سودافاكس – في عام 1975، وفي قلب مركز Boeing Flight Services Center بالولايات المتحدة الأمريكية، التُقطت صورة تاريخية جمعت ثمانية من الطيارين السودانيين الذين حملوا حلم الطيران السوداني إلى آفاق العالمية. كانوا هناك للتدريب على واحدة من أحدث الطائرات في ذلك الزمن — Boeing 737 — في دورة لم تكن عادية، بل كانت بداية رحلة طويلة من الريادة والتميز في سجل الخطوط الجوية السودانية (سودانير).
✈️ وجوه صنعت مجد سودانير
في الصف الأمامي، الجالسان من اليمين:
الكابتن شوبرا: الطيار الهادئ ذو النظرة الثاقبة، أحد أعمدة الفريق بخبرته الكبيرة وحضوره المتزن.
الكابتن الأمريكي المشرف: بابتسامته الهادئة ونظرته الحازمة، كان الجسر الذي جمع بين التقنية الأمريكية والطموح الإفريقي العربي.
في الصف الأوسط، الواقفون من اليمين:
الكابتن عمر حجازي: شاب طموح تتقد في عينيه شرارة الحلم، عُرف بحماسه وأسئلته الذكية، ليصبح لاحقًا من أبرز طياري سودانير.
الكابتن حسين التلب: رمز الدقة والانضباط، كان يدوّن كل ملاحظة وكأنها كنز للأجيال القادمة.
الكابتن آدم السنوسي: الطيار الذي أثبت جدارته حتى كتب اسمه بين عمالقة الطيران السوداني.
وفي الصف الخلفي، الواقفون بثبات وثقة:
الكابتن محمد عبدالعزيز: قائد بالفطرة، صاحب شخصية قيادية ملهمة.
الكابتن فتاح ساتي: هادئ الطباع، عميق التفكير، يزن كلماته كما يزن قراراته في قمرة القيادة.
الكابتن يوسف إبراهيم موسى: مثقف واسع الاطلاع، مرجع لزملائه في كل ما يتعلق بتقنيات الطيران الحديثة.
📸 أكثر من مجرد صورة
لم تكن الصورة مجرد توثيق لتدريب عابر، بل شهادة على جيل من الرواد الذين حملوا راية سودانير بإخلاص وكفاءة.
في الغربة اجتمعوا، لكن هدفهم كان واحدًا: أن يعودوا إلى وطنهم بعلم وخبرة تليقان باسم السودان.
وقد فعلوا — نقلوا خبرتهم جيلًا بعد جيل، فصنعوا تاريخًا يظل مصدر فخر لكل سوداني.
🕊️ أمل يتجدد
اليوم، بعد مرور نصف قرن على تلك الصورة، ما زالت القصة تلهمنا بالأمل بأن سودانير ستنهض من جديد،
وتعود لإرسال كباتنها إلى أحدث مراكز التدريب العالمية،
استعدادًا لتشغيل الطائرات الحديثة التي تعاقدت على شرائها.
فكما كان أولئك الطيارون رمزًا للانضباط والطموح، يمكن لجيل اليوم أن يحمل المشعل ويكتب فصلًا جديدًا من فصول المجد الجوي السوداني.
وليس ذلك على الله ببعيد.
