تطابقت معلومات بشأن سفر الرئيس السوداني عمر البشير إلى الرياض بالتزامن مع عقد القمة “الإسلامية ـ الأميركية”، ونقلت وكالة السودان للأنباء أن المبعوث السعودي الذي حل بالخرطوم سلم البشير دعوة من العاهل السعودي لحضور القمة.
لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أفاد، الخميس، قائلا: “حسب علمنا فإن البشير لن يكون في الاجتماع مع ترامب.. قد يكون ذاهبا إلى الرياض ولكن ليس لحضور الاجتماع”.
وهو ما أكدته السفارة الأميركية بالخرطوم، الأربعاء، بشأن معارضة واشنطن لدعوة أي شخص يخضع لمذكرة اعتقال صادرة من محكمة الجنايات الدولية بما في ذلك الرئيس البشير.
واتهمت المحكمة الجنائية الدولية البشير في عام 2008 بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. وينفي الرئيس السوداني الاتهامات ويواصل السفر للخارج.
وبحسب وكالة الأنباء السودانية، الخميس، فإن البشير تسلم رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سلمها مبعوثه الخاص.
وقالت الوكالة الرسمية: “قدم خادم الحرمين الشريفين في رسالته الدعوة لفخامة رئيس الجمهورية للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي تعقد على مستوى القادة بالعاصمة السعودية الرياض يوم 21 مايو الجاري”.
وكانت “سودان تربيون” قد كشفت أن وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي محمد بن عبد الملك آل الشيخ، اجتمع الى البشير بالخرطوم ليل الثلاثاء، بعد لقائه وزير شؤون الرئاسة السوداني فضل عبد الله فضل، وسط تكتم حول ما دار خلال اللقائين.
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في وقت سابق أن زيارة ترامب للسعودية سيعقد خلالها ثلاث قمم، وهي: قمة ثنائية مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وقمة مع قادة دول الخليج العربي، وقمة مع قادة دول عربية وإسلامية.
من جانبه قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور يوم الأربعاء إن الرئيس البشير سيحضر اجتماعا في السعودية يوم السبت وهو نفس اليوم الذي سيزور فيه الرئيس الأميركي المملكة لكن لم يتضح ما إذا كان البشير سيلتقي ترامب.
وبناءً على طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف البشير، يتجنب الزعماء الغربيون الاجتماع به وسيمثل أي اتصال مباشر بينه وبين ترامب مفاجأة للأوساط الدبلوماسية على الرغم من تحسن العلاقات بين واشنطن والخرطوم في الشهور الأخيرة.
وقال غندور للصحفيين في جنيف “في مسألة المصافحة بين ترامب والبشير لا يمكن لأحد أن يدعي أي شيء لكن على أي حال وجه السعوديون دعوة للرئيس البشير لحضور ذلك المؤتمر”.
وتابع “نتمنى أن يسير كل شيء وفقا للخطة ونتطلع إلى تطبيع علاقاتنا مع الولايات المتحدة”، مضيفا أنه سيسافر مع البشير إلى الرياض يوم الجمعة.
وعندما سئل هل يتمنى أن يتصافح الزعيمان قال غندور “ليس لدي أحلام وإنما آمال وأتمنى أن تتحقق”.
ووصف غندور المحكمة الجنائية الدولية بأنها “أداة سياسية”، وزاد “إنها محكمة أنشأها الرجل الأبيض لتوجيه الاتهامات للناس في أفريقيا”.
وقال الوزير السوداني إن إقليم دارفور ينعم بالسلم حاليا وإن الخرطوم ترغب في الانفتاح على التجارة وتؤيد الجهود الدولية لمحاربة الإسلاميين المتشددين في المنطقة.
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أمر في يناير برفع العقوبات المفروضة منذ 20 عاما بعد 180 يوما شريطة أن تبذل الخرطوم المزيد من الجهد لتحسين أوضاع حقوق الإنسان.
وأعرب غندور عن أمله في رفع العقوبات بعد عملية تقييم في 12 يوليو وهي خطوة رئيسة نحو اندماج السودان في الاقتصاد العالمي.
سودان تربيون