الطائف.. مدينة الورد تبحث عن نهضتها من جديد

تُعد مدينة الطائف واحدة من أجمل مدن المملكة العربية السعودية، حيث تتميز بطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل على مدار العام، ما أكسبها ألقابًا عديدة مثل: عروس المصايف، مدينة الورد، بوابة مكة، و العاصمة الصيفية للمملكة. وقد كانت الطائف لسنوات طويلة مركزًا للحراك الحكومي في الصيف، ومقرًا للعديد من المؤتمرات والفعاليات الوطنية والدولية، ما جعلها محط أنظار الزوار والمستثمرين والسياح على حد سواء.

5 كافيهات.. الأعلى تقييماً في الطائف

تراجع في الفعاليات والمشاريع السياحية

ورغم ما تشهده المملكة من نهضة تنموية شاملة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – ضمن رؤية السعودية 2030، فإن مدينة الطائف تبدو وكأنها فقدت جزءًا من بريقها السابق. توقفت بعض المشاريع السياحية عن العمل، فيما تدنّى مستوى تشغيل أخرى. ومن أبرز الأمثلة على ذلك: حديقة الملك فيصل، وحديقة الملك فهد، ومنتزه النقبة الحمراء، وسوق عكاظ، الذي كان يُعد من أبرز رموز الطائف الثقافية.

مرصد الطائف.. وجهة سياحية ستكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط

البنية التحتية.. معاناة على الطرق وتأخر في المشاريع

يواجه سكان وزوار الطائف تحديات متزايدة في شبكات الطرق، حيث تعاني الشوارع داخل المدينة وخارجها من رداءة الأسفلت وكثرة المطبات، وهو ما يجعل التنقل مرهقًا ومزعجًا، خاصةً عند المقارنة بمدن مجاورة مثل جدة ومكة المكرمة. كما يشهد مشروع الطريق الدائري بطئًا ملحوظًا في التنفيذ رغم مرور أكثر من عشر سنوات على انطلاقه. ويُضاف إلى ذلك المشروع السياحي الذي كان من المقرر أن يربط بين الهدى والشفا، والذي لم يبدأ العمل فيه حتى الآن.

الطائف الجديد.. وعود لم تتحقق بعد

المنطقة المعروفة باسم الطائف الجديد شرقي المدينة، والتي تضم أحياء مثل الرميدة ووادي جليل، لا تزال تعاني من ضعف أعمال السفلتة رغم الوعود المتكررة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وتشير التقديرات إلى أن ما أُنجز من أعمال لا يتجاوز 1% من الطرق المخططة، ما تسبب في معاناة السكان، خاصة خلال موسم الأمطار، حيث تتلف المركبات وتتعرقل الحركة اليومية بسبب تجمع المياه.

الرياضة في الطائف.. دعم غائب وطموحات مؤجلة

في الجانب الرياضي، يعاني ناديا عكاظ ووجّ من ضعف الدعم المالي والفني، ما أدى إلى بقائهما في الدرجات الدنيا من الدوري السعودي، في وقت شهدت فيه أندية حديثة من مناطق أخرى دعمًا مكثفًا جعلها تصل إلى الدرجة الأولى والممتاز.

الطائف بين الماضي المجيد والمستقبل المنتظر

تبقى الطائف رمزًا للجمال الطبيعي والتاريخ العريق، لكنها اليوم تحتاج إلى دفعة جديدة من الاهتمام والتطوير لتواكب النهضة المتسارعة التي تشهدها مناطق المملكة. فالسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين تتجه بوصلة الطائف؟ وهل تعود قريبًا إلى موقعها الريادي كعروس المصايف ومركز الإشعاع السياحي والثقافي في المملكة؟

Exit mobile version