تتكرر في السنوات الأخيرة عبارة “سمنة الأمعاء”، ويظن البعض أنها تعني تراكم الدهون داخل الأمعاء نفسها، لكن الحقيقة العلمية مختلفة تمامًا. هذا المصطلح يشير إلى اختلال توازن بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم)، وهو عامل مؤثر جدًا في الشهية، الحرق، الدهون، والمزاج. وقد أثبتت عشرات الأبحاث خلال العقد الأخير أن اضطراب الميكروبيوم قد يكون سببًا مباشرًا في زيادة الوزن.
هل توجد “سمنة الأمعاء” فعلاً؟
نعم، ولكن بمعنى زيادة البكتيريا التي تعزز السمنة وقلة البكتيريا التي تدعم الحرق.
الحالة العلمية الدقيقة تُسمّى:
اضطراب الميكروبيوم – Gut Dysbiosis
وتؤدي إلى:
ارتفاع الشهية
تخزين أسرع للدهون
بطء في معدل الحرق
زيادة الالتهابات الدقيقة في الجسم
وبسبب تأثيرها الكبير على الوزن أطلق عليها الناس “سمنة الأمعاء”.
هل الجزر يقوّي النظر؟ اليك الحقيقة العلمية بعيدًا عن الشائعات
بعد مسيرة استمرت 23 عاماً .. جون سينا يعلن اعتزاله المصارعة الحرة رسمياً
كيف تتحكم بكتيريا الأمعاء في وزنك؟
1) امتصاص أكبر للسعرات من نفس الطعام
تفاوت نسب البكتيريا بين الناس يغيّر كمية السعرات الممتصة.
البكتيريا من نوع Firmicutes تزيد السمنة، بينما Bacteroidetes تساعد على النحافة.
الأشخاص المصابون بالسمنة غالبًا لديهم:
ارتفاع Firmicutes
انخفاض Bacteroidetes
بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%.
2) التأثير على الجوع والرغبة في السكر
عندما يختل توازن الميكروبيوم:
تزداد بكتيريا تنتج مركبات تدفع الدماغ لطلب السكريات والدهون.
تقل بكتيريا الشبع، فيظهر الجوع السريع والشهية المفتوحة.
3) التحكم في هرمونات الجوع والشبع
الميكروبيوم يؤثر على:
الإنسولين
اللبتين (هرمون الشبع)
الجريلين (هرمون الجوع)
وعند اختلال التوازن ترتفع قابلية تخزين الدهون ويقل الحرق.
4) الالتهابات الخفية التي تزيد الوزن
بكتيريا ضارة داخل الأمعاء تسبب التهابات دقيقة تؤدي إلى:
إبطاء الحرق
مقاومة الإنسولين
زيادة الدهون في منطقة البطن
5) النوم والتوتر يغيران تركيبة الميكروبيوم
قلة النوم والضغوط اليومية تضعف البكتيريا النافعة وتزيد الضارة، ما يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن ودخول الشخص في حلقة مستمرة من الجوع والالتهابات.
كيف تعالج “سمنة الأمعاء” بطريقة طبيعية؟
1) تناول 30 نوعًا من النباتات أسبوعيًا
توصية بحثية من جامعة هارفارد.
يشمل ذلك:
خضار، فواكه، بقوليات، مكسرات، أعشاب، حبوب كاملة.
التنوع = تنوع البكتيريا النافعة.
2) إدخال البروبيوتيك الطبيعي يوميًا
مثل:
الزبادي البلدي
الكفير
المخللات المخمّرة طبيعيًا
الكمبوتشا
تساعد في استعادة البكتيريا المفيدة خلال أسابيع.
3) تقليل السكر لأقصى درجة
السكر يغذي البكتيريا الضارة ويمنع نمو الأنواع المفيدة.
4) النوم الجيد 7–8 ساعات
النوم من أقوى عناصر إصلاح الميكروبيوم.
5) تجنّب المضادات الحيوية إلا عند الضرورة
لأنها تقتل البكتيريا النافعة وتحتاج بعدها الأمعاء لوقت طويل لاستعادة التوازن.
6) تناول الألياف بانتظام
الألياف هي الغذاء الأساسي للبكتيريا المفيدة.
أفضلها:
الشوفان
التفاح
البقوليات
الخضار الورقية
بذور الكتان والشمر
هل يؤدي تحسين الميكروبيوم إلى فقدان الوزن؟
نعم، فالدراسات تشير إلى أن إعادة توازن بكتيريا الأمعاء يمكن أن يساعد على خفض الوزن بين 3 إلى 10 كغ خلال 8–12 أسبوعًا، عند دمجه مع تغذية مناسبة.
الخلاصة
“سمنة الأمعاء” ليست دهونًا في الأمعاء، بل اختلال في بكتيريا القناة الهضمية.
الميكروبيوم يتحكم في الشهية، امتصاص السعرات، الهرمونات، الالتهابات، والنوم.
وإصلاحه يمكن أن يصنع فارقًا واضحًا في الوزن والصحة خلال فترة قصيرة.

