ثمرات الصيام وأهدافه

إنه يربي المسلم على معاني الصدق في الأقوال والأفعال والنيات فالصوم يغرس في نفسه هذه القيمة العظيمة لتكون سلوكاً في حياته وصفة من صفاته ، فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهوته طاعة لله ويستطيع أن يأكل ويشرب ويظهر لمن حوله أنه صائم لكن منعه من ذلك الصدق مع الله ، ولايكفي امتناع الصائم عن الطعام والشراب وسائر المفطرات حتى يسمى صائم ، بل يكون صومه صحيحا كذلك أن يسعى لأن تصوم جوارحه ومن يفعل ذلك يكون صادقاً مع الله وصومه صحيح كما قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب ص46
ويصف الصائم الحق فقال : والصائمُ هو الذي صامت جوارحُه عن الآثام ، ولسانُه عن الكذب والفحش وقول الزور ، وبطنُه عن الطعام والشراب ، وفرجُه عن الرَّفث ، فإن تكلَّم لم يتكلم بما يجرحُ صومَه ، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومَه ، فيخرج كلامه كلُّه نافعًا صالحًا ، كذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يَشُمها من جَالس حامل المسك ،و مَن جالس الصائم انتفع بمجالسته ، وأَمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم ، هذا هو الصومُ المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ، لأهمية الصدق واثر الصوم في تربية المسلم عليه فقد ربط صلى الله عليه وسلم بين صدق اللسان وسلامة المنطق وبين الصيام الحقيقي فقال : « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِه ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ « . رواه البخاري
الصــــحافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.