ما سر وصول الطائرات في الموعد رغم تأخر الإقلاع؟

قد تتأخر بعض الرحلات الجوية عن موعد إقلاعها المحدد، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن تصل الطائرة متأخرة إلى وجهتها، إذ يمتلك الطيارون عدة استراتيجيات وتقنيات تساعدهم على تعويض الوقت المفقود والوصول في الميعاد المحدد.

التنسيق مع برج المراقبة

يُعتبر برج المراقبة الجوي المسؤول عن تنظيم حركة الطيران، ولا يمكن للطيار تعديل مساره أو سرعته دون إذن مسبق. ومن خلال التنسيق المستمر مع المراقبة الجوية، يمكن للطيار الحصول على إذن لتقصير خط الرحلة أو تعديل المسار قليلاً بما يقلل من زمن الرحلة.

اختصار نقاط الملاحة

خطوط الطيران لا تسير عادة بشكل مستقيم بين نقطتي الإقلاع والهبوط، بل تمر عبر سلسلة من “نقاط الملاحة”. وفي بعض الحالات، يُسمح للطيارين باستخدام ما يُعرف بـ”التوجيه المباشر”، الذي يلغي بعض هذه النقاط ويوفر دقائق ثمينة من زمن الرحلة، خصوصًا في المسارات الطويلة.

الرياح وتأثيرها على زمن الرحلة

الرياح عامل رئيسي في تحديد مدة الرحلة؛ فهي قد تكون صديقًا عندما تدفع الطائرة من الخلف، أو عدوًا عندما تعاكس مسارها. وبحسب خبراء الطيران، تُخطط شركات الطيران مساراتها غالبًا للاستفادة من الرياح الغربية المواتية، وهو ما يفسر قصر زمن بعض الرحلات مقارنة بغيرها.
ميزة لا تُقدّر بثمن: ماذا يحدث لهاتفك عند تفعيل وضع الطيران؟

لماذا لا تسرع الطائرة ببساطة؟

على الرغم من قدرة الطائرات التجارية الحديثة على التحليق بسرعة أكبر، إلا أنها غالبًا تسير بأقصى سرعة اقتصادية. زيادة السرعة بشكل كبير يستهلك كميات ضخمة من الوقود مقابل بضع دقائق فقط، ما يجعل الخيار غير عملي اقتصاديًا.

هامش زمني في المطارات المزدحمة

شركات الطيران تميز بين “زمن الطيران الفعلي” و”زمن البلوك” الذي يشمل مغادرة البوابة حتى الوصول إليها. وفي المطارات الكبرى مثل نيويورك وأتلانتا، يُضاف هامش زمني إلى الجداول لمواجهة أي تأخير بسيط، ما يساعد الطائرات على الالتزام بالموعد النهائي للوصول.

الوصول المبكر ليس دائمًا ميزة

حتى وإن وصلت الطائرة قبل موعدها، قد لا تستفيد من ذلك، لأن بوابات الوصول والخدمات الأرضية بالمطار غالبًا ما تكون مجدولة بدقة. وبالتالي فإن الوصول المبكر لا يضيف ميزة فعلية، بل قد يضطر الركاب للانتظار حتى يتم تجهيز البوابة.

أفضل وسيلة لضمان الوصول في الموعد المحدد تبقى الالتزام بالإقلاع في الوقت المحدد. لكن في حال حدوث تأخير، فإن خبرة الطيار والتنسيق مع برج المراقبة واستخدام العوامل الجوية بذكاء قد تساعد على تقليص زمن الرحلة وتعويض التأخير.

Exit mobile version