سيارة معالي الوزير

عندما أسمع أن أحد أبناء المسؤولين ارتكب مخالفة مرورية وهو يقود سيارة معالي الوزير “والده” أو “والدته” معالي الوزيرة ، أو تم القبض عليه متلبساً، أو متورطاً في جريمة ما وهو يقود العربة الدستورية وبكل صولجانها ونفوذها وحصاناتها ، أو تم ضبط سيارة “الدولة” التي يقودها ابن المسؤول الفلاني وبداخلها “بلوى” من بلاوي هذا الزمان ، عندما أسمع بكل هذه “البلاوي” التي تكاثرت وتناسلت، وأقارن بين هذي الأيام وأخرى قد خلت في زمن الفريق إبراهيم عبود رئيس جمهورية السودان الأسبق مثلاً، أجد أن مقارنتي عوراء بائن عوارها و”شتراء” عصية على “البلع” ،عندها أيقن أن البون شاسع جداً بين أيامنا هذي وهاتيك الأيام الخضراء…

الذين رووا لنا قصص وحكايات جميلة عن الفريق إبراهيم عبود والمشير جعفر نميري في الحرص على صيانة المال العام ، والعفة عنه والزهد فيه، رووا لنا أيضاً أن الفريق عبود ما كان يخصص لأفراد أسرته حرساً أو سيارة حكومية لتقلهم إلى مشاويرهم الخاصة ومناسباتهم الاجتماعية ومدارسهم ، وقد سبق أن قالت كريمة الفريق إبراهيم عبود(سلمى) “حين كان والدي رئيساً للسودان لم نركب أيّ سيارة حكومية ولم يحدث أن رافقنا حرس خاص وكان محرماً علينا أن نستغل أشياء عامة.

أما “التفحيط” الذي كان يحدث حتى وقت قريب – ولا أدري هل توقف أم لايزال يعمل بكفاءة ، سيقف شاهداً على أن جميع أوجه المقارنة معدومة بالمرة شاء الآخرون أم لم يشاءوا…

في ظني أن أمثال عبود ونميري قرأوا سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، في العفة عن المال العام والحرص عليه والزهد فيه، ثم استزادوا من سيرة عمر بن عبد العزيز في طهر اليدين والزهد ذاته، قرأوها واستوعبوها وآمنوا بها وعملوا بها، وأما أباء “المفحطين” على زماننا هذا قرأوا ولم يستوعبوا ولم يؤمنوا ولم يعملوا،أو أنهم آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم….اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله،وثق أنه يراك في كل حين.

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.