تايلاند – كمبوديا: 500 ألف نازح وانتشار المعارك رغم الوساطة الدولية

تواصلت المواجهات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا على مدى أسبوعين كاملين، ما أدى إلى نزوح أكثر من نصف مليون مواطن كمبودي، إضافة إلى مئات الآلاف من التايلانديين المتأثرين مباشرة بالاشتباكات العنيفة. وتأتي هذه الأحداث في ظل مساعٍ دولية حثيثة لاحتواء أسوأ أزمة حدودية تشهدها جنوب شرق آسيا منذ سنوات.

وقالت وزارة الداخلية الكمبودية في بيان صدر الأحد (21 ديسمبر) إن تبادل إطلاق النار الكثيف على الحدود مع تايلاند تسبب في نزوح ما يزيد على 518 ألف مواطن خلال الأسبوعين الماضيين، بعد تعرض منازلهم ومدارسهم لضربات مدفعية وغارات جوية، ووصفت الوضع بأنه “معضلة خطيرة” تهدد حياة المدنيين.

من جانبها، أعلنت السلطات التايلاندية أن النزاع أثّر على نحو 400 ألف مدني، يعيش أكثر من 200 ألف منهم في مراكز إيواء مؤقتة. ووفق حصيلة رسمية، فقد أسفرت الجولة الراهنة من القتال منذ 7 ديسمبر عن مقتل 22 شخصًا في تايلاند و19 في كمبوديا، بينما استخدمت القوات من الطرفين أسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدفعية وطائرات مسيرة ومقاتلات حربية.

وساطة دولية مرتبكة وجهود أمريكية متعثرة

شهدت الأشهر الماضية محاولات وساطة مكثفة قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حاول تسويق دوره كـ”صانع سلام” من خلال اتفاق مشترك وقعه قادة تايلاند وكمبوديا في كوالالمبور بدعم أمريكي. وربط ترامب نجاح الاتفاق باتفاق تجاري جديد بين البلدين، سعيًا إلى تحقيق توازن سياسي واقتصادي في المنطقة.

لكن عملية السلام سرعان ما تعرضت للانهيار بعد تبادل الاتهامات بين البلدين. إذ اتهمت بانكوك كمبوديا بزرع ألغام جديدة في المنطقة المتنازع عليها، ما أدى إلى تعليق تنفيذ الاتفاق بشكل أحادي، وتصاعد القتال مجددًا.

وفي حين أعلن ترامب مطلع ديسمبر عن “وقف إطلاق نار جديد” بين الجانبين، سارعت الحكومة التايلاندية إلى نفي تلك التصريحات، مؤكدة عدم التوصل إلى أي اتفاق حقيقي.

قمة آسيان في كوالالمبور: الفرصة الأخيرة؟

من المقرر أن تعقد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اجتماعًا طارئًا لوزراء الخارجية في كوالالمبور يوم الاثنين، بدعوة من ماليزيا، لبحث حل سياسي للنزاع الحدودي الذي يتمركز حول منطقة برياه فيهير – المنطقة التي تبلغ مساحتها 4.6 كيلومتر مربع، والتي سبق أن أقرت محكمة العدل الدولية ملكيتها لكمبوديا عام 2013.

هكذا بدأت محطات الدريس للوقود في سامودة قبل 68 عامًا

شاهد أول صورة لمنزل كريستيانو رونالدو في منتجع نجومة بالبحر الأحمر

رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم أجرى اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة أنوتينه ونظيره الكمبودي هونغ ماناي، داعيًا الجانبين إلى تغليب لغة الحوار والتهدئة. لكن بانكوك شددت على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يستند إلى تقييمات عسكرية ميدانية، وطالبت الجانب الكمبودي بالمبادرة أولًا.

ويراقب المجتمع الدولي التطورات المقبلة لمعرفة ما إذا كانت قمة آسيان ستنجح في إبرام وقف لإطلاق النار وإنهاء الأزمة الإنسانية المتصاعدة في المنطقة الحدودية.

Exit mobile version