ما هو فيروس ماربورغ؟
مرض فيروس ماربورغ (Marburg virus disease – MVD) هو مرض نزفي فيروسي شديد يسببه نوعان من الفيروسات ذات صلة بفيروس الإيبولا. يهاجم هذا الفيروس الأوعية الدموية ويسبب نزفًا حادًا عند بعض المرضى، وقد يؤدي إلى فشل أجهزة حيوية ومضاعفات حادة. عادةً يبدأ المرض بمرحلة تشبه الإنفلونزا قبل أن يتطور في بعض الحالات إلى أعراض نزفية وعصبية خطيرة.
كيف ينتقل فيروس ماربورغ؟
تنتقل العدوى عادةً عبر:
- التعرض المباشر لسوائل جسم مصاب (دم، لعاب، بول، براز، قيء، إفرازات مهبلية أو سمية).
- التلامس مع أسطح أو أدوات ملوثة بسوائل المريض (معدات طبية غير معقمة، ملابس، أو أدوات).
- الاتصال المباشر أو الوثيق بالحيوانات الحاملة للفيروس — وخاصة خفافيش الفاكهة أو الرئيسيات المصابة.
ما هي فترة الحضانة؟
فترة الحضانة (الفترة بين التعرض وظهور الأعراض) قد تصل حتى 21 يومًا في بعض الحالات؛ لذلك يُطلب مراقبة الأعراض لمدة 21 يومًا بعد التعرض المحتمل أو بعد العودة من منطقة تفشٍّ للفيروس.
متوسط أعمار المصريين يرتفع 20 سنة.. وزير الصحة يكشف مفاجأة
طريقة حجز موعد جواز السفر السوداني للمغتربين
الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف السودانيين والعرب.. هل نحن مستعدون للعصر الجديد؟
الأعراض: كيف يظهر المرض على مرحلتين
تتطور أعراض ماربورغ عادةً على مرحلتين:
المرحلة الأولى (تشبه الإنفلونزا) — 5 إلى 7 أيام:
- حمى مفاجئة وقشعريرة.
- صداع شديد وآلام عضلية.
- سعال والتهاب الحلق.
- طفح جلدي لدى بعض الحالات.
المرحلة الثانية (أعراض شديدة ونزيفية):
- ألم بطني أو صدري، قيء وإسهال حاد.
- دوخة وفقدان وزن سريع.
- دم في البراز أو القيء.
- نزيف من الأنف أو اللثة أو العينين أو الجهاز التناسلي.
- ارتباك عصبي أو تبدل في الحالة العقلية.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
- العاملون في التجارب الميدانية أو المختبرية مع الحيوانات البرية أو خفافيش الفاكهة.
- العاملون الصحيون الذين يتعاملون مع مرضى دون وسائل حماية مناسبة.
- المخالطون المباشرون للأشخاص المصابين (أفراد الأسرة، مقدمو الرعاية).
- الأشخاص الذين يعملون أو يزورون الكهوف أو المناجم التي تؤوي خفافيش حاملة للفيروس.
هل هناك علاج أو لقاح؟
حتى الآن لا يوجد علاج مضاد مخصّص أو لقاح معتمد لفيروس ماربورغ متاح على نطاق واسع. تُعدّ الرعاية الداعمة — مثل تعويض السوائل، المحافظة على توازن الأملاح، الأكسجين عند الحاجة، وعلاج الأعراض المصاحبة — حجر الأساس في تحسين فرص النجاة. تُجري الأبحاث على علاجات ولقاحات محتملة، لكنها لم تصل بعد إلى استخدام روتيني معتمد على الصعيد العالمي.
تاريخ وبائية: أين ظهرت وانتشرت من قبل؟
تفشيات ماربورغ نادرة لكنها مدمرة أحيانًا. سجلت حالات في عدة دول أفريقية عبر عقود: أنجولا (2004–2005)، أوغندا (حالات متفرقة)، غينيا الاستوائية وتنزانيا (2023)؛ كما حدثت أولى حالات التفشي خارج أفريقيا في ألمانيا ويوغوسلافيا عام 1967 نتيجة التعرض لقرود مستوردة. تتفاوت معدلات الوفيات بين 25% و80% بحسب التفشي وجودة الرعاية الطبية.
كيف يتم تشخيص الماربوغ؟
يعتمد التشخيص على اختبارات مخبرية متخصصة لكشف وجود الفيروس أو حمضه النووي (PCR) أو الأجسام المضادة. تأخذ عينات الدم تحت شروط أمان بيولوجي صارمة، وتتم عادةً في مختبرات مرخصة للتعامل مع فيروسات الحمى النزفية.
ما الإجراءات العلاجية المضادة للعدوى والوقاية؟
تتضمن إجراءات الوقاية والسيطرة ما يلي:
- عزل المرضى المشتبه بإصابتهم أو المؤكدين بالمستشفيات أو مراكز العزل.
- استخدام معدات الوقاية الشخصية (كمامات، نظارات واقية، مآزر وقفازات) لمن يتعاملون مع المرضى.
- تعقيم وتعامل آمن مع الأدوات الطبية والأسطح الملوثة.
- تجنب ملامسة سوائل جسم المرضى أو جثث المتوفين دون معدات حماية مناسبة.
- تجنّب ملامسة خفافيش الفاكهة أو لحوم الحيوانات البرية غير المطبوخة أو دخول كهوف مأهولة بالخفافيش.
- مراقبة الأشخاص الذين تعرضوا لحالة مؤكدة لمدة 21 يومًا وإبلاغ السلطات فور ظهور أي عرض.
ماذا تفعل إذا زرت منطقة تفشٍّ أو خالطت مصاباً؟
- راقب حالتك لمدة 21 يومًا لظهور أعراض الحمى أو القيء أو النزيف.
- ابتعد عن الآخرين واطلب الرعاية الطبية فور ظهور أعراض.
- أبلغ السلطات الصحية المحلية عن أي تعرض محتمل لتسريع إجراءات المراقبة والعزل.
الخلاصة
فيروس ماربورغ مرض نادر لكنه شديد الخطورة يُشبه الإيبولا في شدته وسلوكياته الانتقالية. لا يتوفر له علاج أو لقاح معتمد حتى الآن، لذا تعتمد السيطرة الكاملة على الكشف المبكر، العزل، والرعاية الداعمة بالإضافة إلى التدابير الوقائية الصارمة لمنع انتقال العدوى.
