الفيزياء تمهّد الطريق للمقاتلات لتطير بسرعة تفوق 10 أضعاف سرعة الصوت

ب10 أضعاف سرعة الصوت يقترب حلم الطيران بسرعات “فرط صوتية” من أن يصبح واقعًا، وذلك بفضل دراسة جديدة نشرتها
مجلة Nature Communications تكشف عن تقدم علمي قد يسمح بتطوير طائرات
– عسكرية وتجارية – قادرة على التحليق بسرعة تصل إلى ماخ 10، أي أكثر
من 12 ألف كيلومتر في الساعة.

سرعة الصوت الطيران بسرعة تغير قواعد اللعبة

هذه السرعات الخيالية تعني إمكانية قطع المسافة بين سيدني ولوس أنجلوس في أقل من مدة عرض فيلم،
أو وصول مقاتلة من واشنطن إلى بكين في أقل من ساعة. وبينما تصل بعض الطائرات العسكرية اليوم
إلى ماخ 2 أو ماخ 3، فإن القفز إلى ماخ 10 يتطلب تجاوز تحديات حرارية وهندسية ضخمة.

جدة تحتضن الجولة الختامية لرالي WRC 2025 لأول مرة في تاريخ المملكة

السعودية تدرس إلغاء الموافقات الطبية في التأمين الصحي

الاضطراب الهوائي.. العقدة الأكبر

عند هذه السرعات الهائلة، يؤدي احتكاك الهواء إلى درجات حرارة كافية لتحويل الهواء إلى بلازما،
كما يتغير سلوك الهواء جذريًا كلما اقتربت السرعة من سرعة الصوت أو تجاوزتها، مما يجعل حسابات
الرفع والدفع أكثر تعقيدًا.

إلا أن الدراسة الجديدة تعيد الاهتمام بـفرضية موركوفين التي ظهرت منتصف
القرن الماضي، وتقترح أن الاضطراب الهوائي عند السرعات العالية جدًا يشبه بدرجة كبيرة الاضطراب
عند السرعات المنخفضة.

تجربة علمية تحسم الجدل

أجرى فريق البحث تجربة في نفق رياح بسرعة ماخ 6، حيث حُقن غاز الكريبتون ثم أُضيء بواسطة ليزر
ليشكّل خطًا متوهجًا يمكن تتبع حركته عبر كاميرات فائقة الدقة. وأظهرت النتائج أن نمط الاضطراب
عند هذه السرعة لا يختلف كثيرًا عن السرعات المنخفضة، مما يوفر دليلًا قويًا يدعم فرضية موركوفين.

هذا الكشف العلمي يبسط بشكل كبير نماذج حساب الاضطراب الهوائي، ويقلل من الحاجة إلى حواسيب
خارقة لحل المعادلات المعقدة، ما يفتح الباب أمام تصميم طائرات فرط صوتية بسهولة أكبر.

انعكاسات مستقبلية ضخمة

يرى العلماء أن فهم الاضطراب الهوائي بسرعات عالية قد يمهّد الطريق لطائرات تجارية تقطع
القارات في دقائق، وطائرات عسكرية تفوق قدراتها أي شيء موجود حاليًا، بالإضافة إلى تقنيات
جديدة للوصول إلى الفضاء دون صواريخ تقليدية.

ومع أن الدراسة لا تقدم تصميمًا لطائرة فعلية، فإنها تضع الأساس العلمي الذي كان مفقودًا لسنوات،
وتقرّب البشرية خطوة مهمة نحو جيل جديد من الطائرات التي قد تغيّر مفهوم النقل العالمي بالكامل.

Exit mobile version