الإثيوبيون يعشقون “البوش” ويتفوقون في إعداده على السودانيين

يتناولونه في “الفطور والعشاء”
المجهر- خالد الفاضل
لكثرة تردد أشقائنا الإثيوبيين على ذلك الدكان بحي الشهداء الأمدرماني، فقد أطلقوا عليه (دكان الحبش)، حيث أصبح مشهد مجموعة من الشباب الإثيوبيين يتحلقون حول (صحون) البوش مشهداً معتاداً في الصباح.. لهذا جلسنا مع هؤلاء الشباب وسألناهم عن سر عشقهم لـ(البوش) وهو أكلة سودانية خالصة، ودردشنا حول طريقتهم في إعداده هل تختلف عن طريقتنا المعتادة، وهل توجد وجبة مشابهة في إثيوبيا.. وسألناهم عن وجبات سودانية أخرى أعجبتهم.. فماذا قالوا؟
{ أحلى بوش
يقول صاحب (دكان الحبش) إنهم زبائن دائمون يأتون كل صباح في شكل مجموعات لتناول (البوش)، وهم يحبونه جداً ويتفننون في صنعه، ويتصدى لإعداده القدامى منهم لأنهم أكثر خبرة، أما الوافدون الجدد منهم فيكتفون بالأكل فقط.. سألته إن كان إخوتنا الإثيوبيون يجيدون عمل (البوش) فقال لي: (والله ديل بظبطوا بوش أحسن من بوشنا، عندهم طريقة براهم هم بحبو يكتروا البهارات بجيبوا الشمار والتوم والبصل وبكتروا الزيت)، وأضاف: (عليك الله ضوق ليك لقمة من صحنهم دا ح تقتنع)، وفعلاً تحركت إلى مجموعة منهم واستأذنتهم في تذوق طعامهم فأفسحوا لي المجال بكل ترحاب وكرم وصراحة تذوقت أجمل طعم لـ(البوش).
{ “فطور وعشاء”
“محمد زين” واحد من الشباب الإثيوبيين أخبرني أنه تعلم إعداد (البوش) من أصدقاء سودانيين عمل معهم في إحدى الشركات وكانوا يدعونه لتناول (البوش) معهم، وبمرور اليوم أصبحوا يعتمدون عليه في إعداده لما وجوده من مهارة في صناعته. ويقول “محمد زين”: (عرفناه هنا في السودان فقط، ولكننا أضفنا عليه بعض لمساتنا بزيادة صنف أو صنفين من البهارات بكميات أكبر مما يستخدمها السودانيون)، ويضيف: (نحن نحب البهارات ونكثر من تناول الشطة ونستخدم زيت السمسم بكمية أكبر عكس السودانيين الذين يفضلون زيت الفول ولا يكثرون من البهارات)، ويقول “محمد زين”: (نحن نصنع البوش بطريقة مختلفة حيث نفضل إضافة الزيت في البداية قبل “هرس البوش بزجاجة البارد” فهذا يجعل البوش أكثر تماسكاً).
وانتقلت إلى آخر اسمه “علي” وسألته حول المكونات التي يستخدمونها في عمل (البوش) فأجابني: (نستخدم الدكوة والسلطة الخضراء والشطة والشمار والفلفل والجبنة)، ويضيف: (في إثيوبيا لا توجد وجبة تشبه البوش بالرغم من أن الفول موجود عندنا)، وعرفت من “علي” أن (البوش) بالإضافة إلى حبهم له جداً فهو وجبة رخيصة الثمن لذلك يتناولونها في الإفطار والعشاء. ويقول: (نفضل البوش لأنه رخيص ولا يتعدى اشتراك الواحد منا في وجبة الفطور مثلاً الخمسة جنيهات إضافة إلى البيبسي والكولا بعد تناوله).. وعن وجبات أخرى أعجبتهم قال: (الكسرة بالتقلية والعصيدة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.