من الفئران إلى الإنسان.. تجربة واعدة تقرّب علاج السكري من الشفاء

سودافاكس – اكتشف العلماء وجود شبكة كهربائية معقدة وسريعة تربط خلايا “دلتا” و”بيتا” في البنكرياس، ما يُعيد تشكيل فهمنا لآلية عمل هذا العضو الحيوي.
فبمجرد أن تبدأ مستويات السكر في الانخفاض، تُرسل بروتينات تُعرف باسم “كونيكسين 36” إشارات كهربائية خاطفة بين الخلايا خلال أجزاء من الثانية، لتطلق سلسلة من التفاعلات الدفاعية داخل الجسم.


كيف تنقذ خلية صغيرة حياة كاملة؟

عندما تستشعر خلايا بيتا خطر انخفاض السكر، تُفرز بروتيناً يسمى “يوروكورتين-3”، يحفّز بدوره خلايا دلتا على إطلاق دفعة قوية من السوماتوستاتين خلال أقل من 30 ثانية.
هذه الاستجابة السريعة تشكل ما وصفه الباحثون بـ“الضربة المزدوجة” التي تعيد التوازن للجلوكوز وتحمي الدماغ من الانهيار المفاجئ في الطاقة.


إصلاح النظام المعطّل.. أفق جديد لعلاج السكري

تشير النتائج إلى أن خللاً في التواصل بين خلايا بيتا ودلتا — سواء في الوصلات الفجوية أو إشارات اليوروكورتين — قد يكون أحد الأسباب التي تجعل بعض مرضى السكري غير قادرين على إيقاف انخفاض السكر الحاد رغم العلاج.

ويقول الدكتور مارك هوفر، قائد فريق البحث:
“هدفنا تطوير أدوية جديدة تُعيد تنشيط هذه الشبكة الدفاعية الطبيعية دون التأثير على إنتاج الإنسولين، مما يقلل الاعتماد على الحقن اليومية ويُجنب المرضى خطر الغيبوبة.”


من الفئران إلى الإنسان.. التجارب تقترب

ورغم أن الدراسة أُجريت على الفئران حتى الآن، فإن العلماء متفائلون بإمكان تطبيقها قريباً على البشر. ويتوقع فريق جامعة كاليفورنيا بدء التجارب السريرية خلال ثلاث سنوات، وسط تفاؤل واسع في الأوساط الطبية بإمكانية أن تُحدث هذه النتائج ثورة في علاج السكري.

ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن “التوازن الهرموني كالسيف ذي الحدين”، فالإفراط في تحفيز خلايا دلتا قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويُفاقم المشكلة.


خلاصة

بينما يواصل العلماء في أنحاء العالم سباقهم نحو علاج أكثر أماناً وفعالية لمرض السكري، يقدم هذا الاكتشاف منظوراً جديداً تماماً:
قد يكون الحل في إصلاح الحوار الصامت بين خلايا البنكرياس نفسها، وليس فقط في تعزيز الإنسولين.

Exit mobile version