سودافاكس – في كل يوم ازداد شعورا ايجابيا بان القادم في إستعادة مطار الخرطوم وتأهيله فيه كثير من التعافي والتغلب على الصعاب وتجاوز الآثار النفسية الغاتمة وبما خلفته الحرب اللعينة.
وامتدادا لهذا التجاوز ظلت إدارة مطارات السودان تلعب دورا مهما في ارساء دعائم الإستقرار والأخذ بسايكلوجية العاملين في سبيل المضي قدما في استعادة التشغيل لمطار الخرطوم واستعادة ثقة التوطين لأهل الخرطوم بعد التهجير القصري والتنكيل والقتل الممنهج الذي تعرضوا له في فترة الحرب.
وتثبيتا لهذا المفهوم، نظّمت مطارات السودان ممثلا في إدارة التدريب وتقييم الأداء محاضرة بعنوان ( التعافي النفسي لتحقيق توازن نفسي داخلي وخارجي) والتي قدمها المستشار د. حافظ العمري بالشراكة مع الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية ( مكتب السودان).
وتلطيفا لمقام هذه المحاضرة تحضرني طرفة، بأن الاستاذ التيجاني حامد وهو الخبير المجتهد في إقامة هذه المحاضرات منذ أيام الرعاية الطبية التي كان يتقلد أمرها بامتياز والي يومنا هذا، أنه احضرنا في ذات مرة طبيب نفساني بمطار الخرطوم وطلبنا من العاملين الكشف عند الطبيب بغرض الوقوف على الحالات وتطبيق المعالجة اللازمة.
الغريب في الأمر فقد احجم كثير من العاملين عن عدم مقابلة الطبيب النفسي خوفا من اكتشاف وثبوت حالات نفسية بسبب الضغوط المالية والمعيشة انذاك،حيث سجلت زيارات الطبيب انذاك نسبة ضئيلة من المقابلات خلال الأسبوع،وكلما نحث عاملا كان يقول لنا ( سيبونا في جننا دا عليكم الله الفينا مكفينا).
لكن مع ظروف الحرب وماخلفته من دمار وآثار نفسية ومعنوية واقتصادية على العاملين كان ضروريا اقامة هذه المحاضرات التي تعطي بُعدا جديدا في التعافي النفسي للعامل وأسرته ولما عانوه من ويلات الحرب.
الجميل في هذه المحاضرات وقيمتها اللا محدودة انها استخدمت فيها بعض التقنيات مثل التنفس العميق وتقنية ال BMR لتحقيق التوازن النفسي وإزالة الرواسب النفسية والمؤثرات التي سببتها الحرب من قتل ونهب وتشريد للعاملين واسرهم.
مايشجع على مثل هذه المحاضرات حرص والتزام العاملين بالمطارات من خلال حضور أنيق تضمن إدارة وموظفين وعاملين مما يؤكد حرصهم وانخراطهم في العمل بهمة واخلاص عالي واستعادة التشغيل بعزيمتهم وايمانهم ان العمل عبادة وتضحيات.
مايمكن ان أوقع عليه اعجابا بهذا اللقاء انه أكد تلاحم الإدارة العليا والعاملين فيها بأنهم عركوا المستحيل ومضوا بخطي وثبات من أجل تأهيل مطار الخرطوم بحسب طيران بلدنا.
التحية والتقدير للإدارة والعاملين في مطارات السودان في بذل المزيد من التضحيات..
