محمد بلو في معرض الرياض للكتاب.. كفيف تحدى الإعاقة و أصبح من أبرز الكتاب

سودافاكس – شهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، مساء اليوم، ورشةً نفسية وإبداعية مميزة بعنوان “العلاج بالكلمات”، قدّمها الكفيف محمد بلو، الذي استعرض خلالها رحلته الملهمة في تجاوز فقدان البصر وتحويل معاناته إلى تجربة إبداعية مؤثرة.
قصة كفاح بدأت بفقدان البصر
روى محمد بلو تفاصيل إصابته بمرض التهاب الشبكية الصباغي الوراثي عام 1983م، وهو أحد الأمراض النادرة التي تؤدي تدريجيًّا إلى العمى التام. وأوضح أنه وصل إلى مرحلة فقدان القدرة على رؤية الضوء، وهي الحالة المعروفة طبيًا باسم “الهلوسة البصرية”، حيث يستحضر العقل صورًا خيالية نتيجة انعدام الإشارات البصرية.
بعد معاناتها فقدان البصر 14 عامًا.. أمير تبوك يتكفل بعلاج فتاة وتوظيفها على نفقته الخاصة
من الإحباط إلى الإلهام.. نقطة التحول
أشار بلو إلى أنه بعد تقاعده المبكر من عمله في الخطوط السعودية، مرّ بفترة من الإحباط العميق، قبل أن يعثر على كتاب “نكت العميان” للأديب طاهر زمخشري في مكتبة جدة، والذي مثّل نقطة التحوّل الكبرى في حياته. وقال: “كان ذلك الكتاب نافذتي إلى النور، وأيقنت حينها أن الإبداع ليس حكرًا على المبصرين، وأن الكلمة يمكن أن تكون علاجًا وبداية جديدة.”
تأسيس جمعية إبصار ودعم فاقدي البصر
تحدث بلو عن تجربته في تأسيس جمعية إبصار، ودوره في تمكين ذوي الإعاقة البصرية من خلال التدريب والتأهيل والدمج المجتمعي. وأكد أن الكلمات، حين تُختار بعناية، يمكن أن تكون وسيلة علاج نفسي وروحي، قادرة على تحويل الألم إلى طاقة خلاقة.
الإبداع من الظلام.. رواية “حصاد الظلام”
استعرض بلو تجربته الأدبية عبر روايته “حصاد الظلام”، التي استغرق تأليفها أربع سنوات، وانطلقت فكرتها من فيلمه الوثائقي “رحلتي في الظلام الأبيض”، والذي وثّق فيه تجربته مع فقدان البصر وما نتج عنها من وعيٍ وإلهامٍ إنساني.
الكلمة الطيبة.. علاج للنفس والأمل
اختتم محمد بلو حديثه بتأكيد أن “العلاج بالكلمات” من صميم القيم الإنسانية والإسلامية، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”، مشيرًا إلى أن للكلمة أثرًا بالغًا في شفاء النفس وبناء الأمل. كما عبّر عن شكره لهيئة الأدب والنشر والترجمة على دعمها لعرض تجربته ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب.
رسالة أمل من معرض الكتاب
تفاعل جمهور معرض الرياض الدولي للكتاب مع تجربة محمد بلو، التي جسدت قوة الإرادة الإنسانية وقدرة الأدب على شفاء الجراح النفسية، في رسالةٍ تؤكد أن الكلمة ليست مجرد أداة للتعبير، بل وسيلة للنجاة وإعادة اكتشاف الذات.



