته، أخرجها من سياق العادي إلى سياق الأشياء المهمة. فحينما قال غندور إن كل شيء وارد في العلاقات الخارجية، لم يكن قوله اعتباطاً، ولا نتاجاً لملاحقته بالأسئلة المكرورة عن هل هناك إمكانية أو اتجاه للتطبيع مع إسرائيل خاصة أن هناك من يجزم بأن لها دوراً في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان.. ببساطة لأن المتحدث هو غندور وليس شخصاً سواه.
ومع أن غندور رأى أن إجابته تلك، نُقلت بطريقة مبتسرة، إلا أن الرجل الموصوف بأنه رأس الرمح في عملية الانتقال الإيجابي في علاقات الخرطوم وواشنطن، سبق أن أطلق ذات العبارة في ندوة أقيمت منتصف العام الماضي بمركز دراسات المستقبل – المحسوب على الحكومة – رداً على سؤال من القيادي الجنوب سوداني عبد الله دينق نيال.
متغيرات
الثابت، أن حديث الدبلوماسي السوداني الأول في ندوة مركز دراسات المستقبل، لم يُثر حوله غبار كثيف وردود أفعال واسعة مثلما كان يحدث في السنوات الماضية وسط نظام الإسلاميين الذين ظلوا يجهرون بعدائهم لإسرائيل دون مواربة، وهو ذات الأمر الذي تكرر مع حديث غندور الأخير في البرلمان الذي جعل الباب مواربًا لدخول أي رياح إيجابية إلى السودان غض النظر عن مصدرها.
الشاهد أن إخوة غندور الذين يبدو أن حماس العداء لإسرائيل قد مات فيهم، لم يرفعوا عقيرتهم الرافضة لحديث الرجل في مرتين مشهودتين. وهو ما عزز فرص الحديث عن إمكانية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، خاصة مع رفع الحظر عن السودان. ولا سيما إذا أخذنا في الحسبان أن إسرائيل طالبت الإدارة الأمريكية بمكافأة الحكومة السودانية، بعدما قطعت علاقاتها مع إيران وحركة حماس الفلسطينية.
صحيح أن تأكيد أو نفي وجود دور لإسرائيل في القرار الأمريكي، يبدو عسيرًا، لكن من اليسير الجزم بأن عداء الخرطوم لتل أبيب لم يعد مثلما كان في الماضي.
حزب الإمة والاتهامات التاريخية
دعونا قبل أن نتناول فرضية حدوث تقارب بين الخرطوم وتل أبيب أن نعود إلى الماضي لنتصفح اوراق علاقات الأحزاب والحكومات السودانية بكيان يوصف عند كثيرين بأنه العدو الأول، ليس لأن وثيقة السفر السودانية الرسمية كانت تسمح بالسفر إلى كل الأقطار عدا إسرائيل، ولكن لأنه في نظر الكثيرين مغتصب لأرض مسلمة ومحتل لثاني القبلتين.
ولعل ما يدعو لفحص تلك العلاقة هو تصاعد الأحاديث حول دور إسرائيلي في رفع الحظر الأمريكي، وهو ما يعد مدخلاً جيداً لتناول تقارب الأحزاب السودانية مع “شيطان العالم العربي”، كما يسميه جهاز المخابرات البريطاني، وهي التسمية التي صدع بها رئيس الوزراء البريطاني انتوني إيدن على مسامع وفد حزب الأمة الذي زار المملكة المتحدة في العام 1953م بزعامة رئيسه السيد الصديق المهدي ورئيس تحرير صحيفة “النيل” محمد أحمد عمر ، طلباً للدعم البريطاني ضد جمال عبد الناصر عقب فشل الانتخابات السودانية التي أجريت في بحر ذات العام, حسبما مضى إلى ذلك الكاتب عبادي يعقوب في مقال منشور بدورية دراسات الشرق الأوسط موسوم بـ”إسرائيل والسودان.. قصة العلاقات الغامضة”، منوهاً إلى أن أنتوني ايدن نصح يوم ذاك وفد حزب الأمة بالذهاب إلى السفارة الإسرائيلية، سيما أن اهتمام الأخيرة بالسودان أخذ في التصاعد عقب مجيء الضباط الأحرار إلى سدة الحكم في مصر، ومضى جاكوب إلى أن الاتصال بين الطرفين تم عبر ضابط الاتصال بالسفارة الإسرائيلية في لندن موردخاي غازيت، وهو ضابط علاقات عامة وأيضاً صحفي بجريدة “ايفننج استاندر”، وهي المعلومة التي ثبتها يوسي ميلمان في كتابه “الجواسيس غير الكاملين”، لافتاً إلى أن جهاز المخابرات البريطاني وجّه حزب الامة بالتعامل مع شيطان العالم العربي، عانياً “إسرائيل”.
وثيقة سرية
ووفقاً لذلك فقد أوردت الوثيقة البريطانية السرية بالرقم 10332/2/954، الصادرة عن مكتب المفوض التجاري للمملكة المتحدة بالخرطوم، والمؤرخة في 6 أغسطس 1954م أن “لقاءات تمت في السفارة الإسرائيلية بلندن بين قطبين من حزب الأمة السوداني، هما: السيد محمد أحمد عمر والسيد الصديق المهدي والسكرتير الأول للسفارة الإسرائيلية بلندن موردخاي غازيت”، وهي المعلومة التي صدع بها قبل سنوات الدكتور محمود محمد محارب في بحثه بـ”المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، الشاهد أن الرواية القائلة بلجوء وفد حزب الأمة إلى بريطانيا ولقائه بالدبلوماسيين الإسرائيليين في عاصمة الضباب لاقت نفياً مغلظاً من قبل حزب الأمة، لكن المؤرخ الإسرائيلي جبرئيل ووربورج ذكر أن “وفد حزب الأمة ابلغ ضابط الاتصال موردخاي غازيت بأن حزبهم يعتبر إسرائيل حليفهم المرتقب طالما أن مصر هي عدوهم المشترك، وحسب ووربورج فإن أسرائيل أكدت انه يمكنها مساندة حزب الأمة ضد عبد الناصر مقابل أن يعلن الحزب علناً أن “إسرائيل تمثل عنصراً إيجابياً في الشرق الاوسط”.
وهنا بغض النظر عن صحة هذه الرواية التي ظل حزب الأمة ينفيها ويرفضها فإن ذات الحزب وجهت نحوه أخيراً سهام تشكك في أن زيارة نائبة رئيسه الدكتورة مريم الصادق الى فلسطين تشير إلى أنها مرت عبر بوابة إسرائيل، إلا أن المنصورة قطعت بعدم صحة هذه الشائعات.
أبو عاج والفلاشا
وذات أوراق التاريخ التي ظل حزب الأمة يؤكد عدم صحتها وينفي وجود علاقة بينه وإسرائيل، فإنها توضح أن العام 1983م، شهد أكبر تعاون بين حكومة النميري وجهاز الموساد بعدما انتوت إسرائيل ترحيل اليهود الفلاشا، وهم يهود السفارديم المتواجدين في أثيوبيا، وهنا يشير الكاتب جمال الشريف في سفره الموسوم بـ”الصراع السياسي على السودان” إلى علاقة تاجر السلاح البريطاني المشهور تايني رولاند بنظام الرئيس جعفر نميري، وذكر أن رولاند عُرف كأحد خدام الموساد، ومضى الشريف إلى أن الأخير أسهم بفاعلية في إفشال انقلاب يوليو 1976م المسنود من الحزب الشيوعي ضد النميري، وقال إن رولاند أرسل طائرته الخاصة يقودها طياره الشخصي “ويلهلم ويلمنغ” لنقل اللواء خالد حسن عباس من يوغسلافيا إلى القاهرة، وكلف في ذات الوقت أحد رجاله ويدعى “نيكولاس اليوت” بالتنسيق مع المخابرات البريطانية لمنع المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمدنا الله رئيس وعضو الانقلاب من الوصول إلى الخرطوم عندما كانا في طريقهما من لندن إلى السودان عبر طرابلس، وإذا كانت هذه المعلومات التي أوردها الدكتور جمال الشريف عن علاقة نميري بإسرائيل غير صحيحة ــ بحسب البعض ـــ فإن التاريخ الحديث يؤكد حدوث تعاون مباشر بين نظام الراحل نميري وذات الدولة فيما يتعلق بملف ترحيل الفلاشا، وهذا ما يشير إليه الكاتب محمد مكاوي في سفره ” عملية موسى.. سري للغاية” الذي يؤكد أن العملية تم تنفيذها بعدما طالب الرئيس النميري بضمانات من بينها إشراف وكالة المخابرات الأمريكية على العملية بالإضافة الى توفير طائرات تغادر من السودان على متنها الفلاشا لتهبط في مطار دولة أوربية ومن ثم تواصل رحلتها صوب تل أبيب.
الحركة الشعبية ونور
والعلاقة مع إسرائيل لم يقتصر الحديث حولها على ما سلف ذكره، فالحركة الشعبية لتحرير الشمال بقيادة جون قرنق كانت بحسب الكثير من الحقائق تربطها علاقة مباشرة بإسرائيل رغم نفي الدكتور قرنق هذه العلاقة عقب توقيعه اتفاقية السلام الشامل، حيث قال بعد عودته إلى السودان منتصف العقد الماضي في مؤتمر صحفي داخل القصر الجمهوري “إنه لا يملك أي علاقات مع الدولة الصهيونية”، غير أن التعاطي العاطفي بين قادة التمرد الجنوبي وإسرائيل تبلور بصورة لافتة عند جوزيف لاقو قائد قوات الأنانيا، الذي اهتبل سانحة الحرب بين إسرائيل والعرب (مصر, الأردن وسوريا)، حسبما أرود لاقو في مذكراته والذي اعترف بحصول حركته إثر ذلك على معدات عسكرية من إسرائيل.
وعلى ذكر الحركة الشعبية فإن حركة تحرير السودان التي يترأسها عبد الواحد محمد نور سبق لها وأعلنت عن فتح مكتب لها بتل أبيب العاصمة الإسرائيلية وهو الأمر الذي فتح عليها نيران هجوم الآلة الإعلامية للحزب الحاكم.
الماضي القريب
تلك كانت لمحات من تاريح عريض دوّنه عدد من المؤلفين أوضحوا من خلاله وجود علاقات بين أحزاب وحكومات سودانية بإسرائيل، وإذا تجاوزنا فترة الديمقراطية الثالثة وصولاً الى الخمسة عشر عاماً الأولى من حكم الإسلاميين للبلاد فإن مجرد التفكير في التقارب مع إسرائيل كان من المحرمات التي قد تقود إلى منصة الإعدام، فالنظام الذي يرتكز على آيدلوجية إسلامية يعتبر إسرائيل عدواً إستراتيجياً، غير أن العشرة أعوام الأخيرة شهدت بروز أصوات تنادي بإنهاء القطيعة مع تل أبيب، ولم تكن هذه الأصوات تصدر من ناحية اليسار أو قوى المعارضة اليمينية بل من داخل صفوف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فالبروفسير حسن مكي وهو من دهاقنة الإسلاميين ألمح إلى أهمية التطبيع مع إسرائيل استنادًا على فقه الضعف، وعلى طريقه مضى الدكتور عبد الحميد موسى كاشا والذي قال حينما كان نائبًا برلمانياً:” ما دمنا قد قبلنا بأمريكا فلنقبل بإسرائيل”، أما والي القضارف كرم الله عباس الشيخ فلم يطالب بالتقارب مع من يعتبره حزبه عدواً وحسب بل مضى بعيداً حينما أكد انتماءه الى مدرسة داخل المؤتمر الوطني تطالب بالتطبيع.
مفاجأة غير سارة
وقبل أن يفيق الحزب الحاكم من ردود الأفعال التي خلفها تصريح كرم الله قبل سنوات معدودة جاءت تسريبات موقع “ويكيليكس» لترفع النقاب عن فحوى برقية من ملايين البرقيات الطائرة في العالم، من وإلى أمريكا، يعود تاريخها إلى 29 يوليو 2008، تكشف عن سعي المؤتمر الوطني لتطبيع علاقاته مع تل أبيب، وهو الأمر الذي نفته الحكومة في الخرطوم بشدة فيما بعد، لكن محتويات البرقية ظلت تتفاعل لفترة من الزمن لأنها أشارت إلى حديث لمستشار رئيس الجمهورية وقتها مصطفى عثمان إسماعيل، ادلى به إلى مسؤول الشؤون الأفريقية بالخارجية الامريكية البرتو فرنانديز يقول نصاً «إذا مضت الأمور بصورة جيدة مع الولايات المتحدة، قد تساعدوننا في تسهيل الأمور مع إسرائيل الحليف الأقرب لكم في المنطقة”، وقبل رحيله عن الدنيا فإن عضو مجلس الولايات الفقيد الشريف محمدين جدد ذات حديث كرم الله حينما قال تحت قبة الجهاز الرقابي الثاني بالبلاد “لنا علاقة مع الصين التي لا دين لها فلم لا نطبع مع إسرائيل الكتابية”.
في ردهات قاعة الصداقة
منتصف العام الماضي وبالتزامن مع حديث وزير الخارجية الذي ترك الباب موارباً في إنشاء علاقة مع إسرائيل حينما أكد عدم ممانعة الحكومة في دراسة التطبيع ، فإن ذات التوقيت شهد بروز أصوات أخرى تطالب بالتقارب مع ذات الدولة، وجاءت من ناحية قاعة الصداقة التي كانت تحتضن جلسات مؤتمر الحوار الوطني، حيث تداولت وقتها لجنة العلاقات الخارجية قضية العلاقة مع إسرائيل، ويومها خرج رئيس اللجنة إبراهيم سليمان إلى الإعلام وقال أن اربعين مشاركاً أدلوا برأيهم حول هذا الموضوع، وقال إنه تم الاستماع في الاجتماع إلى أربعة آراء تنوعت بين التطبيع الكامل مع دولة إسرائيل، وإقامة علاقة عادية أو مشروطة وعدم إقامة أي علاقة معها.
المؤشر العربي والتطبيع
ويعتز السودانيون بمؤتمر القمة العربية الذي تم عقده في السودان ويرمز له بقمة اللاءات الثلاثة وشهدته الخرطوم في 29 آب/أغسطس 1967 على خلفية هزيمة عام 1967 أو ما عرف بالنكسة، وقد عرفت القمة باسم قمة اللاءات الثلاثة حيث خرجت بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: “لا صلح، لا اعتراف، ولا تفاوض مع العدو الصهيوني”، غير أن خرطوم العام 1967 اختلفت تماماً عن خرطوم العام 2015، وهذا ما كشفته نتائج المؤشر العربي الذي أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والذي أوضح أن نسبة قبول التطبيع مع إسرائيل بين السودانيين في العام قبل الماضي كانت الأعلى في العالم العربي وبلغت 18% مقارنة مع نسبة 16% بمصر ولبنان، علمًا بأن أكثر من خمسة ألف سوداني هاجروا في السنوات الأربع الأخيرة نحو دولة إسرائيل.
الآراء تتباين
إذن تلك كانت حقائق رغم الشكوك حول بعض منها.. دعونا نستفسر عن إمكانية حدوث تقارب بين السودان وإسرائيل من عدمه، هنا وفي تصريح للزميلة “ألوان” يشير رئيس تيار إسناد الحوار الوطني عمار السجاد إلى أنه تم تداول هذه القضية العام الماضي ضمن جلسات الحوار الوطني، إلا أنه يرى بأن الطرح لم يكن جاداً، وقال إنه كان أقرب للمزحة، وذلك لأن التطبيع مع إسرائيل _ بحسب السجاد _ سوف تواجهه عقبات كثيرة منها علاقة السودان بالدول العربية والإسلامية بالإضافة إلى المشاعر الأخلاقية والإنسانية التي يجب ألا ترتبط بالمصالح المحضة، وأردف: وهذه كلها تحول دون نقاش جاد في هذا الموضوع.
مصالح متبادلة
بالمقابل، وفي تصريحات صحفية فإن الأمين العام لحزب العدالة السوداني عباس إدريس جعفر رأى أن التطبيع مع إسرائيل لن يضر السودان في شيء، مشيراً في تصريحات صحفية إلى وجود كثير من العلاقات بينها وبين دول عربية وإسلامية، وأضاف: مقترحنا يمثل رؤية ذات أبعاد استراتيجية ودبلوماسية، وقال إن مقترح حزبه الذي قدمه في اجتماعات لجان الحوار الوطني بالتطبيع مع إسرائيل يمثل رؤية ذات أبعاد استراتيجية ودبلوماسية، متسائلاً في الوقت نفسه عن مسببات المقاطعة و”الفلسطينيون أنفسهم وقعوا اتفاقيات مع ذلك الكيان”، حسب قوله.
السند الشعبي
غير أن المحلل السياسي البروفسير صلاح الدين الدومة يذهب في اتجاه مختلف، ويعتقد في حديثه لـ(الصيحة) أن أضرار التطبيع مع إسرائيل اكثر من المنافع التي يمكن أن يتحصلها السودان، ويقر بأن التقارب معها قد يعود بالإيجاب على القضايا الحالية مثلما حدث في رفع الحصار الأمريكي، إلا ان الدومة يؤكد تضرر الدولة السودانية على المدى البعيد بالتطبيع مع إسرائيل حال حدوثه، ويعتقد أن الكثير من الدول لا تجمعها علاقة مع إسرائيل، بل ودخلت معها في عداء غير أنها لم تتأثر ولم تسع لخطب ودها، وما تزال هذه الدول والحديث _ للدومة _ ترفض التقارب مع إسرائيل، غير أن الدومة يرى بأن القوة الحقيقية تستمدها الدول من إرضاء حكوماتها لشعوبها لأنه يرى بأن السند الشعبي أقوى من القنبلة الذرية.
لا توجد مصالح
من ناحيته، فإن القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي يشير إلى أن الحديث عن التطبيع بين السودان وإسرائيل يبدو غير موضوعي، ويلفت في حديثه لـ(الصيحة) الى أن الحديث حول هذا الأمر تجاوز الموضوعية والتاريخ والحاضر والمستقبل، ويرى أنه نوع من الترف الثقافي، إلا أن عبد العاطي يترك الباب موارباً حينما يشير إلى أنه حال باتت إسرائيل دولة ليست عدواً للسودان فيمكن وقتها الحديث عن تحول المستحيل إلى حقيقة، سألته هل كان لإسرائيل دور في رفع العقوبات الأمريكية كما يتردد فأشار إلى أن إسرائيل ليس من مصلحتها حدوث تقارب بين الشرق والغرب وأنها تاريخياً تستثمر في الأزمات، ويعتقد أن المتغيرات الكثيرة دعت الولايات المتحدة لرفع العقوبات مراعاة لمصلحة الدولتين، ويعود ليؤكد عدم وجود متشابهات في الوقت الراهن بين السودان وإسرائيل تدفع باتجاه التطبيع. غير أن الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن قطع بأن حزبه لن يقدم أي تنازلات في موقفه من إسرائيل وقال في برنامج حال البلد بفضائية “سودانية 24” الذي يقدمه الطاهر حسن التوم، أن موقف الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني من العلاقة مع إسرائيل لم يتغير.
الصيحة