تسعى اليابان إلى إعادة صياغة مستقبل التعليم من خلال خطوة جريئة تهدف إلى ترسيخ القيم الأخلاقية قبل التركيز على التحصيل الدراسي. فقد أعلنت وزارة التعليم اليابانية إلغاء الامتحانات التقليدية للأطفال في المرحلة الابتدائية، مؤكدة أن السنوات الأولى من عمر الطفل يجب أن تُخصَّص لبناء الشخصية، وتعزيز المسؤولية، وتنمية مهارات التواصل والاحترام.
شركة عالمية تسحب شوكولاتة شهيرة من الأسواق
ويأتي هذا التحول ضمن رؤية وطنية تسعى إلى تخفيف الضغط الدراسي المبكر عن الأطفال، واستبدال الاختبارات بأنشطة تربوية تركز على التعاطف، والسلوك المجتمعي، والانضباط الذاتي. كما تهدف هذه الخطوة إلى إعداد جيل قادر على التعامل بوعي مع تحديات المستقبل، بعيداً عن سباق الدرجات والاختبارات.
اليابان تركز على بناء الإنسان قبل التعليم الأكاديمي
تشير وزارة التعليم إلى أن السنوات الأولى من الدراسة ستكون موجهة لتعزيز القيم الأخلاقية عبر برامج تفاعلية تشمل العمل الجماعي، وحل المشكلات، والمشاركة المجتمعية، بدلاً من الحفظ والتلقين. كما ستعمل المدارس على تطوير بيئات تعليمية تُشجّع الطفل على التساؤل، والبحث، والتجربة، دون خوف من التقييم أو الرسوب.
الهدف: بيئة تعليمية أقل توتراً وأكثر إنسانية
تؤكد السلطات التعليمية في اليابان أن الامتحانات المبكرة تسبب توتراً وضغطاً نفسياً للأطفال، في حين أن السنوات الأولى يجب أن تكون مساحة آمنة للبناء النفسي والاجتماعي. وتشدد على أن تطوير السلوك والمهارات الحياتية يشكّل الأساس الحقيقي لتفوق الطالب في مراحل لاحقة، سواء أكاديمياً أو مهنياً.
تجربة تعليمية قد تغيّر نموذج التعليم عالمياً
يرى خبراء التعليم أن هذه الخطوة قد تُعيد تعريف مفهوم التفوق الدراسي على مستوى عالمي، وأن نجاحها في اليابان قد يدفع دولاً أخرى إلى تبني نموذج تعليمي يضع الإنسان قبل الدرجات، ويركز على خلق بيئة شاملة تحترم احتياجات الأطفال النفسية والاجتماعية.
