الإطفاء والإنقاذ.. دعوة لإعادة الهوية المفقودة في مطارات السودان
كتب:محى الدين رأفت
رسالة فى بريد
مدير إدارة العامة
لشرطة الدفاع المدنى
سعادة الفريق شرطة
د. عثمان العطا مصطفى
مدخل
من المعلوم أن صناعة الطيران والنقل الجوى تعتمد على توفر متطلبات أساسية فى مجال السلامة وهى مُتطلبات متعددة وتختلف بإختلاف دورها ومهامها ويَعْلَمَها كل من له صلة بالقطاع سواءً كان عاملاً أو مهتماً ولكنها تشكل منظومة موحدة تحت مسمى السلامة.
الإطفاء و الإنقاذ تشكل أحد المحاور الأساسية التى ينبنى عليها تشغيل المطارات كجزء أو محور من محاور السلامة.
دون الخوض فى تفاصيل فنية يصنف المطار وفق توفر مُعدات ومُعينات وتجهيزات نظام أو كيان الإطفاء و الإنقاذ وقوته التشغيلية وكفاءة تشغيلها وفاعليتها ويعرف إصطلاحاً بى ال CAT وهى درجة تصنيف المطار تحدد بموجبه حجم ونوعية الطائرات التى تستخدم المطار وهى درجة تصنيف غير ثابته تزيد وتنقص وفقاً لوضع التجهيزات و المعينات والأدوات.
الإطفاء والإنقاذ كنظام كان موجوداً فى مجال الطيران المدنى منذ أربعينات القرن الماضى وتقريباً أنشئت أول وحدة للمطافئ فى مطار الخرطوم فى العام 1947 وهى متزامنه مع إنشاء شركة الخطوط الجوية السودانية التى كانت تعرف بطيران الشمس المشرقة أو سابقه لها فى الوجود بمدة ليست بالطويلة.
ظل إسم الإطفاء والإنقاذ متوارث فى قطاع الطيران المدنى منذ الإنشاء كوحدة بمطار الخرطوم حتى غطى كافة مطارات السودان بل أضحى إدارة مُتخصصة منذ تحويل مصلحة الطيران المدنى إلى هيئة عامة فى العام 1986و أصحبت ذات قدرات فنية و إمكانات عملية و مهارات بشرية عالية تطورت بتطور القطاع وظلت تحمل الإسم حتى بداية تسعينات القرن الماضى حيث أطلق عليها إسم الدفاع المدنى بإعتبارها تابعة للإدارة العامة للدفاع المدنى بالسودان لاسيما بعد دمج القوات النظامية تحت لواء الشرطة الموحدة.
أصل العلاقة بين الإطفاء والطيران المدنى:-
كان ضباط هذه الإدارة حتى بعد عسكرة الإطفاء بالطيران المدنى من خريجى المعهد القومى للطيران المدنى وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر سعادة العميد محمد عثمان خواجة
اللواء صلاح عبدالرحمن الكتيابى.
العميد عبدالوهاب بابكر.
الرائد جون جمعة.
اللواء يوسف ضرار بريمة.
العميد الفاتح تاج الدين.
العقيد حسن خليفة.
المقدم عاصم هاشم.
المقدم عثمان المحبوب.
الرائد أحمد أدريس وغيرهم ممن لم تسعفنى الذاكرة بأسمائهم بل أن سعادة اللواء إدريس محمد فضل الله الذى تولى قيادة قوة المطافئ فى أواخر السبعينات من القرن الماضى من منسوبى الطيران المدنى ، وكان لهم منهج دراسى كامل مُجاز و يُدرس بالمعهد القومى للطيران المدنى لتحقيق التخصص، رحم الله تعالى من مضى منهم.
الأثر المترتب على تغيير الإسم:-
هل لتغيير الإسم أثر فى وضعية النظام؟
هذا سؤال مٍحْورى قد تختلف حوله الإجابة حسب رؤية و وجهة نظر من يتناول الموضوع.
رأينا أن هناك أثر واضح وبَيّنْ حيث أن تغيير الإسم بهدف توحيد المسمى ليكون موحداً أثر سلباً على خصوصية الإطفاء والإنقاذ وأصبح يتم التعامل معه كنظام للدفاع المدنى ، واقعياً تختلف مهامه الأساسية عن مهام نظام الإطفاء والإنقاذ فى مجال الطيران المدنى والتعامل مع حوادث الطائرات ومن قبل تأمين سلامة عمليات التزويد بالوقود ، تشغيل محركات الطائرات ، هبوط وإقلاع الطائرات ،الإستجابة لطوارئ الطائرات كما فى الهبوط الإضطرارى سواءً على سطح المدرج المُسفلت أو فى المهبط الترابى المُحازى للمدرج المُسفلت و المُعد لمثل هذا النوع من الهبوط داخل المطار…
Wheelup Landing Aera.
كما أن خواص المواد المُستخدمة فى المكافحة والسيطرة تختلف عن بعض المواد المُستخدمة فى أعمال الدفاع المدنى هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تُعْرَفْ هذه القوة عالمياً وفق مصطلحات ومسميات منظمة الطيران المدنى الدولى (الإيكاو) بخدمات الإطفاء والإنقاذ《 RFFS》
وهى متخصصة فى مكافحة حرائق الطائرات ويطلق على مركباتها باللغة الإنجليزية
-Fire Fighting Vehicle.
-Rescue Jeep.
وتشترك مع الدفاع المدنى فى المركبات التالية
-Water Supply Vehicle.
-Ambulance Vehicle.
الإطفاء و الإنقاذ كنظام ومهام منصوص عليها فى الملحق 14 المطارات و تخضع للمراجعة والتدقيق فى إطار السلامة من قبل منظمة الطيران المدنى الدولى (الإيكاو) تحت ذات المُسمى وليس الدفاع المدنى.
الإطفاء و الإنقاذ تناولها الملحق 14 الجزء الأول المطارات
Annex14 Part 1Aerodromes
فى الفصول 1 – 2 – 9 .
التعديل رقم 17 على الملحق 14 فى 2022 كان متعلق بالإطفاء و الإنقاذ.
نص دليل الأمن الوثيقة 8973 والبرنامج الوطنى لأمن الطيران المدنى السودانى و برنامج أمن المطارات السودانية على ضرورة وأهمية التنسيق بين الإطفاء والإنقاء وعمليات أمن الطيران فى تنفيذ برامج تدريبية مشتركة لتأمين سلامة العمليات بالمطارات لاسيما فى حالات حوادث الطائرات التى تحمل على متنها شحنات بضائع خطرة،بكل أنواعها حيث أن التعامل مع أصناف منها يتطلب إجراءات وترتيبات تختلف بإختلاف الصنف ومدى تأثيره.
خلاصة الأمر:-
ما نود أن نخلص إليه ونحن فى ظل وضع وظروف فُرِضَتُ علينا فى مختلف الأنشطة و المجالات وتعمل الدولة جاهدة من خلال مكوناتها النهوض بها من جديد [عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً] لذا فهى دون أدنى شك فرصة للتصحيح وإعادة التنظيم و الترتيب والتحسين وفق أسس وضوابط تقوم على التخصصية و الشفافية و العودة للمسار الصحيح دون الإخلال بالضوابط والعلاقات والتبعية.
إعادة مسمى الإطفاء والإنقاذ للقوات العاملة بالمطارات يحقق التخصص والتميز ولا يعنى الإنفصال والخروج من تحت مظلة الدفاع المدنى كإدارة مسؤولة على مستوى الدولة و تظل تعمل تحت إشرافها ومتابعتها مثلها
مثل الإنقاذ النهرى أو شرطة المُسطحات المائية.
إعادة مسمى الإطفاء والإنقاذ يمنحها فرص الإستفادة من المنح و المساعدات التى تقدمها منظمة الطيران المدنى الدولى (ICAO) أو أى من المنظمات و الهيئات الأخرى مثل الإتحاد العالمى للنقل الجوى (IATA) والمجلس العالمى للمطارات (ACI) والمنظمة العربية للطيران المدنى (ACAO)
رسالتنا لسعادة الفريق د. عثمان العطا بالتكرم بالعمل على إعادة الأمور إلى نصابها بتصحيح الأوضاع لاسيما وهو قد عمل مُعظم سنوات خدمته فى المطارات حتى وصل فيها أعلى قيادتها وخَبِرَ خباياها ويعلم تماماً ما أردنا الإشارة إليه والهدف منه فقد تربى ونشأ وترعرع فى سوح مطارات السودان.
إعادة التسمية الإطفاء و الإنقاذ تفى بمتطلبات الإيكاو وفق ماهو مُتعارف عندهم بخدمات الإطفاء والإنقاذ 《 RFFS 》
Rescue and Fire Fighting Services
كما نأمل فى العمل على التنسيق مع أكاديمية السودان لعلوم وتكنولوجيا الطيران لوضع منهج خاص للإطفاء والإنقاذ فى شكل دبلوم مُتخصص أو دراسة مُتخصصة لما فى ذلك من مصلحة للبلاد وصناعة الطيران والنقل الجوى ويمنحها صفة التميز والتفرد لاسيما فى المنطقتين العربية والإفريقية.
تخاريف:-
-إعادة تسمية الإطفاء والإنقاذ بجانب أنها تُحقق التخصص وتتوافق مع متطلبات الإيكاو ، فإنها تمنح الإدارة العامة للدفاع المدنى التميز كون أن تحت لوائها عدد من الوحدات المُتخصصة و من بينها وحدة ذات صبغة عمل تخضع لمرجعية و مقاييس ومعايير دولية.
مما ينعكس إيجاباً على سمعة إدارة الدفاع المدنى السودانى ويمنحه صبغة عالمية ويجعله مميزاً على المستويين الإقليمى والدولى هذا من ناحية، و أيضاً فى تصنيف الوحدات الشرطية التابعة لوزارة الداخلية من ناحية أخرى.
-يمكن بالتنسيق مع شركة مطارات السودان وسلطة الطيران المدنى وضع لائحة تنظم العمل والعلاقة بين الدفاع المدنى كإدارة عُليا وبين الإطفاء و الإنقاذ بمطارات السودان كإدارة فنية متخصصة ونحن على أتم الإستعداد للمساهمة فى إعدادها.
-إهتمام سعادة الفريق د. عثمان العطا بما جاء بعاليه يضاف لإنجازاته وتميزه منذ أن تولى شأن قيادة الدفاع المدنى وهو رجل أكاديمى وقائد ميدانى مشهود له وهو الخبير المتمكن فى مجاله.
الله غالب
خبير وطنى
معلم مستشار أمن طيران
محى الدين حسن على رأفت
الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2025
