المرأة في يومها العالمي.. إنجازات تضيء عبقريتهــا

قطعاً لم تعد حواء مهيضة جناح، ولا هي بحاجة إلى دعم أحد، المرأة اليوم تقود الرجال عياناً بياناً، وبكفاءة برهنت عليها الألمانية أنغلينا ميركل التي توجه مستقبل أوروبا برمتها، ولولا المفاجآت التي يخبئها القدر، لكانت هيلاري كلينتون الآن تتحكم في دفة العالم بأسره براً وبحراً وفضاءً، وأما كريستين لاغارد فهي المرأة التي تذكرك بمارغريت تاتشر الحديدية، حيث تكتب روشتات علاج اقتصادات العالم، يمنة ويسرة، من خلال صندوق النقد الدولي الذي تديره منذ سنوات.

فلماذا هنالك يوم للمرأة حتى الآن بعد المساواة؟ ما دام هنالك يوم لتكريم الأم والطفل؟ هل لأن القوانين في العالم ما تزال تنتهك حقوق المرأة وتزري بها؟ هل هناك من يحرم المرأة حق تقلد منصب مهما علا شأنه؟ أو ينتقص من أجرها أو يفرق بينها وبين الرجل الأجر والامتيازات؟

لماذا يوم المرأة؟ هل للتعاطف مع حقوقها المضيعة أم لتحية إنجازاتها العبقرية؟.. وقبل أن نستطلع آراء شريحة من نساء اليوم الشابات، يحق لنا أن نتساءل عن عبقرية المرأة، هل تتركز في السياسة والتخصصات ذات الطابع الاجتماعي والإنساني كما تدل المؤشرات؟

أم لماذا نرى أن تجربة عقود طوال، من نيل المساواة في الفرص والتعليم والتجارب لم تمنحنا عبقريات نسوية في مصاف آينشتاين وستيفن هوكينغ وشكسبير وسارتر ونيتشة وفان غوخ، صحيح أن حقل العلوم قدم للإنسانية ماري كوري التي اكتشفت عنصر الراديوم ولكن قليل مثلها؟

فأين المشكلة؟، هل المجتمع الذكوري الذي يستخدم شماعة أحياناً وفزاعة أحياناً أخرى هو المانع من أن تنال جائزة نوبل في العلوم نساء بنسب أفضل مما هو واقع (6% فقط).. ثم عربياً، أين مقابل الأفذاذ من أمثال زويل وفاروق الباز ومحمد عابد الجابري؟

هذا طبعاً ليس تشكيكاً في قدرات المرأة، فهي أمنا وحبيبتنا وابنتنا، بقدر ما هو تساؤل صحفي مشروع في اليوم المناسب (فالصحافة تبحث عن الحقيقة) ويتطلب الأمر بالضرورة مواجهة بدلاً من مساعي الانتصار العاطفي والمجاملات التي لا تبني حضارة، نحن نحتاج لعبقرية المرأة العربية بالذات لاستئناف الحضارة التليدة.. فأين المشكلة؟

وكيف يمكننا تجاوزها لصالح بناء حضارة الإنسان على نحو أسرع وأوسع، يداً بيد، على كوكب الأرض..

مسألة جينات

تقول سارة باقر رئيسة برنامج التوحد بمركز دبي للتوحد: ربما لا يوجد نساء عبقريات كثر كالرجال في العلوم والفيزياء والتكنولوجيا، ذلك أن جينات «اضطراب العباقرة» تصيب الرجال أكثر من النساء، ومع ذلك فهذا لا ينفي وجود عباقرة سيدات مثل مبل غراندين، وهي أستاذة في علم الحيوان في جامعة ولاية كولورادو، ومؤلفة للكتاب الأكثر مبيعاً، واستشارية في سلوك الحيوانات في مجال المواشي.

اشتهرت غراندين التي لديها التوحد ذو الأداء الوظيفي العالي من خلال نشاطاتها من أجل الأشخاص من ذوي التوحد، واختراعها آلة العناق المصممة للأشخاص ذوي الحساسية المفرطة. وقد أُنتج عنها سنة 2010 فيلم سينمائي يحكي سيرتها الذاتية.

أما فيما يخص حصول المرأة على حقوقها وما إذا كانت في حاجة إلى مساندة فتقول باقر: أنا ضد فكرة المساواة، لأن الإسلام كرم المرأة وجعلها في مرتبة أعلى من أن تطالب بالمساواة، فالمرأة في الإسلام لها مكانتها المرموقة واحترامها الكبير، وحكومة دولة الإمارات عززت مكانتها، حيث تبوأت أعلى المواقع، في صدارتها شغل منصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ولا شك في أن الفضل في ذلك يعود إلى ما قامت به القيادة الرشيدة من جهود مشهودة لتمكين المرأة حتى تصدرت الدولة عن جدارة المراتب الأولى في احترام المرأة عالمياً.

وتستكمل حديثها قائلةً: ولكن بعض النساء أسأن استخدام هذا، لدرجة أنهن تعدين على العادات والتقاليد، واليوم نرى الرجل يطالب بحقوقه، على الرغم من بساطة الأمر فليس هناك تحدٍ بين رجل وامرأة، ولكن هناك تكامل واحترام، فلا بد من أن تفهم المرأة أنها حتى لو اعتمدت على نفسها مادياً، ستظل هي أساس المنزل، وسيظل الرجل بحاجة إليها لكي يشتكي لها همومه وأوجاعه.

لنساء قادمات

بينما ترى الكاتبة والإعلامية نجيبة الرفاعي، أن عدم بروز نجم المرأة في سماء التكنولوجيا والاختراعات يعود لكونها غير متفرغة كالرجل، فهو يستطيع التنقل بكل حرية والابتعاد لفترات طويلة، وهذا لا يناسب طبيعة المرأة، وهذا ليس تقليلاً من كفاءتها، فقد أثبتت قدراتها في جميع المجالات وقدرتها على النجاح والتفوق، وهناك اليوم إماراتيات وسعوديات في الجامعات لديهن اختراعات، فالنساء – كما تشير الرفاعي – قادمات في تلك المجالات وعلى الرجل أن يأخذ حذره وحيطته.

وتضيف: تعتبر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رائدة الحركة النسائية في دولة الإمارات، ويعود لسموها الفضل في تأسيس الاتحاد النسائي العام، فيما يتميز النهج الذي طرحته في مجال العمل النسائي، بالتوازن بين السعي إلى الانفتاح على روح العصر وبين الحفاظ على الأصالة العربية، وتشير الرفاعي: الرجل اليوم يحترم المرأة ويساندها ويدعمها، الأمر الذي جعل الإمارات تعيش داخل مجتمع متوازن متكافئ، يسوده الحب والاحترام.

طموحات مغايرة

تؤكد صالحة غابش مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة أن المرأة الإماراتية وصلت في الفترة الأخيرة إلى مكانة متميزة على جميع الصعد والمستويات، فالقيادة ساندتها منذ وقت مبكر، ومنذ تأسيس الدولة حازت ابنة الإمارات دورها الطبيعي في المشاركة، وفي عملية البناء والتنمية، حيث آمن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بقدرات المرأة وأهمية دورها بصفتها شريكة للرجل في بناء الوطن، فقدم لها الدعم منذ البداية، لتحقق المرأة نجاحات كبرى في مختلف المجالات.

وتضيف: ولكن يبقى دخول المرأة المجالين الأدبي والعلمي خجولاً بعض الشيء، وربما يعود ذلك إلى كون المجال الثقافي في حاجة لاهتمام مضاعف، ودعمه بصورة أكبر، أما الاختراعات العلمية فربما لم تجد المرأة مكانها فيها، ووجدت أن طموحاتها تتماشى مع مجالات أخرى استطاعت أن تثبت فيها نفسها، ولكن هذا لا ينفي وجود مبدعات يحتجن إلى تسليط الضوء عليهن بصورة أكبر وتشجيعهن على مواصلة المشوار.

أريدك أن تفهمني

الأديبة الإماراتية المعروف مريم جمعة فرج، تبتدر لنا النقاش باعتراف تقول فيه: لقد تغيرت الصورة عما كانت عليه في السابق، فلغاية التسعينات، نذكر أننا في الجمعيات النسائية الإماراتية، كنا ندعو إلى المساواة والاستقلال الاقتصادي للمرأة، وغيرها طبعاً، إلى جانب الوعي، وكان البعض يتناقل هذه النكتة أن المرأة والرجل «عدوان»! هذا كل ما كانوا يفهمونه تقريباً.

لكن في هذه المرحلة لم تعد مفردات كضعيفة أو مضطهدة تتردد كثيراً، لقد استبدلتها المرأة بالقول للرجل أنا أريدك أن تفهمني، وعندها سنؤسس لمجتمع إنساني.

وتضيف مريم: إن من بيننا كمجتمع عربي، نساء مضطهدات، هناك مشردات ولاجئات ونازحات ومظلومات، ونساء تضيق بهن سبل العيش في مناطق الصراعات والحرب بأعداد كبيرة ومخجلة، وبينما الرجال يتحاربون تتعرض المرأة لظروف حياتية قاسية في المخيمات، هي وأطفالها «أسرتها»، وعندما تنظر إلى مستوى صناعة القرار، تجد أن من يشارك في المفاوضات والرغبة في السلام وشرح هذه المعاناة هم في غالبيتهم من الرجال كما ترى، بينهم نساء أجنبيات، عوضاً عن أن تشرك هذه المرأة في جعل الآخرين يتعاطفون معها لتحسين ظروف حياتها وحياة أسرتها.هناك من تحتاج إلى الدعم في أي مكان من عالمنا العربي.

ثم تجيب مريم جمعة فرج عن تساؤلنا: لماذا ماتزال المرأة عالمياً وبوجه عام أقل عمقاً من الرجل في الإبداع الأدبي والفني والتقني.. بمعنى أن عدد العباقرة من النساء في الأدب والشعر والابتكارات العلمية بالذات أقل بكثير من الرجال، رغم تكافؤ الفرص حتى في الغرب؟..

تقول: المرأة بدأت الكتابة والمشاركة على الصعيد الثقافي متأخرة عن الرجل في كل أنحاء العالم تقريباً، ومع ذلك فهي تسعى إلى اللحاق بالركب وهذا واضح، وهو واضح أيضاً في مشاركتها السياسية والاجتماعية، وبوجه عام هي ليست أقل عمقاً فيما تبدعه، أما عن عدد العبقريات في الإبداع واعتباره قليلاً رغم تكافؤ الفرص، فأتصور أن المرأة تظلم أحياناً لظروف يعرفها المجتمع تتعلق بامتلاك السلطة، عموماً ينبغي للمرأة أن تمتلك القدرة على حمل الآخرين على التضامن معها.

وعما إذا كانت تؤمن بما يسمى «أدب المرأة وإبداع المرأة».. تضيف مريم: صحيح أن الإبداع إنساني، لكن في جزء منه نجد أن الكتابة تجسد الحياة، والحياة تحتوي على هذا التنوع والاختلاف في ألوانها وأشكالها، هكذا هي الأشياء التي تعطي الخصوصية والثراء والتكامل لكل شيء، إبداع المرأة في جزء منه يحسب على هذه الخصوصية.

وأقتبس مضيفة مما يقوله أستاذنا الكبير د. عبدالله الغذامي في مقدمة كتابه «المرأة واللغة»، يقول: «وحينما نترك المجال لصوت المرأة كي يتكلم ويعبر، فإننا بهذا نضيف صوتاً جديداً إلى اللغة، صوتاً مختلفاً. ونفتح باباً للنظر ظل مغلقاً على مدى طويل وفي كل الثقافات. فلنستنطق هذا الصوت ولنكشف عن إفصاحه وما يدل عليه وما يعلن عنه». نعم هناك إبداع للمرأة.

تشغل أدواراً أخرى مهمة كالتربية والإنجاب ورعاية الأسرة

الإعلامية سامية زينل عبدالله، تقطع بأنه: لم تعد المرأة في مجتمعنا تلك الضعيفة المغلوب على أمرها، بل أصبحت تشغل أدواراً كثيرة تضعها محط اهتمام وذات رأي مؤثر، لما تقدمه من إنتاجية في جميع المجالات، أثبتت قدراتها الميدانية والفكرية لتصبح إحدى المحركات الأساسية للعمليات التطويرية في المجتمع.

وتضيف: لو تعمقنا في القوانين لوجدنا أن المرأة حظيت باهتمام بالغ، خصص لها في القوانين والتشريعات ما يحفظ لها حياتها واحترامها. كما أولت دولة الإمارات المرأة اهتماماً بالغاً، وذلك من خلال تمكينها ومساواتها بالرجل في الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما شهدناه في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ في أن تشغل المرأة أدواراً فعالة تسهم في صنع القرار.

أما لماذا ما تزال المرأة عالمياً وبوجه عام أقل عمقاً وإسهاماً من الرجل في الإبداع الأدبي والفني والتقني.. فعدد العباقرة في الأدب والشعر والابتكارات العلمية أقل بكثير رغم تكافؤ الفرص حتى في الغرب؟

تقول سامية زينل: المرأة لا تقل أهمية في الإسهامات الإبداعية والفنية والتقنية، فهي حاضرة في كل مكان، ربما يقل عدد النساء المبتكرات في بعض المواقع، ولكن هذا لا يعني أن دورها قد تم إلغاؤه، على العكس، المرأة تشغل أدواراً مهمة وأساسية أخرى مثل التربية والإنجاب والاهتمام بسلامة الأسرة.

وترى سامية أن الفن هو الفن ولا يرتبط بجنس معين، ولا أَجِد أن الأدب النسائي اسم منطقي لأدوار المرأة في المجال الأدبي، الأساسيات هي نفسها ولم تتغير في تشكيل الأديب الناجح.. ولكن ربما تتميز المرأة في إعطاء الصور الجمالية بشكل بليغ، وهذا الأمر يرتبط بغريزتها كونها امرأة تغلب عليها العاطفة في الكثير من الأمور.

المرأة تنتج بلا حدود لذلك ترفض القيود

الأديبة عائشة العاجل تنفي أن تكون المرأة مضطهدة يوماً في مجتمعنا، تقول: لم تكن المرأة ضعيفة ومضطهدة يوماً في مجتمعنا، فمنذ البدء كانت العون والعضد للرجل. فقد هيئت بالفطرة للصبر وتحمل المسؤوليات ومن زمن الغوص وحتى الْيوم هي الملهم والدافع للجميل في الحياة.

هل القوانين في مجتمعاتنا تظلم المرأة وتمنعها حقوقها تتساءل عائشة وتجيب: على العكس، ففي الإمارات هناك دعم حقيقي وتمكين للمرأة، وكل القوانين في صالحها من أجل أن تحقق ذاتها وتكسب مكانتها، وقد فسحت لها كل المجالات لكي تخوض الحياة بحرية إلى جانب الرجل الذي يدعمها في النجاح ويقف إلى جانبها فخوراً بمنجزها.

وعما إذا كانت مطالبات المرأة المستمرة بمزيد من المكاسب السياسية والاجتماعية استغلالاً لحجة الحقوق المضيعة، تقول: هذا الطرح غير وارد، خاصة أن المطالبة بمزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي طموح مرتبط بالتطورات والتغيرات التي تجعلها حتمية، وهي تسعى لها من أجل المجتمع فهي الملهمة وهي عجلة التطوير ووقوده.

لايزال الطريق ممتداً نحو غايات لا تـحدها حدود

الأديبة إيمان اليوسف تعدد أسماء الفائزات بجائزة نوبل في الآداب على وجه المثال: سفيتلانا أليكسيفيتش عام 2015، أليس مونرو 2013، هيرتا ميلير 2009، دوريس ليسينغ 2007، ألفريد جيلينيك 2004 هذه أسماء الفائزات بجائزة نوبل فرع الآداب منذ بداية الألفية الثالثة.

قد لا يصل العدد إلى المرحلة التي تعادل فيها المرأة الرجل مناصفة ـ إلا أنها بالتأكيد نسبة مرتفعة مقارنة بنسبة النساء اللاتي فزن بالجائزة للفرع ذاته منذ إطلاقها. بشكل عام فإن لنوبل في الآداب طابعاً خاصاً هذا ليس مجال الإسهاب فيه.

وتضيف إيمان اليوسف: المرأة اليوم تحصل على حقوقها كاملة عالمياً، وفي وطننا الغالي الإمارات لايزال الطريق طويلاً أمامها وأمام المجتمع الذي هو بحاجة أكبر من الجهات الحكومية والمؤسسات والقضاء لفهم هذه الحقوق ومعرفة الكيفية التي عليه التعامل من خلالها معها.

أعني، في الوقت الذي تصل فيه الدولة والقيادة الرشيدة إلى مرحلة عالية ومتقدمة من الوعي من تمكين المجتمع من خلال المرأة غير مكتفين بتمكينها هي فقط، نُجابه بالمقابل بضعف في وعي المجتمع بحقوقها.

وترى إيمان أنه إن كان هناك من ظلم يقع بأي شكل من الأشكال على المرأة فهو من المرأة نفسها. أن تظلم نفسها بفقر معرفتها بهذه الحقوق، وأن تظلم بنات جنسها بالأفكار المجحفة التي تختار أن تتبناها وتنشرها وأن تربي أبناءها عليها، الأبناء الذين سيشكلون المجتمع وتوجهاته «وبينهم ذكور طبعاً».

في نهاية القرن التاسع عشر، حين طالبت المرأة بحق التصويت والانتخاب، اعترض الكثير بحجة أنها غير قادرة على تكوين رأي سليم. ردت النساء أن «الرجل» قادر على الانتخاب والاختيار بغض النظر عن مدى قدرته على التفكير المنطقي واستراتيجية الاختيار لديه. أيضاً، فإن المرأة تعيش نتائج أجندة الشخص المُنتخب وآثار قراراته كما يعيشها الرجل، فلم لا يكون من حقها التصويت؟

احتجاج النساء على تلك القضية، هي ذاتها التي أحتج بها اليوم على من يدعي أن المرأة تطالب بأكثر من حقها أو أنها تختلف عن الرجل في أي جانب. الخلل يكون في مجتمع يراها بحاجة أصلاً للمطالبة بحقوقها. أتساءل عمن يصدق فكرة «ضعف المرأة» بعد كل ما نراه من عطائها وإنجازاتها سواء اليوم أو قبل عشرات السنين؟

8

يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، تقديراً لدورها في مختلف نواحي الحياة، وقد استحقت حواء هذا الاحتفاء الذي اكتسبته بعد إسهامات ومثابرات، وبدأ هذا الاحتفال السنوي في أعقاب أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي عقد في باريس عام 1945م.

وكان أول احتفال بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة، ويتم الاحتفال خلال هذا اليوم بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.

ولكن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني المناسبة إلا سنة 1977م، عندما أصدرت قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.

ثمار النهضة

تقول د. سلوى السويدي، طبيب أخصائي أول طب المسنين والشيخوخة، ومدير ملتقى الأسرة، إن المرأة الإماراتية صاحبة الحظ الأوفر في جني ثمار النهضة العملاقة التي حدثت في دولتنا، وأخذت نصيبها من إنجازاتها، فكانت عاملاً مساعداً في مسيرة التطور ودعم عجلة التنمية، وبلغ ما حققته مرتبة العالمية، فأصبحت مثالاً مشرفاً يحتذى به في العالمين العربي والإسلامي، بل على المستوى الدولي، فقد تخطينا مرحلة تمكين المرأة.

وهي بطبيعتها تبدع في المجالات التي يكون فيها عطاء، لذلك نراها مدرّسة ناجحة وطبيبة متفوقة، لأنها مثل الشمعة تحترق لكي تضيء المكان لكل من حولها، وقريباً سنراها تقف على المسرح للحصول على جائزة نوبل في الفيزياء والعلوم.

فقد أثبتت الإماراتية جدارتها وتميزها في كل ما تولت من مهام وأوكل إليها من مسؤوليات، وأكدت حضورها القوي وعطاءها المتميز في خدمة الوطن في مختلف مجالات العمل.

ماري كوري

ماري كوري هي الأولى التي تحصل على جائزتي نوبل، الأولى في 1903 في الفيزياء بالمشاركة مع زوجها «بيير كوري» و«هنري بيكوريل»، لفضلهم وبحوثهم في ظاهرة الإشعاع، وكانت بذلك هي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل. والثانية بعد ثماني سنوات في عام 1911 حصلت على الجائزة الثانية في الكيمياء، اعترافًا بفضلها في تقدم الكيمياء باكتشاف عناصر «الراديوم» و«البولونيوم».

أجاثا كريستي

تعد أجاثا كريستي أعظم مؤلفة روايات الجرائم في العالم، فقد اشتهرت بكتابة روايات الجرائم الشيقة ويتضح ذلك من خلال عدد المبيعات التي حققتها رواياتها والتي وصلت إلى بيع أكثر من مليار نسخة من رواياتها وترجمتها إلى العديد من اللغات حول العالم. تتميز روايات كريستي باحتوائها على كم هائل من الألغاز والحيل والغموض الشيء الذي يجعل منها روايات بوليسية مشوقة جدا ولن يرتاح لها بالك حتى تنهيها.

طالما ردَّدت هذه الكاتبة، أن أعظم متعة يحس بها المؤلف هي اختراع الحبكاتِ، ففي قصصها ورواياتها كما في مسرحياتها نجد ذلك (الكم) الهائل من (الألغاز) و(الحبكات الغامضة) سواء كان ذلك في البناء القصصي أو المعمار الدرامي أو في الحوار أو الشخصيات، قارئ كريستي بالإنكليزية يلحظ دون أدنى شك أنها استخدمت لغة وسطى سلسة وسيالة.

فرنسواز ساغان

قدمت الكاتبة الفرنسية فرنسواز ساغان ما يفوق الأربعين كتاباً منها: «مجرد ابتسامة»، «السرير المستخدم»، «الكلب ينام»، «في شهر، في سنة»، «المرأة المتبرجة» وغيرها من الروايات التي مهما طالت اللائحة لذكرها أو تعدادها فلن تتمكن من أن تنال من وهج الرواية الأولى التي انطلقت كالشرارة الملتهبة في سماء حياتها الصاخبة لتشكل إلى جانب اسمها ركناً أساسياً من اسطورتها: «صباح الخير أيها الحزن» كتبت ساغان هذه الرواية مطلع العام 1954 ولم تسحر بها الفرنسيين وحدهم، بل وبعد عام واحد، وما إن تمت ترجمتها إلى الإنكليزية صدرت في أميركا لتحقق رقماً قياسياً في التوزيع حيث قفزت إلى المرتبة الأولى في لائحة «أروع القصص» في «نيويورك تايمز».

كانت ساغان تعبر في روايتها عن امرأة قلقة، في مجتمع قلق، تتفتح فيه بوابات الحرية أمام النساء، وكذلك فخاخ الانهيارات العصبية.

سيمون دي بوفوار

سيمون دي بوفوار أحد أبرز الأعلام المؤسسين للفلسفة النسوية، التي بذلت ما وسعها من أجل تقديم إجابات شافية عن سؤال: كيف بنى العقل البشري فكرة النوع؟ وكشفت عما أسمته بالهزائم الكبرى للمرأة في تاريخ البشرية. في سنة 1954 نشرت دي بوفوار روايتها الشهيرة «المثقفون» التي حازت على أبرز الجوائز الأدبية في فرنسا، كجائزة «الغونكور».
البيان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.