الفيفا يُجمد نشاط السودان خلال ساعات!!

*الفريق (المدهش) دخل اتحاد الكرة عنوة، و(الدهشة) الحقيقية لن يطول أمد انتظارها، خلال ساعات فقط وينفض سامر الكرة السودانية في المحافل الخارجية، الأندية الثلاثة (مريخ-هلال الأبيّض-الهلال)، جميعها سيتم سحب نقاطها، وإقصاؤها من المنافسات الأفريقية.

*قلناها مرارًا وتكرارًا إن أيّ خطوة تحمل في جوفها (العنتريات)، والتدخل السافر من السلطة سيؤدي بالكرة السودانية إلى موارد الهلاك، وذلك سيعني أن الفيفا لن تتوانى في إرسال ما يفيد بتجميد نشاط الكرة السودانية، لأن المعترف به حاليًا بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم (هو اتحاد معتصم جعفر)، والذي تمّ منحه خلال الفترة الماضية الصلاحيات كافة من مكاتبات وحضور (كونغرس الفيفا) وغيره، مما يفسر تلقائيًا أن التوجيهات التي صدرت من مكتب الفيفا رسخت إلى إقامة الجمعية العمومية في نهاية أكتوبر الجاري، (عليه انتهى الكلام) يا سعادة الفريق!!

*الفيفا أعلن قبل نحو شهر عن وصول وفد لمتابعة ومناقشة ما سيجري في تعديلات النظام الأساسي (مثار الجدل) والذي بموجبه لن يتم الاعتراف بأي اتحاد جديد، إلا بعد التعديلات المذكورة، (فهل يا حضرة الفريق تمت إجازة تلك التعديلات حتى يتم الاعتراف بكم كمجلس شرعي منتخب؟؟!).

*وبأيّ صفة يا مجموعة النهضة والإصلاح ستخاطبون الفيفا، الذي كان حتى موعد الكونغرس الأخير يخاطبون (اتحاد معتصم جعفر) الشرعي بالنسبة لهم، هل يا ترى سيقبل (بمكاتباتكم ومراسلاتكم)؟؟!!..علمًا بأن الفيفا لا علم له بالانتخابات التي جرت مؤخرًا والتي (تمت خارج مباني اتحاد الكرة).

*ما تم الإقدام عليه باستخدام القوة الجبرية سندفع ثمنه غاليًا خلال ساعات وليس أيام، لأن رد الفيفا سيأتي سريعًا وصارمًا، ويكفي تجربة الاتحاد الكويتي باستغلالهم السافر للسطة تجاه منظومة رياضية (تمثل حكومة لوحدها).

*حتى لو افترضنا أن اتحاد معتصم جعفر لم يتقدم بشكوى عاجلة، فإن الفيفا كيف سيعتمد المجموعة الحالية، وكيف سيقبل بها كجسم وجد بالقوة الجبرية لا بالإجراءات القانونية السليمة التي تتم في الجمعيات العمومية على مستوى العالم.

*على مستوى الدولة واهتمامًا منها ومراعاة لرد فعل الفيفا، حذر النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء، بكري حسن صالح، الشهر المنصرم ، من مغبة أيّ تدخل من قبل الحزب الحاكم أو أجهزة الدولة في انتخابات اتحاد الكرة.

*ذلك الوعي الكبير من قبل النائب الأول يوضح بجلاء أن (بعض قادة الحزب الحاكم) يرفضون التدخل في أيّ شؤون تتعلق بالاتحاد الدولي لكرة القدم، لكن للأسف فإن مجموعة النهضة والإصلاح، عملت بسياسة عليّ وعلى أعدائي، ولم تراعٍ على الإطلاق مصلحة الكرة السودانية.

*لا زالت الكرة في الملعب، وذات رئيس الجمهورية الذي يحتمي به الفريق سرالختم يمكن أن يتدخل ويمنع هذه المهزلة، لأنها لا تحتمي بأيّ طرق قانونية يمكن أن تجعلهم يجدون الاعتراف من الفيفا.

*(التدخل الحكومي)..معنى هذا المصطلح هو عبارة عن إشارة من الفيفا تحمل تحذيراً برفض أيّ تدخل من الحكومات في شؤون لعبة كرة القدم، كما جاء ذلك في هذه المادة في قانون الفيفا المنظم للعبة..( يتدخل الفيفا لإيقاف النشاط الكروي في دولة تمتلك عضويته في حالة عدم ضمان استقلالية الانتخابات أو تدخل الحكومة في استقلالية قرارات وانتخابات الاتحاد الكروي).. ويعنى نزع سلطة الدول على اتحادات وأندية اللعبة التابعين لهم جغرافياً، وجعل السلطة المطلقة للفيفا، سواءً كان هذا التدخل من الدول عن طريق استحداث قوانين ولوائح رياضية تخالف لوائح الفيفا، أو حل مجالس إدارات الاتحادات والأندية المنتخبة، (وتعيين مجالس بديلة لإدارة شؤون اللعبة)، وهذه العقوبة تبيّن قوة هذا الاتحاد الدولي، لأنه ينزع سلطة الدول على اتحاداتها وأنديتها، ويترتب على هذا التدخل عقوبات تبدأ بالتحذير، وتنتهي بإيقاف النشاط الدولي لفرق ومنتخبات تلك الدولة، وقد تعرضت عدة دول للتحذير بالإيقاف، وتعرضت أخرى لعقوبة إيقاف النشاط، بسبب التدخل الحكومي نضرب منها بعض الأمثلة.

* (إسبانيا)..حيث هدد الاتحاد الدولي لكرة القدم منتخب إسبانيا بمنعه من المشاركة في يورو 2008، وذلك في حالة عدم السماح للحكومة في إجراء الانتخابات في ذلك العام، كما كان مخططًا لها، واستخدم الفيفا تهديده لمنع الحكومة من التدخل ونجح في ذلك.

* (إنجلترا)..في فبراير 2011 حذر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الحكومة من التدخل المباشر في كرة القدم والنشاط داخل إنجلترا، في بيان رسمي. وأوضح البيان أن النوايا غير واضحة كليًا وغير مقبولة بالمرة وعليه فقد يلجأ للفيفا، وبالتالي يتم إيقاف المنتخب الوطني من المشاركة دوليًا.

* نيجيريا..أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بيانًا رسميًا في يوليو 2014 بإيقاف النشاط الكروي في نيجيريا بأثر عاجل، وذلك بناءً على تدخل الحكومة في النشاط، ووقتها قضت المحكمة بأن يعيّن وزير الرياضة شخصًا من الخدمة المدنية ليُدير الاتحاد النيجيري لكرة القدم. وجاء تعيين لورانس كاتيكن بعد إصدار المحكمة العليا في ولاية بلاتو أمراً قضائياً بوقف رئيس الاتحاد الكروي في ذلك الوقت أمينو مايجاري ولجنته التنفيذية ومجلس الاتحاد عن ممارسة مهامهم.

ووجد الفيفا حسب قواعده أنّ هذا تدخلاً مباشراً من الحكومة في كرة القدم، وهو ما تسبب في فرض حظر على النشاط الكروي في نيجيريا، وواجهت نيجيريا تهديدًا بإيقاف النشاط الكروي في 2010 بعد توديع كأس العالم، وذلك بعد قرار الحكومة الفيدرالية في ذلك الوقت بالانسحاب من المسابقات الدولية كافة وحل اتحاد كرة القدم، بالإضافة لفتح تحقيق بشأن الفساد في الاتحاد، وتم إلغاء القرار لتجنب الحظر.

*فرنسا..هدد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في ذلك الوقت فرنسا من التدخل السياسي في شؤون المنتخب، ووقتها هدد أيضاً بإيقاف المنتخب عن المشاركة في المسابقات الدولية.

*تلك أمثلة لدول عظمى حاولت التطاول والالتفاف على قوانين الفيفا..فانظروا ما الذي حدث لها..(فهل من متعظ)؟!!
الصيــحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.