رجل مسن كاد أن يلقى حتفه السوق العربي.. (حفر) شارع السيد عبد الرحمن تصطاد المواطنين بلا رحمة

تجار: تردي البيئة يُظهر فشل الجهات المختصة

(حفر) شارع السيد عبد الرحمن تصطاد المواطنين بلا رحمة

سائقو حافلات: خطورة هذه الحفر لا تزال قائمة

تاجر: ما يوجعنا أن المحلية تتحصل رسوم نفايات بلا خدمات

الخرطوم: انتصار فضل الله

تمثل المنطقة الممتدة من شارع الحرية وحتى موقف الإستاد بالخرطوم غرب قمة الحراك المجتمعي والتجاري ويوجد بها العديد من المعارض والمحال التجارية والمطاعم والشركات والبنوك، وهي منطقة ذات منافذ مرورية محددة يمكن أن توصف بعنق (الزجاجة ) نسبة لكثافة المرور الواقع عليها وكثافة المشاة من المواطنين القاصدين المواقف وبغرض التسوق، رغم ذلك تعيش المنطقة في بؤرة من المشاكل البيئية والصحية، حيث تنتشر فيها النفايات المبعثرة والأتربة وتعاني شوارعها من الحفر العميقة التي تحولت إلى مكبات لبقايا الأطعمة ومخلفات بائعات (الشاي)، وتظهر سوأتها بعد انفجار مياه الصرف الصحي الأمر الذي يشوه منظرها ويفقدها القيمة الحضارية .

ضحايا الفخ

ينبسط وسط المنطقة شارع السيد عبد الرحمن الذي تمر عبره المركبات العامة القادمة من بحري وبري وغيرها من المناطق في طريقها إلى داخل الموقف، وتطل على جانبيه كبرى المحلات والمعارض والصيدليات، تغطي مساحته الحفر مختلفة الأحجام والمياه ذات الروائح (النتنة) التي تزكم الأنوف وتعوق الحركة بشكل كلي، والأتربة العالقة بسبب عدم سفلتة وصيانة الشارع نتيجة لذلك تلوثت الأطعمة والمشروبات المعروضة داخل المطاعم واضرت بصحة المواطنين، كما يوجد على امتداد الشارع من الجهة الجنوبية مجرى كبير به مياه راكدة خضراء اللون وتوجد به حفرة على شاكلة (فخ) لصيد العاملين بالمحلات وغيرهم من المواطنين، قبل أيام سقط رجل مسن أعمى داخل تلك (الحفرة) وتم إنقاذه من قبل المارة بعد أن غرق داخل بركة النفايات المخلوطة بفضلات المطاعم والمياه الراكدة، وأمس اصطادت ذات الحفرة (مختلاً عقلياً) اعتاد على الجلوس أمام صيدلية سماح وعند مروره بتقاطع السيد عبد الرحمن مع علي عبد اللطيف فقد توازنه فسقط في الحفرة ومنها إلى المصرف حيث قام بالاستحمام بداخله وملأ كفيه وشرب ولولا أصحاب المعارض لكان في عداد الموتى، وبسرعة هرع الجميع لإنقاذه وإسعافه وألبسه أصحاب المعارض ثياباً نظيفة وأحضروا له كوب (جنبة بالليمون) كمطهر للمعدة جراء الماء الملوث التي تناولها حتى لا يصاب بمرض، لم يمر وقت قليل حتى اصطاد الشارع فتاة ووالدتها كانتا تهمان بقطع الشارع.

لم تكن تلك فقط حوادث المنطقة، فحسب إفادة أصحاب المحلات أن الشارع يشكل خطراً حقيقياً للمارة والمركبات معاً، وكثرت حوادث وإصابات المواطنين بعد انتشار (الحفر) التي ظهرت بعد عمليات صيانة (انفجار المواسير) التي قامت بها الجهات المختصة، وأكدوا على أن المصائد الموجودة بتلك المنطقة صنعت بفعل فاعل ومسؤولية جهة معينة، ليس للكائن الذي كادت هذه الحفر أن تبتلعه دور فيها، وجزم تجار واصحاب محلات تجارية بأن الجهة المكلفة بتهيئة الشارع هي التي أهملته وصنعت تلك الحفر، وقالوا إن المسؤولية لا تعفيها عاتقها وعليها أن تتدخل في أقرب وقت لتفادي وقوع حوادث أخرى مع الإسراع لمعالجة انفجار مواسير المياه والصرف الصحي التي تغطي الشارع، وعلى المحلية أن تقوم بواجبها المتعلق بحمل النفايات طالما أنها تتحصل الرسوم شهرياً.

بيئة رديئة

فيما شكا عدد من أصحاب المحلات التجارية وسائقو المركبات من رداءة الطريق والمنطقة المحيطة به، وقالوا لـ(الصيحة) أمس: عُرفت منطقة الخرطوم غرب برداءة المنظر وسوء البيئة، وأن المحلية بجانب وزارة البنى التحتية معنية بمعالجة الطريق ونظافته وتصحيح وضع الحفر وردمها إضافة إلى سحب المياه من المجرى إلى جانب تغطية حفر الصرف الصحي.

فيما شكا مواطنون من صعوبة المرور بالشارع وصولاً إلى مواقف المواصلات، وأشاروا إلى أن المنطقة على امتداد شارع السيد عبد الرحمن وبالتحديد من الجهة الغربية لشارع الحرية، وإلى الإستاد تتحول في الخريف إلى برك ضخمة وضارة بصحة الإنسان والبيئة، وكد سائقو المركبات العامة أن سوء الشارع تسبب في خسائر كبيرة لا تحصى، حيث أضحى غير صالح لمرور المركبات وبات انسياب الحركة فيه صعباً للغاية، لافتين إلى خطورة الوضع على المشاة والسيارات على حد سواء مما تسببه من سقوط إطارات السيارات بها وكسر العوادم نظراً لعدم رؤية الحفر فيما يقوم بعض المواطنين بردم بعض الحفر.

معاناة متجددة

وأوضح التاجر عبد الصمد أحمد قسم الله صاحب محل (كسلا للموبايلات) معاناة التجار والعاملين في محيط الشارع بسبب البيئة السيئة والروائح الكريهة، وقال: إن تبعثر النفايات وكثرة مياه الصرف الصحي تسببت للعاملين وحتى المواطنين في كثير من الأمراض، والأخطر المياه الراكدة التي ملأت المصرف الرئيسي بمنطقة الخرطوم غرب حيث يزداد توالد البعوض والذباب وتسبب ذلك في انتشار الملاريا التي يعاني منها الكثيرون.

وأضاف: الشيء الموجع أن المحلية تأخذ رسوم نفايات ولا توجد خدمات، والنفايات ما زالت موجودة وتصدر منها روائح كريهة تزكم الأنوف، وأشار إلى أن المجرى الموجود يستغله المشردون لقضاء حاجتهم بشكل يومي، وأشار إلى أن هيئة الطرق قامت بسفلتة الشارع من اتجاه القيادة العامة، وهذا الأمر ساعد في تصاعد الغبار واستغل أصحاب المركبات شارع بنك فيصل وشارع الحرية للوصول إلى الإستاد، وناشد الجهات المختصة الاهتمام بالبيئة الحضرية لمنطقة الخرطوم غرب .

فيما قال صديق أحمد طالب ويعمل في محل لتجارة الشنط إن أغلب البضاعة تلفت وأصبحت قديمة نتيجة الأتربة وإن الضرر يتزايد بشكل يومي دون وجود معالجات، وطالب بصيانة الشارع وردم الحفر إلى جانب دفن (المجرى) أو نظافته لأنه أدى إلى توالد البعوض بكثافة وأصبحت الملاريا والتايفويد أمراضاً ملازمة للعاملين المحيطين بالمنطفة، وأشاد بدور أحد المواطنين الذي يقوم بدفن البرك يومياً عبر نقل التراب بدرداقته.

خطر ماثل

وأوضح (محمد ـ الرضي ـ طارق ) سائقو حافلات أن خطورة هذه الحفر المنتشرة على الطريق لا تزال قائمة خاصة إذا ظلت هكذا بلا متابعة أو إغلاق، وأضافوا أن الشارع محفوف بالمخاطر بسبب التعرج والحفر الكثيرة من بعد شارع الحرية وحتى موقف الإستاد الذي لم ينج من الأوساخ والمياه الراكدة والفوضى المنتشرة في الموقف والبيئة السيئة التي تقف فيها المركبات، متسائلين عن دور الجهات المختصة خاصة أن هذه الأشياء تسببت في مشاكل كثيرة للعربات خاصة أنها تفع على شارع عام وحيوي، وأضافوا: هناك حفر منتشرة بلا أغطية مما يجعلها مصيدة بشكل يومي للسيارات، حيث أرهقت المواطنين بوضع الأخشاب والحجارة أمامها لتلافي انزلاق المركبات بها لافتين إلى أن علاج المشكلة يجب أن يكون سريعاً لأنها خطر حقيقي على مرتادي الطريق.

احد التجار يعمل داخل محل للعطور أفاد أن السبب في تشويه الشارع يعود إلى المياه التي كانت تخرج من تحت الأرض وأنهم عندما اشتكوا للمحلية زاد الأمر سوءاً حيث قاموا بحفر المنطقة وأمام المحلات بغرض إصلاح الأعطال وتركوا المنظر بالشكل الحالي وذهبوا دون رجعة، وحتى الماسورة المكسورة لم يغلقوها وإنما قاموا بردمها بالتراب فقط، والآن ما زالت المياه متسربة، فيما طالب المواطنون الجهات المختصة ممثلة في محلية الخرطوم ووزارة التخطيط والبنى التحتية والأجهزة الأمنية بسرعة إيجاد حل لهذه المنطقة التي أصبحت هاجساً يثير رعب المواطنين وينتشر فيها اللصوص ومعتادو الإجرام، وقال مهند محمد على صاحب محل معرض للملابس الجاهزة: كانت هناك (مسطبة) طولها نحو مترين ونصف المتر قامت وزارة البنى التحتية بإزالتها بغرض الصيانة التي ذكروها وتركوا الحال كما هو عليه الآن.

أما المواطنون (مازن محمد ـ سامي سمري ـ أمل محجوب ) فقد أكدوا على عدم وجود رقابة لتنظيف الشوارع عموماً وتطويرها من المحليات والجهات المعنية، وأشاروا لوجود ضغط كبير على الموقف وامتداد الشارع المليء بالسلع الغذائية سيئة العرض وسط القاذورات والنفايات والمياه الراكدة.

عدد من الرسائل بعثها المتضررون بتلك المنطقة لمن يهمهم الأمر بأن يتحركوا احتراما لآدمية المواطنين، الذين ما زالت الحفر تتربص، القضية مطروحة أمام تلك الجهات لتصحيح الوضع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.