“600” جنيه لجوال السكر المحلي و”570″ للمستورد…(حكاية (زيادة) قابلة لـ(الزيادة)…!!!)

مرجحاً وكما كل عام أن يتزايد الطلب على السكر مع حلول شهر رمضان الكريم، بيد أن الثابت هنا هو أن تشهد هذه الفترة من كل عام زيادات بات التجار يصفونها بغير المفاجئة، ولا يجدون مبرراً منطقياً لارتفاعه المفاجئ، في وقت أصبح فيه غلاء السلع الاستهلاكية شيئاً معتاداً مع حلول شهر رمضان، واعتاد المواطن على شراء السكر بكميات كبيرة وهذا ما يشجع التجار على زيادة أسعاره، ومن المتوقع أن يتواصل هذا الارتفاع حتى حلول الشهر الكريم.

أكثر من وسيط

ما هو ليس بحاجة لتجديد، هو اجترار قول شركة السكر السودانية، وهي تؤكد في غير مرة على أن كميات السلعة متوافرة بما يفي بحاجة الاستهلاك في شهر رمضان، وهو قول مقرون بأن الأسعار المعلنة ستظل كما هي في السابق، ولن تتأثر ارتفاعا بشهر رمضان، وهنا يبرز تساؤل عن أسباب الارتفاع الذي يحدث كل عام، والشركة صادقة في قولها هذا فهي لا تزيد الأسعار في رمضان، ولكن ما لم تقله شركة السكر، أن التوزيع يتحكم فيه قلة من الوكلاء، وبالتالي فإن أي ارتفاع للسعر ينبغي أن يوجه لمحتكر السلعة، وليس للشركة.

يقول التاجر وصاحب محل إجمالي بسوق الكلاكلة اللفة، جلال محمد أحمد، ان سعر جوال السكر زنة “50” كجم، كان حتى مساء أمس الأول “570” جنيها، للمستورد، مقابل “590” للمحلي، الذي أكد أن سعره يفوق المستورد، مشيراً لارتفاع السعر أمس ليصبح “600” للجوال، وقال ان الزيادة بالرغم من عدم منطقيتها ولا وجود أسباب تدعمها لكنها ليست مستغربة، منوهاً إلى أنهم يتعاملون مع وسطاء وليس مع شركة السكر مباشرة، وعزا ارتفاع الأسعار لتداول السلعة بين أكثر من وسيط حتى تصل للمستهلك النهائي، منوهاً إلى أن المواطن الذي يبتاع السكر بكميات بسيطة من متاجر الأحياء السكنية سيكون مرغماً على الشراء بأكثر من سعر الجملة البالغ “600” جنيه، لتحقيق هامش ربحي لتجار التجزئة، علاوة على تغطية منصرفات النقل والترحيل وأكياس التعبئة.

كميات متوفرة

وقريباً منه يقول التاجر، عبد الباقي عوض، إن الزيادات ليست مقتصرة فقط على السكر، مشيرا إلى أن أغلب سلع رمضان يتوقع لها زيادات قبل حلول الشهر، لافتاً إلى أن السكر زنة “10” كيلو ارتفع ليصبح “122” جنيهاً، وباكيت الدقيق “80” جنيهاً، وزادنا “75” جنيهاً، فيما وصلت جركانة الزيت سعة “10” أرطال “110” جنيهات، وقال في حديثه لـ(الصيحة) إن كميات السكر متوفرة ولا توجد مشكلة في الكميات حتى بعد حلول شهر رمضان الكريم، مشيراً إلى أن الإشكالية في ثبات السعر، وأضاف: السكر المحلي يختلف عن المستورد إذ أن الأخير في متناول الأيدي، أما المحلي فهو معقد، وأكد أنه إذا أراد الحصول على سكر مستورد يستطيع الحصول عليه مباشرة سواء من بورتسودان أو غيره، أما حصوله على السكر المحلي فهو أمر في غاية التعقيد فالشركة قد تأتي به بعد عشرة أيام من تاريخ طلبه، وهذه تمثل مشكلة بالنسبة له لأنه قد يكون قطع وعودا لزبائن، موضحاً أن إقبال المواطنين على الشراء ليس بالنوع أو الجودة وإنما بالأقل سعراً، ونفى استقرار سعر السكر، وقال إن السكر تكون أسعاره عالية وبمجرد فتح الشركات أبوابها تتضارب الأسعار، ويمكن أن يباع بأقل الأسعار، وأكد أن سعر جوال السكر الكبير في السوق بلغ 600 جنيه، وسعر جوال السكر الصغير 120 جنيها قابلة للزيادة، وأكد أن السكر إذا تم توزيعه على التجار سينخفض السعر، وكشف أن شركة السكر لا توزع السكر للتجار بل للوكلاء.

اهتمامات حكومة

في سياق متصل أكد وزير المالية والاقتصاد وشؤون المستهلك بولاية الخرطوم عادل محمد عثمان توفير (100) ألف جوال سكر زنة (50) كيلو لولاية الخرطوم من وزارة الصناعة لتلبية احتياجات شهر رمضان المعظم. وقال في اجتماع توفير السلع الضرورية بالولاية استعدادا لشهر رمضان المعظم إن توفير السلع الاستهلاكية للمواطنين خلال شهر رمضان المعظم من أبرز اهتمامات حكومة الولاية، وقال نسعى لتوفير السكر والدقيق والزيت والصابون والعدس والأرز والشاي واللحوم الحمراء والبيضاء بأسعار تقل عن الأسعار بالأسواق، وأكد ضرورة توزيع السلع على أسواق البيع المخفض البالغة (32) سوقا ومنافذ الجمعيات التعاونية بمواقع العمل والسكن بجانب المولات التي يجري العمل في إنشائها في كل من بانت وكرري وحلة كوكو داعياً وزارة الزراعة للتنسيق مع المنتجين لتوفير اللحوم الحمراء والبيضاء بأسعار معقوله.

إعداد خطة

إلى ذلك أكد الماحي خلف الله رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم أهمية توفير السلع للمواطنين قبل فتره كافية من دخول شهر رمضان والعمل على الاتفاق مع الشركات والمنتجين لتحديد الكميات والأسعار وآلية التوصيل للمواقع وتطبيق تجربة العام السابق في توزيع سلعة السكر بعبوات (10) كيلو. ووجه الاجتماع بإعداد خطة عمل لتوفير السلع الاستهلاكية واللحوم الحمراء والبيضاء والخضروات لأسواق البيع المخفض والجمعيات التعاونية بمواقع العمل والسكن والعمل على إحكام عمليات التنسيق الداخلي والخارجي.
جمعة عبد الله

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.