تفاصيل ليل مانيلا الدامي.. داعش يتبنى ورواية الشرطة “مختلفة”

ضاربت التصريحات التي أدلت فيها الشرطة الفلبينية بشأن الهجوم الدامي الذي أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص في كازينو بالعاصمة مانيلا ليل الخميس الجمعة، وتبناه تنظيم داعش حسب ما أعلن مركز أميركي متخصص بمتابعة المواقع الإلكترونية المتشددة.

وعاشت العاصمة الفلبينة ليلة دموية، حين هاجم مسلح الكازينو الواقع في مجمّع “ريزورتس وورلد مانيلا” الذي يضم أيضا فندقا، مطلقا الرصاص بشكل عشوائي على الرواد، مما أسفر عن مقتل 34 شخصا على الأقل وإصابة آخرين، حسب المعلومات الأولية.

قتل أم انتحر؟

واللافت أن قائد الشرطة الفليبينية، رونالد ديلا روزا، قال، عقب ساعات على انتهاء الهجوم الدامي، إن الرجل الذي أطلق النار داخل كازينو القمار قد قضى انتحارا، وذلك بعد تصريح للمصدر نفسه عن مقتل المهاجم على يد شرطيين كانوا قد اقتحموا المكان.

وقال ديلا للصحفيين إن “المسلح تم تحييده. لقد مات. أقدم على حرق نفسه داخل غرفة فندق”، قبل أن يقدم تفاصيل انتحار المهاجم المفترض قائلا “لقد تمدد على السرير، ثم غطى نفسه بغطاء سميك، ويبدو أنه صب الوقود على الغطاء وأحرق نفسه”.

وأعطى ديلا روزا هذه التصريحات بعد ساعة من ادعائه، في مقابلة تلفزيونية، إن الشرطة قامت بإطلاق الرصاص على الرجل المسلح وقتله، دون أن يوضح للصحفيين التناقض في تصريحاته، ما أثار جملة من التساؤلات بشأن سبب التضارب في المعلومات.

داعش تبنى.. ولكن

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فتنظيم داعش سارع إلى تبني الهجوم على المجمع، بحسب مركز “سايت” الأميركي المتخصص بمتابعة المواقع الإرهابية على الإنترنت، لكن قائد شرطة الفلبين أعلن في حديث إذاعي أن رجلا يبدو أنه تصرف بمفرده أطلق النار من بندقية “أم فور” في صالة للعب القمار.

وأضاف ديلا روزا أن الرجل أطلق النار مرة جديدة نحو إحدى الغرف التي تخزن فيها الشرائح المستخدمة في المقامرة قبل أن يملأ حقيبة منها، في تأكيد على أن العملية تتعلق بسرقة وهذا ما كانت قد أشارت إليه أيضا مصادر في الشرطة التي قالت إن الدافع وراء الهجوم كان السطو على الأرجح.

فقد ذكر قائد شرطة مانيلا، أوسكار آلبايالدي، أن المسلح حاول سرقة شرائح مقامرة بقيمة 113 مليون بيزوس (2,3 مليون دولار)، بالرغم من أنه ترك الحقيبة التي ملأ بها الشرائح قرب غرفة المخزن. وقال للصحفيين خارج الكازينو “لا مؤشرات أن العمل إرهابي”.

وفي وقت لاحق، أكد مصدر حكومي أن دوافع الاعتداء ليست إرهابية، فقد قال المتحدث باسم الرئاسة الفيليبينية للصحفيين إن “الوضع الخاص في مانيلا غير مرتبط على الإطلاق بهجوم إرهابي”.

ليلة الرعب

أما تفاصيل ليلة الرعب في الكازينو، فقد رواها شهود، وقالت الموظفة ماريسال نافارو “كنت عائدة إلى الطابق الثاني من استراحتي عندما رأيت الناس يهربون. وبعض نزلاء الفندق قالوا إن أحدهم صرخ أيسيس (تنظيم داعش)”.

وتجمع أقارب النزلاء والموظفين المحاصرين في الداخل أمام المجمع. وقالت جيل يونغكو “اتصلت بنا ابنتنا بعد منتصف الليل تقول إنها كانت في قسم الأشخاص المهمين في الكازينو، وهناك دخان وإنهم يختنقون”.

وكشفت تقارير إعلامية أن المهاجم لم يكتف بإطلاق الرصاص، بل عمد أيضا إلى إشعال النار في طاولات للقمار، فأثار الذعر في بلد يعيش حالة من التأهب بعد فرض الأحكام العرفية في جنوبه، حيث تخوض القوات الأمنية مواجهات مع عناصر متشددة بايعت داعش.

وتواجه الفلبين أزمة في جنوبها، حيث تقاتل القوات الحكومية متشددين متمردين منذ 23 مايو الماضي. وأعلن الرئيس، رودريغو دوتيرتي، الأحكام العرفية في جزيرة مينداناو في الجنوب الأسبوع الماضي.

ويقول دوتيرتي إنه يخشى انتشار “الفكر الرهيب” لتنظيم داعش في مينداناو، وهي جزيرة يسكنها 22 مليون شخص، وحذر من أنها قد تصبح ملاذا لأنصار التنظيم الفارين من العراق وسوريا.
سكاي نيوز عربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.