جيش جنوب السودان يواجه الجيش الأبيض

خاض جيش جنوب السودان اشتباكات الأحد، مع ميليشيا عرقية تعرف باسم “الجيش الأبيض” واتهم المتمردين بحشد هذه الميليشيا رغم عرضه هدنه لإنهاء الصراع المستمر منذ أسبوعين.
وأودى القتال بحياة 1000 شخص على الأقل وأحدث انقساماً في البلاد بعد نحو عامين من حصولها على الاستقلال عن السودان.

وأثار القتال في جنوب السودان أيضاً المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة بين أكبر قبيلتين في البلاد، هما الدنيكا والنوير، الأمر الذي قد يزعزع الاستقرار الهش في شرق إفريقيا.

وقال وزير الإعلام في جنوب السودان ميشيل ماكوي إن “الجيش الأبيض”، وهو ميليشيا مرهوبة الجانب تتألف بشكل كبير من شبان من قبيلة النوير يغطون أجسادهم بالرماد، اشتبك مع القوات الحكومية على بعد 18 ميلاً من مدينة بور بعد 5 أيام من طرد المتمردين منها.

ونفى متحدث باسم المتمردين أن يكون “الجيش الأبيض” خاضع لسيطرة نائب الرئيس السابق رياك مشار، وهو من قبيلة النوير ويعارض أتباعه الرئيس سلفا كير المنتمي لقبيلة الدنيكا.

وقال ماكوي لرويترز الأحد إن أعداد ميليشيا “الجيش الأبيض”، التي قدرت بنحو 25 ألف فرد، تناقصت بعد أن أقنعهم سياسيون بقبيلة النوير وزعماء قبائل بالتخلي عن توجههم إلى بور.

وأضاف ماكوي عبر الهاتف من جوبا، التي تبعد 190 كيلومتراً جنوبي بور “رفض نحو 5 آلاف التخلي عن السير وواصلوا تقدمهم إلى بور ثم طردوا القوات الحكومية من ماثيانج على بعد 18 ميلاً من بور”.

ويعرف “الجيش الأبيض” بهذا الاسم نسبة إلى الرماد الناتج عن حرق روث الابقار، الذي يغطون به أجسادهم لحمايتها من الحشرات، ويتسلحون بالبنادق والمناجل والعصي.

وقال المتحدث باسم المتمردين موسى رواي إن شباب النوير المسلحين “قوة نظمت بشكل مستقل” ولا تخضع لسيطرة مشار.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير إن المتمردين يقومون أيضاً بتعبئة الشبان والمدنيين المسلحين لهجوم ثان على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط.

ونقلت رويترز عن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر “إن نحو 25 ألف شخص يسعون للجوء إلى قواعد تابعة للمنظمة الدولية في البلدة، مضيفاً أن الشوارع أصبحت خالية وتعرض سوق البلدة للنهب.

وتابع “ثمة احساس واضح بالخوف بين الناس الذين إما فقدوا كل شيء أو محاصرين وسط إطلاق النار أو الذين لا يشعرون ببساطة بالأمان للبقاء في منازلهم”.

وأضاف أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن ما لا يقل عن 180 ألف شخص شردوا خلال القتال المستمر منذ 15 يوماً في جنوب السودان.

وقالت الأمم المتحدة إن تدخل “الجيش الأبيض” يزيد من حالة الاضطرابات في البلاد.

ورصدت طائرة هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة مجموعة من الشبان المسلحين على بعد 50 كيلومترا من بور لكنها لم تستطع تحديد عددهم.

وقال الجيش إن المتمردين تقدموا أيضا الأحد للاستيلاء على بلدة مايوم الاستراتيجية التي تبعد نحو 90 كيلومترا عن مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة والمعقل الرئيسي للمتمردين.

من جانبها، قالت الممثلة الخاصة للامين العام للمنظمة الدولية هيلدا جونسون في بيان “جنوب السودان لا يتحمل أي تصعيد آخر في الأزمة بدخول شبان مسلحين مما يضع مجتمعات في مواجهة أخرى. يمكن أن يفضي هذا في نهاية الأمر إلى حلقة مفرغة من العنف”.

وقال أقوير إنه إذا تكرر ما حدث في عام 1991 فإن “شيئاً لن يحول دون الدمار” وناشد مشار التدخل لوقف هؤلاء الشبان.

1 511896

اسكاي نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.