قالت الصحفية السودانية رشـان أوشي إن ما يُعرف بـ”الرباعية الدولية” يبدو أنه دخل فعليًا طور التفكك والانهيار، في أعقاب التصعيد العلني وغير المسبوق بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بشأن الملف اليمني.
السعودية: الخطوات التي قامت بها دولة الإمارات تعد بالغة الخطورة
تآكل منظومة التفاهمات الخليجية
وأوضحت أوشي أن منظومة التفاهمات السياسية والعسكرية التي حكمت المرحلة السابقة داخل التحالفات الإقليمية بدأت تتآكل بشكل واضح، مشيرة إلى أن الخلاف لم يعد خلافًا تكتيكيًا محدودًا، بل تحول إلى صراع نفوذ مكشوف يعكس انهيار الثقة بين الطرفين.
تداعيات تتجاوز اليمن.. السودان في مرمى الصراع
وأكدت أن هذه التطورات لن تبقى محصورة داخل الجغرافيا اليمنية، مرجحة أن تمتد تداعياتها إلى ملف الحرب في السودان، عبر:
- إعادة تموضع قوات الدعم السريع، التي وصفتها بأنها وكيل إماراتي في السودان.
- تصعيد التنافس الإقليمي على النفوذ والموارد داخل الأراضي السودانية.
- تداخل مسارات الصراع اليمني والسوداني ضمن صراع إقليمي أوسع.
مجلس القيادة الرئاسي اليمني يمنح القوات الإماراتية مهلة 24 ساعة للمغادرة
واشنطن المستفيد الأكبر من التشظي الخليجي
ورأت أوشي أن الولايات المتحدة الأمريكية تبدو المستفيد الأكبر من هذا الانقسام، حيث يفتح التنازع الخليجي المجال أمام الابتزاز الدبلوماسي والسياسي، مع ازدياد:
- تدفق الأموال مقابل المواقف السياسية.
- ارتفاع قيمة “الخدمات الأمريكية” في السوق الإقليمي.
- تحويل الأزمات إلى عوائد مالية، خصوصًا في ظل نهج إدارة دونالد ترامب.
السعودية والخسائر الاستراتيجية
وأشارت الصحفية السودانية إلى أن المملكة العربية السعودية كانت من أكثر الأطراف تضررًا من سياسات أبوظبي، ليس فقط على حدودها الجنوبية، بل أيضًا عبر تقويض الثقة داخل التحالفات الإقليمية.
ومع اتساع رقعة الخلاف، حذرت من أن المنطقة بأسرها تتجه نحو مرحلة صراعات متداخلة، يصعب فصل ملفاتها عن بعضها البعض.
