حصول قاصرين على أراضٍ مميزة .. شبهات لا تنتهي في تجاوزات الأراضي

“ديل ما خلو قطعة أرض إلا باعوها”..”أزالوا سوق الخضار عشان يشيلو أرضو”..”حتى المسرح باعوهو “..”الله يستر علي جبال التاكا”.

ما بين الأقواس من جمل هي كلمات ظلت تجري على ألسنة معظم المواطنين الذين التقيناهم في أنحاء مختلفة من المدينة التي تعتبر وجهة سياحية مفضلة للكثيرين، والحديث عن وجود شبهات تجاوزات، وفساد في ملف الأراضي ليس وليد حكومة جماع، بل هو متجذر وصل ذروته في عهد الوالي السابق محمد يوسف الذي يتندر مواطنون بأنه لو استمر لعام آخر لباع القاش وجبال التاكا.

ومن أكثر الملفات التي حظيت بتداول واسع واهتمام كبير بكسلا المتعلقة بمشروع وسط المدينة في عهد الوالي السابق محمد يوسف الذي يؤكد كثيرون أنه اتبع منهجاً خاطئاً بجعل الأراضي مورداً مغذياً لخزانة حكومته، ودار الكثير من الجدل واللغط أثناء فترة حكمه حيث تم اتهامه بالتصرف في الأراضي دون الوضع في الاعتبار حقوق الأجيال القادمة خاصة بمدينتي كسلا وحلفا الجديدة ، والاتهامات لم تتوقف على منهج الوالي يوسف بل طالت قيادات بالمؤتمر الوطني حيث تم دمغها بالحصول على مساحات شاسعة من الأراضي دون وجه حق، وظن كثيرون أن الولاية بارحت محطة ملف الأراضي وأنه لم يعد جاذباً للاهتمام بعد تولي آدم جماع شأن الولاية، وبالفعل فإن عامه الأول بكسلا لم يشهد أحاديث عن وجود تجاوزات في هذا الملف، إلا أن العام الثاني حمل بين طياته شكوكاً واتهامات وجهت ناحية حكومته بالسير على ذات نهج يوسف في التصرف في الأراضي، وقد تمت إثارة عدد من القضايا منها تلك المتعلقة بسوق الخضار الذي تمت إزالته من وسط السوق الكبير وتخصيص موقع جديد شرق المدينة تم تشييده على طراز حديث إلا أن التجار رفضوا الابتعاد عن موقعهم القديم لينصاعوا في النهاية للأمر الواقع بانتقالهم إلى السوق الجديد الذي ما يزال يؤكدون أنه يشهد إقبالاً ضعيفاً من المشترين أثر على دخولهم سلباً، ويرجحون بيع موقعهم القديم إلى نافذين في الحزب الحاكم.

أما مسرح تاجوج فدار أيضا عقب بيعه لغط كثيف إلي أن خرجت حكومة الولاية وأكدت أنها تعتزم تشييد مسرح جديد بغرب القاش وفقاً لمواصفات أكثر حداثة وتطوراً.

ولم يتوقف الحديث عند هذا الحد، فقد ثار الرأي العام مجدداً حينما تداولت الوسائط الإلكترونية على نطاق واسع مستندات تؤكد تصديق الوالي جماع لأراضٍ سكنية لموظفين ومواطنين اعتبر ناشطون أنهم لا يستحقونها.

تمليك قاصرين

تعليقاً على ما يدور من أحاديث حول ملف الأراضي سألنا مدير عام وزارة التخطيط العمراني إدريس محمد الحسن الذي أكد في البداية أن أبوابهم مشرعة لكل من يريد الاستفسار والاستيثاق من كل ما يتعلق بالأراضي، ويجزم بأن الكثير من الأحاديث المتداولة لا أساس لها من الصحة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، متناولاً في القضايا التي تمت إثارتها أخيراً، حيث أكد أن دستورياً وقانونياً فإن من صلاحيات والي الولاية تصديق الأراضي للمواطنين حسب تقديراته، مبيناً أن هذا أمر لا خلاف وجدال حوله، كاشفاً عن أنهم في الوزارة لديهم أسس ولوائح وضوابط تحكم عملية منح المواطنين الأراضي السكنية.

ويكشف عن أنه ومنذ تولي آدم جماع إدارة الولاية لم يتم طرح مربع سكني مخطط للبيع المباشر، لافتاً إلى أن كل المربعات السكنية الموجودة تم تخطيطها في عهد الوالي السابق، وأضاف: حتى مسرح تاجوج فإنه مخطط للبيع منذ العام 2012 وليس الحكومة الحالية هي التي قررت بيعه، ويقول إدريس إن الحكومة الحالية لم تتصرف في الأراضي لتوفير موارد على عكس الحكومات السابقة خاصة حكومة محمد يوسف التي اتهمها بعدم ترك متر واحد يمكن التصرف فيه، ويدمغها بمصادرة حقوق الأجيال القادمة لتصرفها في الأراضي دون استراتيجية. وفجر مفاجأة تبدو غريبة حينما أكد عدم قدرتهم على تخطيط خطة سكنية جديدة بكسلا في مساحة قطرها خمسة عشر كيلو متراً، وذلك لأن كل هذه الأراضي تم التصرف فيها في عهد الحكومة السابقة، مبيناً عن أن عهد محمد يوسف شهد منح قاصرين أراضي سكنية في مواقع مميزة رغم عدم قانونية هذا الأمر.

بدائل سوق الخضار

وعن أراضي سوق الخضار بوسط المدينة، يشير مدير عام وزارة التخطيط إدريس محمد الحسن إلى أن ترحيل التجار الى السوق الجديد جاء بغرض “تنفيس” السوق الكبير للازدحام الذي كان يعاني منه، وحينما قلنا له إن الشارع يردد عزمكم منح هذه المساحات المميزة لنافذين في الحكومة، رفض هذا الاتهام وأكد عدم وجود اتجاه لبيعها، وكشف عن طرح محلية كسلا عدداً من الخيارات للإستفادة من الأرض ومن ضمنها أن تتحول إلى منطقة خضراء أو موقف للسيارات أو أن تشييد فيها كافتريات سياحية، وقطع بأن معتمد محلية كسلا يمتلك رؤية كاملة وشاملة حول هذا الأمر وذلك للاستفادة من هذه الأرض في إضفاء مسحة جمالية على المدينة، ويجدد مدير عام وزارة التخطيط تأكيده على عدم بيع هذه الأرض.

مسرح تاجوج والموقع الجديد

وفيما يتعلق بمسرح تاجوج كشف إدريس محمد الحسن أن حكومة محمد يوسف هي التي أصدرت قرار إزالته وبيع أرضه، وأن حكومة جماع نفذت هذه الخارطة في إطار استعدادها للدورة المدرسية، حيث تقرر تشييد مسرح على أحدث المواصفات بغرب القاش تم طرح عطائه للشركات ويتوقع أن يبدأ فيه العمل قريباً .

أربعون كيلو متر أسفلت

وعلى صعيد مختلف، لفت مدير عام وزارة التخطيط إلى أن مدينة كسلا، ولأول مرة في تاريخها ستشهد سفلتة أربعين كيلو متر، عشرة كيلو منها جديدة وإخضاع ثلاثين كيلو للتأهيل الكامل ، وقال إن العمل في تنفيذ مخطط القرى النموذجية يمضي بوتيرة متسارعة، ويعتبره واحداً من المشاريع الرائدة والعملاقة التي ستحدث تغييراً كاملاً في حياة الكثير من المواطنين لتوفر الخدمات في هذه القرى، وقال إن العمل في شبكة المياه ما يزال مستمرًا داخل كسلا بعد أن تم تركيب 210 كيلو متر.

وفيما يتعلق بالكهرباء، جدّد تأكيده على أن حكومة الولاية تفرض سياسة مشددة على ملف الأراضي ولا تعتمد عليها بوصفها دخلاً لخزانتها.
صديق ــ سيف الدين

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.