الارباب يكتب عن قضية اخلاء مقر اتحاد الكرة بعنوان للذكري

هذا يوم رهيب تعددت فيه المحاور المستدعية للأقلام وأصحابها كي يكتبوا.. وأنا هنا أعني الكتاب الرياضيين فهناك أكثر من موضوع شاغل وجاذب.. ورغم أن الصحافة خبر.. تحليل.. تحقيق.. وحوار وتعليق فقد أنزوت الصحافة الرياضية بعيدا، واختصرت كل نفسها في الخبر والأعمدة التي اختزلت فيها كل ما تبقى غير ذلك، ولعلها قد زادت ذلك بما ظنت أنه يجملها، ويجعلها أكثر جاذبية، وما علموا أن هذه الإضافة المستحدثة قد كانت ممعنة في القبح والسلبية، ولعلكم قد عرفتم ما أعنيه مما أصاب الصحافة الرياضية من (شعبوية) و(فاشية) وامتصاص واستدعاء لكل ما في عصور الانحطاط.

أقول ما علينا.. أو ما عليكم.. والله إنني لا أستطيع أن أقول ذلك فكيف لنا أن نعبر هذه المحطة الفكتورية الكبيرة، وعلينا حتى أن لم نجد الوقت لنتوقف عندها فليكن عندنا من الوقت والعزم أن نذكرها كلما أمسكنا بأقلامنا لنكتب، والذكر العابر يكفي، وهو خير من النسيان الظالم.
لا بد أن الخبر الأول والصاعق- تماما- هو التغيير الذي طرأ، أو على الأصح، حدث في مجريات الأمور في الاتحاد العام ولا أحسب أن موقفي في حاجة إلى تبيان أو إظهار فهو ظاهر كشمس أبريل في الخرطوم وصحارى بويضة وتلك الكبرى الغرب أفريقية.
لكن ذلك لن يحول بيني وبين إبداء رأيي المبني على الوقائع والشواهد والمنطق الذي يقبل الحوار حوله لكنه لا يقبل القسمة بين حق وباطل.
أن الأجواء ملغمة وملبدة باحتقانات كثر لعل للإعلام فيها القدح المعلى، ولعل هذه القضية، أو القضايا، قد أظهرت أشباحا وأراجوزات للراحل هيكل، وللراحل موسى صبري، وأنا معني هنا بهيكل عز الدين، الذي لم يمنعه علم يدعيه، ولا ينفك يذكره في كل سانحة، ولم يمنعه حياء يعود إلى ذلك المثل القديم أن أطعم الفم تستحي العين من أن يكون كما يجب أن يكون أي صحافي مبتدئ فها هو ما برح يمسك قلما إلا ويجرّم المتهمين ويلصق ببعض من الرجال اختارهم بعناية، عناية ظالمة وقاتمة وسوداء بكل تأكيد، يلصق بهم الإدانات والنعوت القبيحة.. علِّموا هذا الكاتب أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. وعلموه أن هذا الذي يسميه فسادا قد ظل يعشعش في الأمكنة طوال تلك الأزمنة يوم كنت أنت واحد من حرس البلاط.. ويوم كنت أنت تسأل المنصب.. والراتب.. والتذاكر، ولعل الإخوة الدكتور معتصم جعفر، والأساتذة مجدي شمس الدين، وأسامة عطا المنان، ووكالة تاكس تفصح عمّا لديها من أسرار هذا الكاتب.

أما ما حدث في الاتحاد العام فإنني كنت أمني النفس أن يكون الإجراء غير هذا الذي؛ حدث فإذا كان اتحاد الإخوة د. معتصم، والطريفي، ومجدي، وأسامة، ومن معهم مستمرا في أداء أعماله بناء على التفويض الممنوح لهم بقرار من الفيفا فإن الأوقع قد كان في مخاطبة الفيفا، وأخذ رأيها.. نعم أخذ رأيها الذي تستحقه بناء على أمر واقع، فإذا كنا نعدل قانوننا الرياضي ليتوافق ويتسق مع القوانين الدولية المختصة والمعنية بالأمر فإن أقل ما يجب في حالتنا هذه هو أن نعبد بابا، ونفتح طريقا ننفذ من خلاله للتواصل مع الفيفا لا أن نستعديها، ونجعل أنفسنا في صراع معها.
ويا ود عز الدين.. إذا كان الأخ الدكتور معتصم جعفر قد قال إن تدخلا حكوميا قد حدث خلال الجمعية العمومية فهو صادق فيما قال، ولم يكن أكثر من ناقل لما قاله الأخ الفريق عبد الرحمن سر الختم في العلن، وعلى الهواء مباشرة.
أن للحق طريقا واحدا.. وصديقا واحدا.. ورفيقا واحدا.

صلاح إدريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.