مزارعو الشاي الكيني يواجهون أزمة غير مسبوقة بسبب السودان

حذر أصحاب المصلحة في صناعة الشاي في كينيا من خسائر سنوية جسيمة تتجاوز 6.5 مليار شلن كيني، أي ما يعادل نحو 50 مليون دولار أمريكي، نتيجة استمرار الحظر المفروض على صادرات الشاي الكيني إلى السودان، أحد أبرز أسواقهم الإقليمية. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة Daily Nation، ناشد تجار الشاي الحكومة الكينية ضرورة معالجة التوترات الدبلوماسية مع الخرطوم بصورة عاجلة، حتى يتسنى استئناف الصادرات إلى السوق السودانية الحيوية بالنسبة للمنتجين والمصدرين.


الحظر السوداني يهدد عقود التصدير ومصدر رزق المزارعين

أفاد موقع Eastleigh Voice أن الحظر المستمر منذ مارس الماضي تسبب في معاناة مزارعي وتجار ومصدري الشاي في كينيا، حيث عجز العديد منهم عن الوفاء بعقودهم التجارية، مما يهدد سبل عيش آلاف الأسر. ويُعد السودان من بين أكبر خمس وجهات تستورد الشاي الكيني، ويفضّل أنواعاً محددة من الشاي لا تجد بسهولة أسواقاً بديلة، مما يجعل آثار الحظر أكثر حدة على الصناعة.


مدير هيئة تنمية الشاي الكينية: السوق السوداني لا يمكن الاستغناء عنه

أكد مدير هيئة تنمية الشاي الكينية، بيتر كيمانجا، أن للسوق السوداني خصوصية كبيرة، موضحاً أن تمديد الحظر بعد انتهاء مهلة تصفية الشاي في سلاسل التوريد أدى إلى حالة من القلق بين المزارعين والتجار، مشيراً إلى أن استمرار الحظر يهدد المكافآت السنوية وسبل العيش.

تحذيرات من خسائر بمليارات الشلن الكيني

قال التاجر الكيني هاري كومبي لصحيفة Business Daily إن الخسائر المتوقعة جراء استمرار الحظر قد تتراوح بين 6.5 و7 مليارات شلن سنوياً، في حال لم يتم التوصل إلى حل سريع.

انتقادات لنهج الحكومة الكينية

انتقد عدد من التجار ما وصفوه بـ”تجاهل” الحكومة لأزمة السودان، مشيرين إلى أن وزير الزراعة، موتاهي كاغوي، ركز خلال زيارته الأخيرة إلى مزاد الشاي في مومباسا على السوق الإيرانية دون التطرق للحظر السوداني، رغم أهمية السوق السودانية وسهولة التعامل المالي فيها مقارنة بإيران التي تواجه عقوبات دولية.

أسباب الحظر السوداني على الشاي الكيني

فرضت الحكومة السودانية الحظر في مارس الماضي عقب استضافة كينيا لقوات الدعم السريع التي تخوض حرباً أهلية ضد الجيش السوداني منذ عامين. وأوضحت الخرطوم أن القرار يهدف إلى حماية الأمن القومي والحفاظ على سيادة البلاد.

التداعيات الاقتصادية للحظر

يحذر خبراء من أن استمرار الحظر سيؤدي إلى تراجع التدفقات النقدية وتأثر آلاف المنتجين وصغار المزارعين الذين يعتمدون على صادرات الشاي كمصدر دخل رئيسي، في وقت يعاني فيه القطاع الزراعي من تحديات مالية متزايدة.

جهود كينية لتعويض السوق السودانية

تسعى نيروبي لتعزيز علاقاتها التجارية مع طهران، حيث أعلن وزير الزراعة كاغوي تشكيل لجنة مشتركة بين كينيا وإيران لإزالة العوائق التجارية واستئناف صادرات الشاي خلال 60 يوماً.

تقدم محدود في السوق الإيرانية

بلغت صادرات الشاي الكيني إلى إيران نحو 4.2 مليار شلن (33 مليون دولار) في عام 2024، ما يعكس قدرة أسواق الشرق الأوسط على دعم هذا القطاع، لكن التجار يؤكدون أن السوق السودانية تظل أكثر استقراراً على المدى الطويل.

دعوات لإنقاذ قطاع الشاي الكيني

دعا تجار الشاي الحكومة الكينية إلى إعطاء أولوية لاستعادة العلاقات التجارية مع السودان، مشيرين إلى أن تجاهل هذا الملف سيؤدي إلى خسائر تفوق المكاسب المحتملة من فتح أسواق جديدة.

Exit mobile version