الحملة التي تستهدف الصحفي المخضرم ناصف صلاح الدين هذه الأيام هي حملة ممنهجة ومقصودة، وليست جديدة.
تعود القصة إلى أواخر حكم الإنقاذ قبل سقوط البشير، حيث بدأ إثمها؛ د. أمين حسن عمر في حوار مصور، قال فيه إن ناصف هو (البعشوم)، ومن ثم روّج لها (الكيزان)، ثم (الدعامة)، وأخيراً (الكيكلاب).
عقب فض اعتصام القيادة العامة، كان ناصف يكتب في صفحته ذائعة الصيت (مونتي كاروو) أدق التفاصيل عن تحركات ومناورات الميليشيا وأطماعها السياسية، ودعمها الدولي والإقليمي، ومؤامراتها الداخلية.
فحميدتي واستخباراته كانوا يعتقدون أن ناصف هو ذات شخصية (البعشوم) الغامضة، والآن أبو عاقلة كيكل وأفراد درعه يؤمنون بنفس الفرية.
لناصف من الشجاعة والشرف ما يمكّنه من فضح أي جهة والكتابة عنها بكل وضوح دون تلوين، وكتاباته وأرشيفه موجودان ومتاحان للجميع، وليس آخرها الحديث عن القائد العام للجيش ورئيس هيئة الأركان.
تربية ناصف وتاريخه وأصله تجعله يتوقف عندما يتعلق الأمر بالأعراض والشرف، فلا يخوض فيهما، ونشهد له بذلك؛ عفيف اللسان، لا يضع قدميه في تلك المستنقعات الآسنة.
كثيراً ما تعرض للتهديد بالتصفية والسجن، لكن الآن صار التهديد علنياً بملاحقة أسرته.
نقول لأي جهة كانت – ميليشيا أو سابلة الآسافير المسعورة بنهش أعراض الناس والقذف بالاتهامات الباطلة – هذا الأمر يضعكم في طائلة القانون الجنائي، وحينها لن تتمسك بكم الدويلة، وسيطالكم الإنتربول، وستخضعون للمحاكمات. ولن نرفع عنكم القلم ما لم نراكم خلف قضبان السجون.
تعلموا المواجهة بشرف ورجولة، بدلاً من الابتزاز الرخيص؛ لكن الانحطاط والتسفل يليقان بكم.
رسالة أخيرة لقائد درع السودان (كيكل)، أمسك عليك جنودك الذين يهددون علناً أسرة بريئة لا ناقة لها ولا جمل في أمر لا دخل لها به، بل مجرد أوهام وشائعات.
أي مكروه يصيب ناصف أو أسرته، في رقبتك أنت يا كيكل.
وعلم جنودك يقودوا خلافاتهم بشرف ونخوة، ولا يهددوا الأسر الآمنة. (شابكننا نحن الفرسان والتوب العشاري الباهي زيقه)، وأنتم تهددون خلق الله والأسر!
