سودافاكس – في أمسية أدبية مميزة أقيمت بالمكتبة البريطانية في العاصمة البريطانية لندن مساء الجمعة 10 أكتوبر 2025، فازت الكاتبة السودانية البريطانية ليلى أبو العلا بجائزة PEN Pinter لعام 2025، وهي واحدة من أبرز الجوائز الأدبية المرموقة التي تمنحها سنويًا منظمة PEN English تكريمًا للأصوات الأدبية التي تدافع عن حرية التعبير.
جائزة تُكرّم الشجاعة الأدبية والإنسانية
اختارت لجنة الجائزة الكاتبة السودانية ستيلا جيتانو لتتقاسم التكريم مع أبو العلا، بمنحها لقب “كاتبة الشجاعة” لهذا العام، تقديرًا لدورها في الدفاع عن الحقيقة ومواصلتها الكتابة في ظل المخاطر والصراعات. ويأتي هذا التقليد السنوي تخليدًا لإرث الشاعر البريطاني الراحل هارولد بينتر، الذي كرس حياته لمحاربة القمع والانتصار لحرية الكلمة.
ليلى أبو العلا: تكريم مزدوج للكتابة والمقاومة
في كلمتها خلال الحفل، عبّرت ليلى أبو العلا عن سعادتها بتقاسم الجائزة مع ستيلا جيتانو، مشيدةً بشجاعتها الأدبية والإنسانية. وقالت:
“يشرفني أن أشارك جائزتي مع الكاتبة التي طالما ألهمتني بكتاباتها. إنها كاتبةٌ شجاعةٌ واجهت خطاب الكراهية والتهديدات الجسدية بشجاعة نادرة، وفتحت أعمالها أعيننا على عواقب الحرب في السودان”.
وأضافت أبو العلا أن الأدب قادر على خلق جسور بين الثقافات، وأن هذا التكريم هو انتصار للأدب السوداني والعربي في المحافل العالمية.
ستيلا جيتانو: الجائزة رسالة صمود وأمل
من جانبها، أعربت ستيلا جيتانو عن امتنانها العميق لاختيارها لهذه الجائزة، مؤكدةً أن التكريم لا يمثل إنجازًا شخصيًا، بل هو “إهداء لكل الكُتّاب الذين يكتبون رغم الخطر”.
وقالت: “هذه ليست جائزة للشجاعة فقط، بل جائزة للصمود والأمل. أهديها لكل كاتب سوداني وجنوب سوداني يواصل الكتابة رغم الحرب، ولكل من نُفي أو سُجن بسبب كلماته”.
وأكدت جيتانو أن قول الحقيقة قد يكون محفوفًا بالمخاطر، لكنه في الوقت نفسه “يضيء الطريق نحو الحرية ويمنح الكلمة معناها الإنساني العميق”.
رمزية الجائزة وأهميتها في الدفاع عن حرية التعبير
تُعتبر جائزة PEN Pinter من أبرز الجوائز التي تحتفي بالأدباء الذين يجسدون في أعمالهم روح الحرية والمقاومة ضد القمع، وتُمنح لكاتب بريطاني أو مقيم في المملكة المتحدة إلى جانب “كاتب شجاعة” من خارجها.
وتجسد الجائزة التزام منظمة PEN بالدفاع عن حرية التعبير وحماية الكتّاب الذين يواجهون التهديد أو الرقابة بسبب آرائهم.
تكريم الأدب السوداني في المشهد العالمي
يُعد فوز ليلى أبو العلا وستيلا جيتانو بهذا التكريم المزدوج اعترافًا عالميًا متجددًا بالأدب السوداني وإبداعاته، خاصة في زمن تتقاطع فيه الكتابة مع المقاومة، وتتحول فيه الكلمة إلى أداة وعي وتغيير.
ويعكس هذا الفوز حضور الأدب السوداني في الساحة الدولية كصوت يُجسّد القوة الأخلاقية للكلمة في مواجهة الحرب والرقابة والصمت.
من هي ليلى أبو العلا؟
تُعد ليلى أبو العلا واحدة من أبرز الكاتبات السودانيات المعاصرات، وُلدت في القاهرة ونشأت في الخرطوم قبل أن تنتقل إلى بريطانيا.
حققت شهرة واسعة بفضل أعمالها التي تستكشف قضايا الهوية والمنفى والروحانية، ومن أبرز رواياتها “المترجمة”، و“مرايا”، و“المنارة”، وقد تُرجمت أعمالها إلى أكثر من عشر لغات وحصدت عدة جوائز دولية.
الأدب السوداني في دائرة الضوء
يشكل هذا الإنجاز دفعة قوية للأدب السوداني والعربي في الخارج، ويؤكد أن الكلمة السودانية ما تزال قادرة على اختراق الحدود وصنع التأثير الثقافي على المستوى العالمي، رغم ما يواجهه الكتّاب في بلادهم من تحديات سياسية واجتماعية.
