تفشي الاصابة بالاسهال المائي في الخرطوم وسط صمت رسمي

تفشي الاصابة بالاسهال المائي في الخرطوم وسط صمت رسمي

– تفشت حالات الإسهال المائي الحاد بعدد من المناطق وسط العاصمة السودانية الخرطوم، وسط تكتم السلطات الصحية الرسمية التي لم تصدر تصريحات بشأن مستوى انتشار المرض، برغم شكاوى المواطنين من تزايد حالات الإصابة منذ الخميس.

وأفادت تقارير صحفية نشرت في الخرطوم، الإثنين، أن سيدة توفيت متأثرة بالمرض الذي بدا ينتشر تدريجيا في أحياء الديم والإمتداد.

كما دون ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي معلومات تشير الى وجود حالات عديدة لوباء (الكوليرا) في مستشفيات بوسط العاصمة السودانية، قابله صمت رسمي مطبق، مؤكدين وفاة طفلين وإصابة عشرة آخرين بمستشفى بشائر جنوب الخرطوم.

ولا تطلق السلطات الصحية في السودان على الوباء المتفشي مسمى الكوليرا، وتسميه الاسهال المائي،حيث أقرت وزيرة الدولة بوزارة الصحة في يناير الماضي بأن الإسهال المائي وصل مناطق في الخرطوم وولاية البحر الأحمر دون أن تعطي وقتها أي أرقام للحالات.

ونقلت صحيفة (الجريدة) الإثنين أن السيدة ذكية سعيد (55) عاماً من مواطني حي الديم بالخرطوم شرق، لقيت حتفها جراء الإصابة بإسهال مائي حاد، وأشارت الى إصابة عدد من المواطنين في ذات الحي ومناطق متفرقة من الخرطوم بالوباء.

وكشفت جولة الصحيفة في المستشفى الأكاديمي يوم الأحد، عن أكثر من 20 حالة ، وفدت من مناطق الأزهري والصحافة والديم والإمتداد، وإشتكى عدد من المرضى من الخدمات الطبية السيئة، بجانب تكلفة العلاج المرتفعة.

وكان المرض تفشى بصورة واسعة في ولاية النيل الأبيض جنوب الخرطوم، حيث أفاد الوالي عبد الحميد موسى كاشا، الإسبوع الماضي أن 49 شخصا لقوا حتفهم بسبب الوباء بينما أصيب به 2755 شخصا، لكن احصائيات أخرى غير رسمية أشارت الى أن ارقام الموتى في الولاية ذاتها فاق الستين شخصا.

وقالت حركة “التغيير الآن” المعارضة، إن إنتشار الإسهالات مع بداية فصل الخريف وبدء هطول الأمطار، ينذر بوضع كارثي اذا لم يتم تداركه بسرعة.

وعدت في بيان تلقته (سودان تربيون) الإثنين، إنتشار وباء الكوليرا “جريمة إهمال متعمدة”، قائلة إن السودان تعمه حالة انتشار وبائي للكوليرا في ولايات النيل الأبيض والخرطوم وشمال كردفان وحالات متفرقة في شرق السودان.

واضاف البيان ” إنتشار هذا الوباء مع بداية فصل الخريف وبدء هطول الأمطار ينذر بوضع كارثي ما لم يتم تداركه بسرعة، فهذه هي الظروف الملائمة تماما لانتشار باكتريا الكوليرا”.

وأوضح البيان أن ضحايا الإصابة بالكوليرا هم ضحايا للإهمال وخلل ترتيب الاولويات وسوء الادارة، بالاضافة إلى الفساد الذي يضع مسئولين فاسدين وغير مؤهلين في مقاعد المسئولية عن الصحة.

وحمل البيان النظام واعضاء حكومة “الوفاق” مسؤولية إنتشار الوباء، مضيفاً “نقول لهم ان المحاصصة والمناصب والالتصاق بالسلطة ليست نزهة او تجربة لمن يدخلوها بل ستلطخ ايدهم بدماء وارواح شعبنا”.

ودعت الحركة لضغط شعبي وجماهيري واسع يتحرك بالتوازي مع العمل الانساني، لإجبار النظام على ان يكون في مستوى واجباته، بجانب وضع حزمة مطالب متكاملة تدحر الوباء بصورة نهائية.

وطالبت “التغيير الآن” في بيانها بالإعلان عن حجم الوباء وعن تشخيصه الحقيقي، واستقطاب الدعم الدولي لجلب الجرعات الوقائية والمحاليل الوريدية، ومصل الكوليرا.

وقالت إن الاعتراف وحده غير كافي وعلى الحكومة ان تتحرك بتخصيص أموال لمنع انتشاره من بند احتياطي الموازنة العامة لمواجهة الحالة الوبائية الطارئة.

ودعت إلى محاسبة المسؤولين الفاسدين والمتقاعسين عن اداء واجباتهم بينهم وزراء الصحة وحكام الولايات المتضررة من الوباء، واعتبرت التقاعس ساهم في تكرار انتشار الوباء وتحول الكوليرا الى مرض مستوطن في السودان.

كما طالبت الحكومة بفتح الباب للمنظمات الإنسانية المحلية والعالمية العاملة في مجال الصحة للتدخل والعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة على غرار ما حدث في دول العالم التي اصابها الوباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.