لماذا منعت السعودية مواطنيها من السفر إلى تايلاند؟

100 مشجع سعودي فقط تمكنوا من السفر إلى بانكوك لمؤازرة المنتخب الأول ضد تايلاند ضمن تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى روسيا 2018.

وبسبب حظر السفر إلى تايلاند، فلن يتمكن السعوديون من السفر إلى البلد الآسيوي، إلا باستثناءات بسيطة، مثل المواطنين المتزوجين من زوجات ذوي أصول تايلاندية، أو رحلات العلاج لحالات مستعصية، أو في حال زيارة تايلاند اضطراريا مثل “ترانزيت” قامت به الخطوط الجوية الناقلة.

وتعود القصّة حينما قلّصت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع تايلاند، بعد مقتل ثلاثة دبلوماسيين واختفاء رجل الأعمال محمد الرويلي في بانكوك عامي 1989 و1990، دون أن تقدم بانكوك أحداً للعدالة في أي من الحالات”.

ويرجع جذر الخلاف السعودي التايلندي الذي تحول إلى قطيعة رسمية إلى العام 1989 عندما سرقت عاملة تايلندية مجوهرات تزن 90 كيلوغراماً قيمتها 20 مليون دولار من قصر في العاصمة السعودية الرياض، ولم تتم بعد استعادة عدد من الأحجار الكريمة منها ماسة زرقاء نادرة، وما زالت ملابسات حادثة السرقة غامضة، وأعقبتها سلسلة من الأحداث الدامية تورط فيها عدد من كبار قادة الشرطة في تايلاند.

وبعد عام من السرقة قُتِل ثلاثة دبلوماسيين سعوديين، هم فهد الباهلي وعبدالله بصري السيد وأحمد السيف في تايلاند في ثلاثة حوادث منفصلة في ليلة واحدة. وبعد شهر اختفى رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي الذي كان شاهداً على أحد حوادث إطلاق النار

وكانت تقارير صحفية لاحقة قالت إن الرويلي تعرض لعملية خطف على أيدي مجموعة من رجال الشرطة قبل أقل من أربعة وعشرين ساعة من موعد عودته إلى السعودية.

وتشير التقارير إلى أن خاطف الرويلي هو المقدم ،حين وقوع الحادثة، سموكيد بونثانوم وعشرة من رجاله، الذين نفذوا عمليتهم على بعد 12 متراً من مكتب الرويلي بعدما اعترضته سيارة واقتادوه إلى فندق صغير في ضواحي بانكوك، وضربوه بعدما حاولوا التحقيق معه في ما يعرفه عن قضية المجوهرات.

وعندما أصر على الرفض، نقلوه إلى مزرعة خارج العاصمة وأطلقوا عليه الرصاص، ثم أحرقوا جثته.

وسعت تايلاند منذ وقت طويل لتطبيع العلاقات مع السعودية، بعد النزاع الذي كلف التجارة الثنائية مليارات الدولارات، كما أضر بالسياحة وحرم مئات الآلاف من العمال التايلانديين المهاجرين من فرص عمل في السعودية.

لكن الأسئلة لا تزال مطروحة حول مكان الماسة الزرقاء الشهيرة، والسبب الذي جعل الحكومات المتعاقبة في تايلاند والشرطة التايلاندية تفشل في تعقب أثرها أو إلقاء القبض على قتلة السعوديين الثلاثة في طاقم السفارة السعودية

Exit mobile version