زيادة مضطردة في الاستثمارات الأجنبية بقطاع تعدين الذهب

من المتوقع أن يحقق السودان بنهاية العام إنتاجا قياسيا من الذهب مقارنة مع العام الماضي إذ متوقع أن يصل إلى أكثر من (100) طن مقارنة مع 93.4 طنا، في 2016م أي بنسبة 13.9% مقارنة بإنتاج عام 2015 الذي بلغ 82 طنا، في حين بلغت الصادرات في العام الماضي 28.9 طنا فقط. وفى ظل تزايد توجه الاستثمارات الأجنبية نحو المعدن الأصفر تعوِّل الحكومة كثيراً على المنتج في دعم الاقتصاد، وكانت قد بلغت قيمة صادرات الذهب السوداني 1.15 مليار دولار في العام الماضي، مقارنة بـ 753 مليون دولار في عام 2015.
وتلزم الحكومة السودانية منتجي الذهب في التعدين الأهلي والمنظم ببيع إنتاجهم لصالح بنك السودان المركزي بحسب السعر الرسمي للدولار.
ويحدد بنك السودان المركزي سعرا رسميا للدولار بنحو 6.7 جنيهات، بينما يصل السعر في السوق الموازية إلى 19.35 جنيها.وظلت الحكومة تعتمد على الذهب كمصدر أساسي للنقد الأجنبي بعد فقدانها لثلاثة أرباع العائدات النفطية، بسبب انفصال جنوب السودان في 2011.
وشهد الربع الأول من العام الجاري صعودا نسبياً في إقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن، عوضا عن الاستثمارات الأخرى في ظل توقعات بأن يعاود الذهب الارتفاع .لكن جاءت هذه التوقعات مخيبة في السوق السوداني حيث هبطت أسعار الذهب إثر الاحتمالات القوية باستمرار تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عقب رفع العقوبات الأمريكية.
وتشير التوقعات العالمية الى أن أسعار الذهب سترتفع 15%، لعام 2017 كما يتوقع أيضا أن يظل الدولار متراجعا، مما سيدفع البنوك المركزية في العالم إلى تكوين الاحتياطات من الذهب عوضا عن الدولار. مما سيدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع. إذ من المتوقع أن يلامس سعر الذهب في مطلع الربع الأول من 2017 1400 دولار للأونصة.
ويبدو أن عام 2017م سيكون مبشرا بالنسبة لإنتاج الذهب حيث سلمت شركة سودامين “الذراع الخدمي” لوزارة المعادن الدفعة الثالثة من إنتاجها والبالغة (120) كيلو من الذهب لوزارة المالية نهاية الأسبوع الماضي . وفي الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة كشف وزير المعادن د. أحمد محمد محمد الصادق الكاروري عن ارتفاع عدد الشركات الكبيرة المنتجة إلى (34) شركة قابلة للزيادة خلال العام الجاري ، لافتا إلى أن هذا الأمر سيزيد إنتاج قطاع التعدين المنظم شيئا فشيئا،
ورغم إجراءات الحكومة للحد من تهريب الذهب إلا أن كميات كبيرة منه تهرب إلى الخارج نسبة لوجود حدود شاسعة مع عدد من دول الجوار، فيما يتم تصدير الذهب بصورة منظمة إلى دول الخليج حيث استحوزت دبي على ما نسبته 40% من تجارة الذهب في العالم وجاء ذلك حسب آخر إحصائيات تم الإعلان عنها في مؤتمر دبي للمعادن الثمينة.
وتواجه الشركات العاملة في القطاع بعض التحديات المتمثلة في استخدامات الأراضي ومقاومة الأهالي لعملها لاعتقادهم بتسببها في تلوث البيئة وهذا ما أدى إلى تعرض شركة الهدف لخسائر فادحة في معداتها بلغت (44) مليون جنيه.
سيف جامع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.