سودافاكس – دعت الحكومة الفرنسية مواطنيها إلى رفع مستوى التأهب لاحتمال نشوب صراع مع روسيا، فيما أثارت تصريحات عسكرية جديدة موجة جدل واسع داخل فرنسا. وشددت وزيرة الدفاع كاثرين فوتريان على ضرورة تعزيز “الروح الدفاعية الوطنية”، مؤكدة أن أي دولة لا تستطيع الصمود دون قوة معنوية جماعية.
وجاءت هذه التحذيرات بعد تصريحات قائد أركان الجيش الفرنسي، الجنرال فابيان ماندون، الذي دعا الفرنسيين إلى الاستعداد لتحمّل «خسارة الأبناء» في حال اندلاع صراع أوروبي واسع، ما أثار ردود فعل حادة من المعارضة.
خطة الطوارئ الفرنسية: استعداد منزلي لثلاثة أيام
أصدرت الحكومة دليلاً توعوياً بعنوان «الجميع مسؤولون»، يتضمن توصيات عملية للتحضير لحالات الحرب أو الكوارث الكبرى. ويوصي الدليل كل أسرة بتجهيز عدة طوارئ تكفي لمدة ثلاثة أيام، تشمل:
- 6 لترات ماء لكل شخص
- طعام معلب وأدوية أساسية
- راديو يعمل بالبطاريات
- مصباح يدوي
- كتب وألعاب للتسلية
وتأتي هذه التوجيهات ضمن مبادرة حكومية أوسع يقودها الرئيس إيمانويل ماكرون، تتضمن إطلاق خدمة عسكرية تطوعية وزيادة المشاركة المجتمعية في مواجهة الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة.
تصعيد التحذيرات العسكرية والردود السياسية
أكد الجنرال فابيان ماندون في خطاباته أن “الروح الوطنية” عنصر أساسي في قدرة فرنسا على مواجهة أي تهديد روسي محتمل بحلول عام 2030، محذراً من ضرورة تقبّل الخسائر الاقتصادية والشخصية في سبيل تعزيز الإنتاج الدفاعي.
تصريحاته أثارت موجة انتقادات من اليمين واليسار، متهمين الحكومة بإعداد الرأي العام لحرب قادمة. لكن وزيرة الدفاع أوضحت أن «الكلمات أُخرجت من سياقها»، وأن الهدف الحقيقي هو رفع الوعي وليس إرسال المواطنين إلى جبهات القتال.
تقديرات استراتيجية فرنسية: مواجهة محتملة بين 2027 و2030
يشير التقرير الاستراتيجي الوطني 2025 إلى أن فرنسا يجب أن تستعد لاحتمال تدخل عسكري كبير في أوروبا خلال السنوات 2027–2030، لافتاً إلى أن أي هجوم روسي على دولة عضو في الناتو سيستدعي مشاركة القوات الفرنسية تلقائياً وفق المادة الخامسة من معاهدة واشنطن.
