سودافاكس – أفادت مصادر محلية في ولاية شمال كردفان بوقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مدينة بارا، يُتهم بتنفيذها عناصر من قوات الدعم السريع، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ اندلاع الحرب في السودان.
ووفقاً للمصادر، فقد قُتل المئات من السكان في هجمات عنيفة بدأت فجر السبت الماضي، عندما اقتحمت الميليشيا الأحياء السكنية وهاجمت المدنيين دون تمييز بين الأعمار أو الجنسين.
وتُقدَّر حصيلة الضحايا بأكثر من 300 قتيل، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينما ما تزال عشرات الجثث في الشوارع وسط صعوبة في الوصول الإنساني إلى المناطق المنكوبة.
شهادات عن تعذيب ممنهج وعمليات نهب واسعة
ذكرت شهادات من ناجين أن عناصر من الدعم السريع نفذوا عمليات تعذيب ممنهجة في مراكز احتجاز مؤقتة داخل المدينة، شملت الضرب والحرق والصعق بالكهرباء، في محاولة لانتزاع معلومات أو لبث الرعب بين السكان.
وأضافت الشهادات أن المليشيا نهبت المنازل والأسواق، واستولت على الماشية والمحاصيل الزراعية، ما أدى إلى تدمير ممتلكات عامة وخاصة وإحداث كارثة إنسانية في المدينة التي يعتمد سكانها على الزراعة كمصدر رئيسي للمعيشة.
تقارير عن اختفاء قسري لعشرات المدنيين
وفي تطور مقلق، أبلغت عائلات محلية عن اختفاء قسري لأكثر من 50 شخصاً عقب الهجمات، وسط مخاوف من تعرضهم للاعتقال أو القتل خارج نطاق القانون.
وأكدت منظمات حقوقية محلية أن المدينة تعيش عزلة تامة بسبب انقطاع الاتصالات وصعوبة وصول فرق الإغاثة، داعية إلى تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين في بارا.
دعوات لفتح ممرات إنسانية ومحاسبة المتورطين
طالب ناشطون ومنظمات إنسانية المجتمع الدولي بـالتحرك العاجل لحماية المدنيين في شمال كردفان، وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات، إضافة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي وصفوها بـ“الانتهاكات الممنهجة”.
وأكدت مصادر ميدانية أن الوضع الإنساني في بارا يزداد سوءاً، مع نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، واستمرار النزوح الجماعي من الأحياء المتضررة.
