في إنجاز جديد يعزز مكانة المملكة العربية السعودية كقوة طاقوية عالمية، كشفت شركة أرامكو السعودية عن تسجيل واحدة من أدنى تكاليف إنتاج النفط في العالم، حيث تبلغ تكلفة استخراج برميل النفط الواحد نحو دولارين فقط، بينما تصل تكلفة إنتاج برميل الغاز المكافئ إلى دولار واحد تقريبًا.
مترو الرياض يفرض غرامة 200 ريال على هذه المخالفة..!
السعودية تتصدر العالم في كفاءة إنتاج النفط
تؤكد هذه الأرقام القياسية متانة الاقتصاد السعودي وقدرته على الحفاظ على مكانته الريادية في أسواق الطاقة العالمية، في وقت تواجه فيه العديد من الدول المنتجة للنفط تحديات مالية وتقنية كبيرة.
الجوازات السعودية تبدأ تحولًا رقميا في ميناء جدة الاسلامي
ويأتي هذا التفوق بفضل استراتيجيات إنتاج مدروسة واستثمارات ضخمة في البنية التحتية والتقنيات الحديثة التي جعلت من أرامكو نموذجًا عالميًا في كفاءة التشغيل والإدارة التقنية.
أرامكو تحافظ على طاقتها الإنتاجية القصوى عند 12 مليون برميل يوميًا
خلال مشاركته في منتدى إنرجي إنتلجنس في لندن، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، المهندس أمين الناصر، أن الشركة قادرة على الحفاظ على طاقة إنتاجية تبلغ 12 مليون برميل يوميًا لمدة عام كامل دون الحاجة إلى تكاليف إضافية.
ويأتي ذلك بعد قرار وزارة الطاقة السعودية في عام 2024 بالإبقاء على الطاقة الإنتاجية القصوى دون رفعها إلى 13 مليون برميل يوميًا كما كان مخططًا سابقًا.
تفوق عالمي وتكاليف إنتاج الأدنى بين الشركات الكبرى
تعد أرامكو الأقل تكلفة بين كبرى شركات النفط العالمية مثل إكسون موبيل وبي بي وشل وتوتال، مما يمنحها ميزة تنافسية ضخمة في مواجهة تقلبات السوق.
كما تحتفظ المملكة بجزء كبير من الطاقة الفائضة العالمية، ما يمنحها القدرة على التدخل السريع في حال ارتفاع الطلب العالمي أو حدوث اضطرابات في الإمدادات.
استثمارات ضخمة لضمان استدامة الإنتاج
بلغت استثمارات أرامكو في قطاع الطاقة خلال النصف الأول من عام 2025 نحو 46.16 مليار ريال (12.5 مليار دولار)، منها أكثر من 34 مليار ريال خصصت لقطاع التنقيب والإنتاج.
وتهدف هذه الاستثمارات إلى الحفاظ على الطاقة القصوى المستدامة، إلى جانب التوسع في مشاريع الغاز ضمن رؤية المملكة لتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة.
توقعات إيجابية للطلب العالمي على النفط
أكد أمين الناصر أن أساسيات الطلب العالمي على النفط قوية، متوقعًا أن يزداد الطلب بمقدار 1.1 إلى 1.3 مليون برميل يوميًا في 2025، وبما يتراوح بين 1.2 و1.4 مليون برميل يوميًا بحلول 2026.
وأشار إلى أهمية الاستثمارات طويلة الأجل لضمان استقرار السوق العالمي في ظل استمرار الحاجة إلى النفط التقليدي بجانب التوسع في الطاقة المتجددة.
البتروكيماويات.. محور جديد في استراتيجية أرامكو
تسعى أرامكو لتحويل نحو 4 ملايين برميل يوميًا إلى منتجات كيماوية بحلول عام 2030، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على صادرات النفط الخام.
وقد عززت الشركة حضورها في هذا القطاع من خلال الاستحواذ على حصة الأغلبية في بترورابغ، وشراء 10% من شركة رونغشنغ الصينية للبتروكيماويات مقابل 3.4 مليارات دولار، ما يمنحها وصولًا مباشرًا إلى مصفاة بطاقة 400 ألف برميل يوميًا.
تحالفات دولية ومشروعات كبرى
تعمل أرامكو أيضًا على تنفيذ مشروع مشترك ضخم مع شركة توتال إنرجي الفرنسية بقيمة 11 مليار دولار، ضمن مشروع ساتورب في المملكة، والذي من المتوقع أن يبدأ إنتاج 1.65 مليون طن متري سنويًا من الإيثيلين بحلول عام 2027.
ويعكس هذا المشروع توجه المملكة نحو تعزيز الصناعات البتروكيماوية وجعلها مركزًا صناعيًا عالميًا متكاملًا في قطاع الطاقة.
السعودية.. نموذج عالمي للتوازن بين الكفاءة والاستدامة
من خلال الكفاءة التشغيلية العالية، والاستثمار الذكي، والتكاليف المنخفضة، تثبت السعودية قدرتها على قيادة قطاع الطاقة العالمي بثقة واستدامة.
ولا تقتصر إنجازات أرامكو على كونها أكبر منتج للنفط في العالم، بل تمتد لتصبح نموذجًا في التوازن بين الربحية والمسؤولية البيئية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى بناء اقتصاد مستدام ومتنوع.
