يعتقد كثيرون أن الإحساس بالعطش هو أول إشارة يرسلها الجسم عند نقص الماء، لكن العلم يؤكد أن الجفاف يبدأ في الواقع داخل الدماغ قبل أن يشعر الإنسان بالعطش نفسه. فالعقل هو أول من يتأثر بنقص السوائل، حتى قبل ظهور أي أعراض جسدية واضحة.
كيف يكتشف الدماغ نقص الماء؟
يحتوي الدماغ على خلايا متخصصة تُعرف بـ”مستقبلات الأسمولية”، وظيفتها مراقبة تركيز الأملاح والسوائل في الدم. وعند فقدان الجسم كمية بسيطة من الماء – قد لا تتجاوز 1 إلى 2% – يرتفع تركيز الصوديوم في الدم، فتستشعر هذه الخلايا الخلل فورًا وتبدأ بإرسال إشارات تحذيرية مبكرة.
ما الذي يحدث داخل الدماغ قبل الإحساس بالعطش؟
قبل أن يشعر الإنسان بالحاجة إلى شرب الماء، تبدأ تغيرات دقيقة بالحدوث، من بينها:
انخفاض طفيف في حجم خلايا الدماغ نتيجة فقدان السوائل
تباطؤ في الإشارات العصبية بسبب قلة الماء
تراجع في التركيز والانتباه
شعور مبكر بالصداع أو التشوش الذهني
ولهذا السبب قد يشعر الشخص بالتعب الذهني أو ضعف التركيز دون أن يدرك أن السبب الحقيقي هو نقص الماء.
هل يجوز الأكل من العقيقة أم تُخرج كلها لله؟.. أمين الفتوى يجيب
ظاهرة فلكية مميزة ترى بالعين المجردة.. القمر يقترن بكوكب زحل مساء الجمعة
لماذا يتأخر الإحساس بالعطش؟
العطش ليس أول إنذار يطلقه الجسم، بل يأتي بعد محاولات داخلية للحفاظ على التوازن، مثل تقليل فقدان السوائل وتنظيم ضغط الدم. وعندما يظهر الإحساس بالعطش، يكون الجسم قد دخل فعليًا مرحلة الجفاف الخفيف.
علامات مبكرة للجفاف الدماغي:
ضعف مفاجئ في التركيز
صداع خفيف غير مبرر
شعور بالخمول أو النعاس
تقلب المزاج وسرعة الانفعال
بطء في التفكير واتخاذ القرار
وغالبًا ما تختفي هذه الأعراض سريعًا بعد شرب كمية كافية من الماء.
كيف نحمي الدماغ من الجفاف؟
ينصح الخبراء بـ:
شرب الماء بانتظام دون انتظار العطش
بدء اليوم بكوب ماء
شرب الماء كل 60–90 دقيقة
زيادة السوائل أثناء الحر أو المجهود البدني
مراقبة لون البول ليكون فاتحًا كدليل على الترطيب الجيد
الخلاصة:
الجفاف لا يبدأ في الفم، بل في الدماغ. وقبل أن نشعر بالعطش، يكون التركيز قد بدأ في التراجع. الحفاظ على شرب الماء بانتظام ليس مجرد عادة صحية، بل وسيلة أساسية لحماية الدماغ وتعزيز الأداء الذهني اليومي.
