سودافاكس – يعود الفضل في الثروة الضخمة التي يمتلكها جيف بيزوس إلى والديه، اللذين كانا السبب الرئيسي في تحقيق حلمه بامتلاك متجر إلكتروني في وقتٍ لم يكن والده يعرف حتى معنى كلمة “إنترنت”.
في عام 1995، طلب بيزوس من والديه طلبًا غريبًا في ذلك الزمن: أن يستثمرا كامل مدخراتهما في متجره الإلكتروني الناشئ.
كان المشروع يبدو حينها مغامرة محفوفة بالمخاطر في عالم لم يعرف بعد ماذا يعني الإنترنت، فحتى والده سأله متعجبًا: “ما هو الإنترنت؟”
ورغم ضبابية الصورة، قرر والده ميغيل بيزوس أن يغامر من أجل حلم ابنه، فاستثمر هو ووالدة جيف نحو 250 ألف دولار، في قرارٍ سيُسجَّل لاحقًا كأحد أغرب وأذكى الاستثمارات في التاريخ.
فقد مهّد هذا التمويل الصغير الطريق لانطلاقة أمازون الصاروخية، التي تحوّل ذلك المبلغ المتواضع إلى أكثر من 40 مليار دولار اليوم، بحسب موقع Rudebaguette.
التجارة الإلكترونية في التسعينات.. حلم يشبه الخيال
في تسعينات القرن الماضي، كانت التجارة الإلكترونية فكرة أقرب إلى الخيال العلمي.
المواطن العادي كان يرى الإنترنت حدثًا عابرًا لا مستقبل له، لكن جيف بيزوس كان يرى فيه ثورة اقتصادية مقبلة.
ترك بيزوس وظيفته المريحة في “وول ستريت” وسعى وراء حلم جريء:
تأسيس أكبر مكتبة إلكترونية في العالم.
ورغم تحذيراته لوالديه بأن احتمال الفشل يبلغ 70%، قررا دعمه في هذه المغامرة.
من مرآب إلى إمبراطورية عالمية
مثّل استثمار والدي بيزوس نحو 1,430,244 سهمًا من أسهم أمازون، بسعر 17 سنتًا تقريبًا للسهم الواحد، وفق بيانات هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC).
ومع التقييم الحالي لشركة أمازون، تضخّم هذا الاستثمار الأولي ليتجاوز 40 مليار دولار أمريكي، محوّلًا مدخراتهما الصغيرة إلى ثروة طائلة.
بدأت أمازون في مرآب صغير بمدينة سياتل كمتجر كتب إلكتروني، لكنها سرعان ما توسّعت لتصبح “المتجر الذي يبيع كل شيء”.
اعتمدت الشركة على رؤية استراتيجية تقوم على:
التركيز على تجربة العميل،
الشحن السريع من خلال “أمازون برايم”،
الأسعار التنافسية،
والاستثمار في التقنيات الحديثة.
تأثير أمازون على الاقتصاد العالمي
لم تعد أمازون مجرد شركة تجارة إلكترونية، بل أصبحت قوة اقتصادية وتقنية عالمية.
غيّرت الشركة مفاهيم البيع بالتجزئة، وأجبرت المنافسين على الابتكار باستمرار.
كما توسعت لتشمل مجالات جديدة مثل:
الحوسبة السحابية (AWS)،
البث الرقمي (Amazon Prime Video)،
الذكاء الاصطناعي،
التجزئة الذكية.
وقد أسهمت أمازون في إعادة تعريف معايير الراحة، والسرعة، وخدمة العملاء حول العالم، حتى أصبحت نموذجًا يُحتذى في الابتكار الرقمي.
قصة إيمان ودعم عائلي نادر
قصة جيف بيزوس ليست فقط عن المال أو النجاح، بل عن الإيمان بالمستقبل والثقة بالرؤية.
استعداد والديه لاستثمار كل ما يملكانه في فكرة لم يفهماها تمامًا يُظهر قوة الدعم الأسري في تحقيق الأحلام.
واليوم، تُعد أمازون واحدة من أكثر الشركات تأثيرًا في العالم، بينما يُصنف بيزوس بين أغنى أغنياء الأرض.
كل ذلك بدأ من سؤال بسيط:
ما هو الإنترنت؟
