سودافاكس – نشأت “غرف الطوارئ السودانية” في أعقاب اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023، كحركة شبابية تطوعية تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من النزاع.
تعمل الشبكة وفق مفهوم “النفير”، وهو تقليد سوداني عريق يقوم على التكافل والتعاون الجماعي لمواجهة الأزمات.
هيكل تنظيمي أفقي يرسّخ العمل المجتمعي
تضم الشبكة أكثر من 700 غرفة طوارئ موزعة على مختلف ولايات السودان، ويعمل فيها آلاف المتطوعين من الشباب، من بينهم أطباء ومهندسون ومعلمون وناشطون في مجالات الإغاثة والعمل الإنساني.
ويُدار الهيكل التنظيمي للشبكة بطريقة أفقية غير مركزية، تبدأ من غرف الأحياء وتنتهي بمجلس تنسيق العمل القاعدي الذي يضم ممثلين من جميع ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية.
مجالات عمل متنوعة لإنقاذ المدنيين
تشمل أنشطة غرف الطوارئ السودانية مجالات إنسانية متعددة، من أبرزها:
– دعم المراكز الصحية والتكايا المجتمعية وتوفير الطاقة الشمسية لتشغيلها.
– تنظيم عمليات الإجلاء للمدنيين من مناطق النزاع.
– تقديم الدعم الطبي والنفسي للنساء والفتيات ضحايا العنف.
– إنشاء مساحات آمنة للنساء وأخرى صديقة للأطفال تتضمن برامج توعية وترفيه.
– إعادة تأهيل المدارس وتوفير وجبات للطلاب والمعلمين.
– تنفيذ حملات نظافة وإصحاح بيئي وتوفير مياه الشرب والأدوية.
– إطلاق حملات مناصرة إعلامية تسلط الضوء على القضايا الإنسانية.
مصادر التمويل
تعتمد الشبكة على دعم من منظمات وطنية ودولية إلى جانب تبرعات الأفراد ورجال الأعمال، في وقت تواجه فيه نقصا حادا في التمويل مقارنة بحجم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.
تحديات تواجه المتطوعين
تعاني غرف الطوارئ من صعوبات عدة، أبرزها نقص الموارد، وتعقيدات الإجراءات الإدارية، وغياب الحماية القانونية للمتطوعين الذين يواجهون مخاطر جسيمة أثناء عملهم.
ووفق تقارير ميدانية، فقد تجاوز عدد المتطوعين الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء مهامهم الإنسانية أكثر من 100 متطوع حتى عام 2025.
الترشيح لجائزة نوبل للسلام
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن معهد أبحاث السلام في أوسلو عن ترشيح غرف الطوارئ السودانية لجائزة نوبل للسلام، واصفا إياها بأنها “رمز للأمل والصمود وسط واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”.
وأُدرجت الشبكة مجددا ضمن قائمة المرشحين في يناير/كانون الثاني 2025، حيث أشاد مدير المعهد هنريك أوردال بجهود المتطوعين ودورهم في تعزيز السلام والعدالة.
جوائز دولية تقديرية
تُوّجت جهود غرف الطوارئ السودانية بعدة جوائز عالمية في عام 2025، منها:
– جائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان تقديرا لشجاعتها في تقديم المساعدات خلال الحرب.
– جائزة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان لدورها في حماية الحق في الحياة.
– جائزة رايت ليفليهود السويدية (نوبل البديلة) تكريما لبنائها نموذجًا مرنًا للتكافل وسط انهيار الدولة.
رمز للأمل والصمود
تمثل غرف الطوارئ السودانية اليوم مثالا فريدا على التنظيم الشعبي في زمن الحرب، إذ جمعت بين روح التطوع والتنسيق الميداني الفعال لإنقاذ ملايين الأرواح رغم المخاطر والتحديات.
سودافاكس
