محاسن كبي حرجل .. علي كبك ..الشحم دا، واللحم دا،عملوا لي شنو، لي الجبجبة..ما الجديد؟

حيدر المكاشفي
ناحت الأسافير وضجت بعض الصحف وولولت بعض الأقلام، حين ظهرت على الفضاء الإسفيري تلك الاغنية الركيكة ( محاسن كبي لي حرجل ) التي انتشرت كالنار في الهشيم على صفحات وتطبيقات الوسائط الاليكترونية ، وثار حولها نقاش مستفيض وتكاثرت عنها التفسيرات والتأويلات ، رغم أن محاسن حرجل لم تكن سوى حلقة من حلقات الركاكة والابتذال التي بدأ بثها قبل نحو عامين بذلك المطرب ، مبتذل الكلمات، المدعو (علي كبك)، الذي احتدم النقاش حول حقيقته لدرجة صيرته شخصية الأسبوع عامذاك بلا منازع، وهذا بالضبط ما حدث الآن مع محاسن حرجل ، حيث تفرغ البعض للبحث عن أصلها وفصلها وحقيقتها، لكشف ما إذا كانت شخصية حقيقية من لحم ودم، أم أنها مجرد لعبة صنعها عابث ونظم لها كلاماً ركيكاً وأطلقها في الفضاء الافتراضي ليشغل بها الناس، وقد نجح بامتياز في إصابة ما هدف إليه، حتى إنك إذا وجدت اثنين يتجادلان بحماس حول أمر ما، فلا يداخلك أدنى شك في أن ثالثتهما هي (محاسن حرجل)، وقد عجبت أيما عجب لهذا الجدل الحماسي وليس على حقيقة أو أكذوبة هذه الـ(محاسن)، ومصدر عجبي أن ما يلفت الانتباه ويثير الجدل، هو كل أمر أو فعل أو حدث جديد ومثير ولافت (إيجاباً أو سلباً)، وشخصية محاسن بغنائها الركيك لا هي جديدة ولا غناؤها جديد أو مثير، حتى لو كانت شخصية حقيقية دعك من أن تكون شخصاً وهمياً مصنوعاً، فالناس في بلدي ولا أدري ما دهاهم، يعرفون قبل علي كبك ومحاسن حرجل بزمان عدداً من أمثالهما، منهم على سبيل المثال (عبدو التي)، و(حمادة بت)، وآخرين وأخريات لا نعلمهم يعلمهم العالمون ببواطن قيعان المدن، فلماذا إذن تثير محاسن حرجل كل ما أثارته من ضجة وجدل رغم أنها ليست عرابا ولا رائدا هذا الضرب من الغناء الركيك الذي سبقتها إليه نساء أخريات ورجال آخرون، هذا هو السؤال المحير والذي يحتاج بالفعل للبحث له عن إجابة…
أما أغنية ( كبي لي حرجل ) ، فهي أيضاً غير جديدة ولا مثيرة، فقد سبقتها إليها أخريات وآخرون كما أسلفنا، فالكثيرون منا يعرفون وبعضهم يحفظون العشرات بل المئات من شاكلة هذه الأغنيات الركيكة، التي تُؤدى أحياناً في جلسات المزارع الخاصة والحفلات الدكاكينية، وأحياناً على رؤوس الأشهاد في حفلات الأعراس والمناسبات، فليس مثلاً أغنيات مثل (ياخي ما معقول كل ما أضرب ليك الرقم مشغول، إنت شاغلو براك ولا شاغلك زول، كان حقو ترجع لي إن شاء الله بي مس كول)، أو (الشحم دا، واللحم دا، عملوا لي شنو، لي الجبجبة)، أو(سمينة زي بطة في كل لفة منشحطة، ولو باعوا العوالي بسلم نفسي للشرطة)، إلى آخر هذا الهراء أو بالأحرى الخراء، فليست هذه أقل خطراً من خطرفات محاسن حرجل… تلك كانت محاسن حرجل ، فهل ننتظر علوية كمونية وبخيتة شعيرية ؟!…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.