سودافاكس – في صباحٍ كان يفترض أن يكون مليئًا بالفرح، تحوّل لقاء أسري مؤثر في مطار بورتسودان إلى لحظة تأمل في واقع مؤلم، يكشف جانبًا من معاناة المسافرين مع بعض العاملين في خدمات نقل الأمتعة.
من لحظة استقبال إلى موقف استغلال
يقول صاحب القصة إن أسرته وصلت إلى مطار بورتسودان قادمة من الهند بعد رحلة طويلة، وبينما كان يستعد لمساعدتهم في نقل الحقائب، عرض شابان يعملان في عربات الشحن (تريلو) المساعدة في نقل ست حقائب لمسافة لا تتجاوز 100 متر من الصالة إلى موقف السيارات.
لكن المفاجأة كانت عندما طالباه بمبلغ 40 ألف جنيه سوداني مقابل هذه الخدمة البسيطة.
مهنة شريفة.. ولكن!
يضيف الكاتب: “أنا لست ضد الدفع أو تقدير الجهد، فقد عملت في شبابي في مهنة العتالة بميناء بورتسودان، وأعرف قيمة التعب والعرق. لكن ما حدث لم يكن تقديرًا للعمل، بل استغلالًا واضحًا.”
وبعد جدال، تدخل سائق الأجرة وأقنعهم بقبول 20 ألف جنيه، رغم أن الأجرة العادلة – بحسب تقدير الكاتب – لا تتجاوز 10 آلاف جنيه.
دعم الشباب لا يعني الصمت على التجاوز
يشير الكاتب إلى أنه من أبرز المدافعين عن تمكين الشباب العاملين في المطار، باعتبارهم أبناء وطن يسعون بجهد شريف لكسب الرزق، لكنه يوضح أن التعاطف لا يعني تبرير الاستغلال، فالمسافر الذي دفع مقابل تذكرة السفر لا يجب أن يكون ضحية لممارسات غير منضبطة.
دعوة إلى إدارة المطار لوضع ضوابط واضحة
يوجه الكاتب نداءً صريحًا إلى إدارة مطار بورتسودان بضرورة تحديد تسعيرة رسمية لخدمات نقل الأمتعة، تحفظ كرامة العامل وتمنع استغلال المسافرين، مقترحًا أن تُعلن هذه الأسعار بشكل واضح داخل المطار.
العدالة في التفاصيل الصغيرة
يختم الكاتب حديثه بدعوة مؤثرة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية** في أبسط صورها، قائلاً:
“العدالة لا تكتمل إلا حين نراها في التفاصيل الصغيرة، في المطار، في الحقيبة، وفي الكلمة الطيبة التي تُقال في وجه الاستغلال.”
